باريس: أكدت شخصيات عربية وأجنبية أن عاصفة الحزم في اليمن أعادت الأمل للأمة في وقف التمدد الإيراني وشكلت أكبر صفعة يتلقاها نظام طهران، ودعوا إلى دعم المعارضة الإيرانية من أجل اسقاط النظام، وشددوا على انه لولا هذه العاصفة لاستمرت عمليات تدمير إيران للدول العربية.

جاء ذلك خلال ندوة عقدها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في مقره بضواحي باريس الليلة الماضية وحضرتها (إيلاف) بمشاركة سياسيين ونواب ووزراء سابقين وناشطي حقوق الانسان وممثلي منظمات المجتمع المدني من دول عربية واجنبية، تحت شعار (الشرق الاوسط في نيران التطرف الديني.. الدور التخريبي للنظام الإيراني: الجذور والحلول).

رجوي تتهم الولايات المتحدة بتسليم العراق لإيران

وفي بداية الندوة انتقدت زعيمة المعارضة الإيرانية رئيسة المجلس مريم رجوي المواقف الاميركية المهادنة لنظام طهران، فوصفت استراتيجية التحالف الدولي في سوريا والعراق ضد تنظيم داعش بأنها عقيمة موضحة أن عشرة اشهر من القصف الجوي هناك لم تؤدِ إلى نتائج ملموسة، لان واشنطن تجاهلت مصدر التطرف في المنطقة، وهي إيران، وتغافلت عن تشكيل المليشيات الشيعية ضد السنة في العراق وتماطلت في تسليح العشائر السنية في هذا البلد.

وأكدت انه ليس هناك تفاوت في خطر التطرف الشيعي، الذي تجسده إيران والتطرف السني الذي يمثله داعش واعتبرت التطرف الشيعي اخطر من السني لانه يتكئ على دولة اقليمية هي إيران. وحذرت قائلة إن المليشيات الشيعية في العراق تشكل حاليًا اكبر خطر على كيان العراق واستقراره، لان ممارساتها تتم بتوجيه من حكام إيران.

وأضافت رجوي ان تورط النظام الإيراني بثلاث حروب في المنطقة في سوريا والعراق واليمن قد اطاح به في مستنقع افقده البيئة الاجتماعية والسياسية والعسكرية والاقتصادية التي تمكنه من الانتصار فيها.
وأشارت إلى أنّ الولايات المتحدة باحتلالها للعراق عام 2003 وتسليمه إلى إيران فتحت المنطقة على مصراعيها امام حكام طهران ليتمددوا فيها ويخلقوا الاضطرابات في دولها وضرب منظمة مجاهدي خلق المعارضة لحكامها والمعادية للتطرف الديني. وأشارت إلى أنّ دول المنطقة اخطأت حين اعتقدت أن منع التدخل الإيراني في شؤونها يكمن في مهادنتها وتجنب استفزازها.

وشددت رجوي على أن عاصفة الحزم العربية التي تقودها السعودية وضعت اول حاجز امام تمدد وتدخل حكام إيران في شؤون دول المنطقة، ومكنت الدول العربية من الامساك بزمام امورها في مواجهة الخطر الإيراني من دون الاعتماد على الولايات المتحدة.

وقالت إن هذه العاصفة اثبتت أن أمن المنطقة لايتحقق الا بسياسة الحزم تجاه ممارسات حكام إيران حتى يتم اسقاطهم وطرد اعوانهم من كل المنطقة. وأشارت إلى ضرورة وجود بديل فكري ديني معتدل ومتسامح لمواجهة التطرف الديني وتجفيف مكامن نفوذه واستعادة الاسلام من المتطرفين.

وأكدت أن سقوط النظام الإيراني يكمن في سقوط دكتاتورية بشار الاسد في سوريا، وهو امر اصبح في متناول اليد، وكذلك بتسليح الجيش الحر وفرض منطقة حظر للطيران هناك.. وكذلك بقطع دابر النظام الإيراني من العراق وطرد قوة القدس والمليشيات العراقية التابعة له، والتي تسلطت على مؤسسات الدولة العراقية السياسية والعسكرية والاقتصادية، إضافة إلى تسليح العشائر السنية.. ثم بدعم المعارضة الإيرانية وضمان امن عناصر منظمة مجاهدي خلق في مخيم الحرية - ليبرتي في بغداد ورفع الحصار الطبي واللوجستي الذي تفرضه السلطات العراقية عليهم.

