حذرت صحف الخليج من أن تدخل الازمة اليمنية في مفاوضات جنيف النفق السوري، مشيرة إلى أن الحوثيين ينقلون الألغام إلى مسار الحل السياسي بعد فشلهم في تحقيق أهدافهم عن طريق القوة العسكرية.
&
الرياض: ومن صحيفة "الشرق" السعودية نبدأ بافتتاحيتها اليوم السبت التي نصحت فيها الحوثيين بمراجعة شعارهم الشهير «الموت لأميركا»، بعد أن أفادت تقارير إعلامية مؤكدة أنهم انخرطوا لأيام في مفاوضات مع المسؤولين الأميركيين في سلطنة عُمان.

وقالت: لم تنفِ الجماعة المتمردة في اليمن جلوسها مع الأميركيين ، ولم تؤكده ، لكن عدداً من قيادييها ألمح إلى صحة ما ورد من معلومات حول مفاوضات مسقط. ورأت الصحيفة أن التفاوض ليس دليل إدانة في حد ذاته ، ولا يخلو منه أي عمل سياسي ، إلا أن ما يعيب الحوثي أنه أخفى الأمر على أنصاره ، الذين ما زالوا يرفعون الشعار الشهير «الموت لأميركا» ، وما زالوا يعتقدون أن المجتمع الدولي يعاديهم.

وألمحت صحيفة "الوطن" السعودية، إلى أن التناقضات الحوثية بخصوص السلام والمفاوضات كثيرة، كأن يصرح قيادي منهم قبل يومين عن استعداد جماعته "للذهاب إلى جنيف لاستكمال المحادثات برعاية الأمم المتحدة من نقطة توقفها" ، وفي المقابل يقول قيادي حوثي آخر في اليوم نفسه ، إن مشاركتهم في جنيف ستكون "من دون أي شروط".

وتابعت الوطن: رغم أن مجلس الأمن الدولي أيد الثلاثاء الماضي دعوة الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون إلى تطبيق هدنة إنسانية جديدة في اليمن، ورغم مطالبة المجلس جميع الأطراف اليمنية بالبدء في مفاوضات سلام بصورة عاجلة غير أن الانقلابيين الحوثيين وأتباع المخلوع صالح ما زالوا يمارسون عبثهم ويحاولون تعطيل أي مسعى إلى السلام وعودة الشرعية، معتقدين أنهم قادرون على الاستمرار بهذا الوضع أو أن حليفتهم وداعمتهم إيران يمكن لها أن تحميهم ليطبقوا مخططها التخريبي في اليمن.

وكذلك استغربت صحيفة "عكاظ" ، التناقض السياسي الواضح لسلوك المتمردين الحوثيين على الأرض وعلى رؤوس الأشهاد ، قتل ، ترويع ، قصف عشوائي للمدنيين ، مصادرة ونهب المساعدات الإنسانية ، هذا السلوك وهذه الذهنية ذاتها تذهب إلى جنيف من أجل محادثات السلام.

وقالت: فليذهب اليمنيون إلى جنيف ولير المجتمع الدولي ماذا سيقدم هذا العقل الميلشيوي الحوثي من أجل إنهاء الأزمة اليمنية، ولتجلس الشرعية اليمنية على طاولة واحدة مع لصوص الأوطان.. لكن ماذا بعد؟!.

وأبرزت الصحيفة ، أن موافقة الحكومة اليمنية على الحوار في جنيف ، كانت على أسس سياسية معينة أولها قرارات الأمم المتحدة وتحت مظلة المبادرة الخليجية التي أجمع عليها كل اليمنيين ، لكن الحوثيين استبعدوا أي شرط لكسب مساحة واسعة من المراوغة والكذب.. وبناء على ذلك فإن بوصلة جنيف ضائعة منذ البداية ما لم يحدد لها سقف سياسي متين ملزم. وفي السياق ذاته ، أبرزت صحيفة "المدينة" ، أن مؤتمر جنيف الذي سينعقد في 14 من شهر يونيو الجاري برعاية الأمم المتحدة ، ربما يشكل مفتاح الحل حين يلتزم الحوثيون بصوت العقل لا قعقعة السلاح.

وقالت: إن الحوثيين وافقوا ، دون الالتزام بأية شروط مسبقة ، في الوقت الذي يخفي فيه تصريحهم هذا رغبتهم الدفينة في تجاهل قرار مجلس الأمن 2216 الصادر بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

وبينت أن ذلك القرار يفرض حظرًا للسلاح على الحوثيين وأنصار المخلوع علي عبدالله صالح، ويدعو الحوثيين لإنهاء انقلابهم والخروج من المدن والمناطق التي استولوا عليها بما فيها صنعاء. وقالت صحيفة البيان الامارتية ان الأزمة في اليمن تقترب من السير على طريق الحل السياسي مجددا لوضع حد للانقلاب الذي نفذته الميليشيات الحوثية على الدولة اليمنية..الموعد الذي حددته الأمم المتحدة في جنيف هو الـ 14 من الشهر الجاري إلا أن العديد من المؤشرات توحي بأن المتمردين ينقلون الألغام إلى مسار الحل السياسي بعد فشلهم في تحقيق أهدافهم عن طريق القوة العسكرية.

واكدت الصحيفة تحت عنوان "مرجعيات الحل اليمني" ان للحل السياسي متطلبات للنجاح قبل الشروع في التفاوض ودون ذلك قد تدخل العملية السياسية النفق الذي دخلته محادثات جنيف حول سوريا بأن ينتهي بلا حل ولا يكون قابلا للاستئناف من حيث انتهت.