وصفت صحيفة الديلي تلغراف البريطانية، المملكة العربية السعودية بأنها قوة إقليمية عظمى جديدة في المنطقة، أثبتت جدارتها بهذا اللقب من خلال قدرتها على بناء تحالف يضم 12 دولة، وإطلاق حملة عسكرية كبيرة باسم "عاصفة الحزم".

لندن: قالت صحيفة الديلي تلغراف البريطانية، إن المملكة العربية السعودية، قوة اقليمية عظمى اثبتت جدارتها بهذا اللقب من خلال بناء التحالف الذي نفذ عملية "عاصفة الحزم" في اليمن، مضيفة أن تداعيات الأزمة اليمنية على الأمن القومي السعودي، ومنطقة الخليج بأكملها، تداعيات بالغة الأثر، وإن احتمال سيطرة ميليشيا مدعومة من ايران على اليمن بموقعه الاستراتيجي في جنوب الجزيرة العربية كان خطا احمر بالنسبة للمملكة. &
&
سياسة دفاعية جديدة
وإزاء هذه التهديدات الجديدة في العالم العربي، من سيطرة تنظيم "داعش" على مناطق واسعة من العراق وسوريا، إلى محاولات إيران إقامة دولة تابعة في اليمن، كان من الضروري أن تنتهج العربية السعودية سياسة دفاعية جديدة تؤمن حدود المملكة مع بناء قدرات القوات المسلحة السعودية لتمكينها من خوض حملتين عسكريتين كبريين في آن واحد. &
&
وفي هذا السياق تأتي عملية "عاصفة الحزم"، دليلا على القوة النارية الكبيرة التي تمتلكها العربية السعودية، اليوم للدفاع عن مصالحها حيث أمر العاهل السعودي الملك سلمان، لعملية اليمن باستخدام 100 طائرة مقاتلة حديثة و150 الف جندي وقوات برية وبحرية كبيرة، لتكون أكبر قوة عسكرية مشتركة تحشدها دولة عربية منذ عقود، كما يلاحظ الزميل الزائر في كلية كندي في جامعة هارفرد نواف عبيد في صحيفة الديلي تلغراف. &
&
والأكثر من ذلك ان التحالف العربي الذي تقوده السعودية مدعوم بطائرات وسفن دول حليفة أخرى، أتاحت له حتى الآن تنفيذ أكثر من 2200 طلعة قتالية وتدمير القسم الأعظم من الطائرات اليمنية ومنظومات الدفاع الجوي والصواريخ البالستية التي وقعت بأيدي الحوثيين والقوات الموالية لحليفهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح. &
&
لا بديل عن العاصفة
ولكن لم يكن لدى العربية السعودية من بديل عن عاصفة الحزم لارسال إشارة تحذير إلى ايران بألا تتدخل في شؤون بلدان عربية مثل اليمن. فان استمرار ايران في نهجها هذا، يعني ان الحروب الأهلية المشتعلة الآن في سوريا والعراق واليمن، يمكن ان تتفاقم بسهولة إلى ما هو أخطر على الاستقرار الاقليمي، كما يرى الباحث نواف.

دور قيادي
ويؤكد نواف، ان قوة السعودية الاقتصادية والمالية والنفطية فضلا عن موقعها بوصفها حامية الحرمين الشريفين وراعيتهما، كل ذلك يجعلها مرشحة طبيعية للقيام بدور قيادي في عالم اسلامي مثقل بالأزمات. &
&
ولتعزيز هذا الدور القيادي تعتزم المملكة استثمار 150 مليار دولار في تطوير قدراتها العسكرية وتوسيعها، بما يمكنها من تحقيق الأهداف التي حددتها السياسة الدفاعية الجديدة للمملكة. &
&
ومع استمرار الولايات المتحدة والقوى الاوروبية، في تراجعها، تأخذ دول عربية بقيادة العربية السعودية على عاتقها مسؤوليات متزايدة. وفي هذا السياق تبرز العربية السعودية بوصفها أقوى دولة عربية تنهض بالعبء الأكبر لمواجهة التحديات الجديدة في المنطقة. &
&
ويتطلب هذا الدور ان تتحلى العربية السعودية بالمرونة، فضلا عن القدرة على التكيف مع الوقائع المتغيرة باستمرار في الشرق الأوسط والعالم الاسلامي الأوسع. &ولكن إذا أُريد للسلام ان يسود في العالم العربي، فمن الضروري ان تبقى المملكة العربية السعودية دولة قوية آمنة، وركنا من اركان الاستقرار في منطقة تواجه غليانات ملحمية، على حد تعبير الباحث عبيد نواف.&
&
&