عاصفة الحزم شكلت أكبر صفعة لحكام إيران

ومن جهته، قال وزير الخارجية المصري السابق محمد عرابي انه مثلما استطاع الشعب المصري أن يتخلص من الفاشية الدينية المتمثلة بحكم الاخوان المسلمين، فإن على الشعب الإيراني أن ينتفض للتخلص من فاشية الملالي المتسلطين على مقدراته.

وأشار إلى أنّ عاصفة الحزم العربية في اليمن شكلت بداية نظام عربي جديد نتجت عنه القوة العربية المشتركة التي ستعلن قريبًا حتى يأخذ العرب زمام المبادرة بأيديهم لمواجهة التدخل الإيراني في اليمن وانهاء هذه البؤرة الإيرانية التي تهدد امن دول المنطقة.

وأكد أنّ عاصفة الحزم وضعت إيران في حجمها الطبيعي بعد أن كانت تتشدق بأنها تسيطر على 4 دول عربية هي العراق وسوريا ولبنان ثم اليمن.

اما وزيرة المرأة الفلسطينية السابقة ربيحة ذياب، فقد أشارت إلى أنّ الساعين إلى الفوضى الخلاقة في المنطقة يهدفون إلى القضاء على الجيوش العربية من اجل انهاء حلم الدولة الفلسطينية. واعتبرت عاصفة الحزم التي اطلقها التحالف العربي بداية النهاية للسحابة السوداء التي خيمت على السماء العربية.. وقالت إن هذا التطور سيساعد الشعب الفلسطيني على استعادة وحدته وقوته.

اما رئيس الوزراء الجزائري السابق احمد غزالي فقد أشار إلى أنّ النظام الإيراني قد استخدم الدين للوصول إلى السلطة والحفاظ عليها، مؤكدًا أن أي نظام يستخدم الدين لاغراض سياسية لايمكن الا أن يكون متطرفًا.

وأشار السفير الاردني السابق في طهران بسام العاموش إلى أنّ إيران تتآمر على الدول العربية منذ تشكيل نظامها الديني في عام 1979 موضحًا أن هذا النظام تسبب في وضع ملايين الإيرانيين تحت خط الفقر بعد ان سرق الحكام ثروات الإيرانيين.

وحيا قرار المملكة العربية السعودية لاتخاذها قرار البدء بشن عمليات عاصفة الحزم من دون انتظار اميركا للتحرك.. وأكد أنّ مشروع حكام إيران يعيش على قضية الطائفية والعرقية للعبث بالامة العربية.

وأشار ممثل تحالف المؤسسات الشرق اوسطية في الولايات المتحدة وليد فارس إلى اهمية دعم المعارضة الإيرانية لانجاز التغيير المطلوب في إيران والتصدي لممارسات حكام طهران في المنطقة وردع محاولاتهم لتفجير دولها من الداخل. كما دعا لتحالف عربي يدعم المقاومة الإيرانية مثمنًا في هذا المجال جهود السعودية وبقية الدول في التحالف العربي لمواجهة التمدد الإيراني.. مشددًا على ضرورة حسم التحالف للامر في اليمن لينتقل بعدها إلى دول أخرى عربية ليحسم الامور فيها لصالح شعوبها.

وأشارت من جهتها الوزيرة المغربية السابقة نجمة ناتائي إلى ضرورة ترسيخ سماحة الاسلام والوقوف بوجه التطرف الديني.. بينما أشار النائب المصري عاطف خليفة إلى أنّ حكومة طهران تعبث بمقدرات الدول العربية.. في العراق للقضاء على السنة وفي اليمن لخلق بؤرة للعدوان في الخليج ودعم حزب الله للعدوان على الدول العربية وخاصة الشعب السوري.

ومن جانبها، أكدت النائبة الفلسطينية نجاة ابو بكر تضامن الشعب الفلسطيني مع شعوب إيران والعراق وسوريا وحذرت من خطر داعش المتطرف على المنطقة. وأشار عضو قيادة الائتلاف الوطني السوري هيثم المالح إلى أنّ الزعيم الإيراني الراحل خميني قد خلق ولاية الفقيه لاخضاع العالم الاسلامي لولايته عبر خلايا في كل الدول العربية، حيث في سوريا فتح الرئيس السوري السابق حافظ الاسد ابواب سوريا للتبشير الشيعي عن طريق دفع الاموال والمساعدات العينية للمحتاجين لتكون سوريا جسر عبور إيران إلى لبنان لدعم حزب الله والقضاء على الحرية السياسية فيه. وشدد على ضروة العمل لاسقاط النظام الإيراني وحلفائه واقامة العدل من خلال الاسلام المعتدل المتسامح.

وحول دور حكام إيران في تدمير العراق، أشار صباح المختار رئيس منظمة الحقوقيين العرب في بريطانيا إلى أنّ فيلق القدس الإيراني وجنرالاته يتقدمهم قاسم سليماني يقومون بحجة محاربة داعش بالهيمنة على الحكومة العراقية واخضاعها لارادة إيران. وشدد على ضرورة عدم تعامل الغرب مع إيران على اساس انها تحارب داعش موضحًا أن هذه كذبة تروج لها إيران لشرعنة تدخلها في شؤون المنطقة.

ومن جهتها، اعتبرت النائبة المغربية فتيحة البقالي عاصفة الحزم العربية في اليمن انجازاً سحق تمدد إيران في المنطقة، مؤكدة انه لولا هذه العاصفة لاستمرت عمليات تدمير إيران للدول العربية. اما النائب الاردني ابراهيم شحادة فقد وصف عاصفة الحزم بأنها بداية النهاية للنظام الإيراني في اليمن، مشيدًا بقرار العاهل السعودي الملك سلمان القاضي بتخليص الشعب اليمني من التطرف والهيمنة الإيرانية.

وقال النائب البحريني جمال علي حسن انه بعد احتلال إيران لسوريا والعراق جاء قرار الملك سلمان باطلاق عاصفة الحزم ليعيد الامل للامة العربية في مواجهة التمدد الإيراني. وأكد أنّه لولا هذه العاصفة لابتلعت إيران اليمن ووسعت من خططها التوسعية لتصدير الثورة والارهاب والفوضى إلى دول المنطقة. اما جمال العواضي رئيس المركز الوطني لحقوق الانسان في اليمن فقد أشار إلى أنّ اليمنيين يقاومون الآن الطموح الإيراني بالتوسع عبر العدوان والدمار لدول المنطقة. وشدد على ان عاصفة الحزم شكلت اقوى صفعة تلقاها نظام إيران.. موضحًا أن الصفعة المقبلة يجب ان تكون من خلال تسليح العشائر العراقية الوطنية.

ثم تحدث في الندوة ايضًا كل من: هدى بدران رئيسة الاتحاد العام لنساء مصر الامين العام لاتحاد النساء العربيات، وسنبيزي هنري عضو البرلمان الاسترالي، وديفيد جينكو عضو البرلمان الكندي، والنائبة والوزيرة الجزائرية السابقة انيسة بوعامود، والنائبة التونسية نصرة بن رشيد، والنائب المصري اشرف الشرباوي، ومس بازاريو ناشطة حقوق الانسان الطاجكستانية، ومحمد الشيخلي مدير مركز حقوق الانسان في لندن.. إضافة إلى البرلماني الاردني زكريا الشيخ ورئيس مركز الكويت للدراسات الاستراتيجية سامي فرج، وايفار ايراهيم حسين عضو برلمان كردستان العراق.

وقد أشار هؤلاء المتحدثون إلى ضرورة التصدي للاسلام المتطرف ومواجهة ممارسات إيران التوسعية في المنطقة، كما دعوا المجتمع الدولي إلى العمل على رفع الحصار الطبي والانساني واللوجستي الذي تفرضه السلطات العراقية على مخيم الحرية - ليبرتي لعناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة بالقرب من مطار بغداد الدولي، ووقف الهجمات التي تنفذها بين الحين والآخر ضد سكانه الثلاثة آلاف شخص، بينهم الف من النساء والاطفال.
&