اعتبرت مريم رجوي، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، أن الميليشيات الشيعية وتنظيم "داعش" وجهان للتطرف الديني المهدد للامن والاستقرار، ودعت الى طرد قوة القدس الايرانية من العراق ودعم المعارضة السورية المعتدلة ومنع ايران من امتلاك القنبلة النووية، وطالبت بالإعتراف بتطلعات الشعب الإيراني لإسقاط النظام.&
&
قالت مريم رجوي، إن التطرف الديني والتطرف الإسلامي بمسميات "داعش" أو الميليشيات الشيعية يجتاح وبشدة المنطقة، بل أكثر منها وصولاً إلى الولايات المتحدة الاميركية وأوروبا، حيث ظهر الاسلام السياسي مهددًا للسلام والاستقرار عندما سرق خميني (الزعيم الايراني الراحل) قيادة ثورة شعبية في إيران عام 1979 وأقام دكتاتورية دينية. واشارت الى انه "لمدة 36 عامًا كنّا قد قاومنا دكتاتورية دينية وناضلنا من أجل الديمقراطية في إيران".
&
وشددت رجوي على أن النظام الإيراني يعتبر مصدرًا رئيسًا للتطرف الإسلامي في المنطقة والعالم، والغاية من هذا التطرف، كما بالنسبة لداعش، هي إقامة خلافة إسلامية وتطبيق الشريعة بالعنف، فهم لا يعترفون بأية حدود. وقالت إن الاعتداء والعنف يشكلان خصيصتين مشتركتين للمتطرفين سواء أكانوا السنة أو الشيعة، ولذلك فإن البحث عن العناصر المعتدلة فيهما هو مجرد وهم وسراب.&
&
واشارت الى أن هذا التهديد الجديد تقع بؤرته في طهران، حيث ان حكامها يسعون الى الحصول على السلاح النووي من أجل تصدير الثورة وضماناً لبقائهم في السلطة. وعبرت عن الاسف من عدم اتخاذ أي&
إجراء يذكر للحؤول دون اتساع ظاهرة التطرف الإسلامي، وقالت إن تجربة العقود الثلاثة الماضية تؤكد بأن غياب سياسة حازمة حيال عراب التطرف الديني وبؤرته، أي النظام الحاكم في طهران، سيؤدي إلى تداعيات هدامة.&
&
ورأت رجوي أنه صراع بين الجماعات السياسية الديمقراطية والمتطرفين المسلمين جميعاً، وما وصفته &بـ"الانقسام الاصطناعي" بين السنة والشيعة التطرف الذي أدى بعض صانعي السياسة الغربية، بما في ذلك إدارة أوباما ، للتفكير في إيران كحليف محتمل في مكافحة داعش.
&
جاء ذلك في شهادة لرجوي امام اللجنة الفرعية &للجنة الشؤون الخارجية حول الإرهاب وعدم انتشار الاسلحة النووية والتجارة في الكونغرس الاميركي، خلال جلسة استماع عقدت في باريس الليلة الماضية بعنوان "الدولة الإسلامية داعش: توصيف للعدو". وهذه هي المرة الاولي التي يستضيف فيها الكونغرس زعيماً للمعارضة الإيرانية للحضور في جلسة استماع رسمية فيه .
&
عدم التصدي لنظام طهران شجعه على التمدد في المنطقة
وأضافت رجوي أن غياب التصدي لتدخل النظام الإيراني في العراق بعد عام 2003 مكن هذا النظام من التوغل إلى العراق ويحتله تدريجيًا، ويسبب بذلك اتساعًا غير مسبوق للتطرف الديني. واشارت الى انه
في سياق متصل فإن الجرائم التي ارتكبتها قوة القدس الايرانية وبشار الأسد في سوريا وكذلك المجازر والاقصاءات التي مورست ضد السنة في العراق من قبل رئيس الوزراء السابق نوري المالكي إلى جانب التزام الصمت من قبل الغرب كلها عززت داعش.&
&
وأكدت ان نظام طهران ليس جزءًا من الحل للأزمة الراهنة في المنطقة بل أنه في الحقيقة يشكل قلبها، ولذلك فإن الحل الحاسم لهذه المشكلة هو تغييرالنظام على يد الشعب والمقاومة الإيرانية. واوضحت أن النظام الايراني هش وفاقد المناعة للغاية، وكما كان مشهودًا طيلة انتفاضة 2009 فإن الاغلبية الكبرى من الشعب الإيراني تطالب بتغييره. وقالت إن استعراض العضلات من قبل النظام هو عرض خاوٍ وناتج عن السياسة الضعيفة التي اعتمدها الغرب حيال النظام.&
&
واضافت أن المقاومة الإيرانية وبسبب الدور المحوري لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية فيها، تشكل قوة ديمقراطية مسلمة وتقدم نقيضًا للتطرف الديني .. وقالت: "نحن نؤمن بإيران ديمقراطية، وفصل الدين عن الدولة، والمساواة بين الرجل والمرأة وإحترام حقوق الاقليات الإثنية والدينية ونؤمن بإيران غير نووية".&
وشددت على انه من الممكن التغلب والقضاء على التطرف الإسلامي سواء أكان شيعياً أو سنيًا من خلال تشكيل تحالف دولي وطرد قوة القدس وإنهاء نفوذ النظام الإيراني في العراق والشراكة الكاملة للمكون السني في السلطة وتسليح العشائر السنية ومسكها للملف الامني المحلي.
&
وأكدت رجوي على ضرورة دعم ومساعدة المعارضة المعتدلة والشعب السوري لإسقاط دكتاتورية الأسد وإقامة الديمقراطية في هذا البلد .. وطالبت بالإعتراف بتطلعات الشعب الإيراني لإسقاط النظام وإنهاء اللا مبالاة حيال الانتهاك البربري لحقوق الإنسان في إيران وضمان الحماية ومراعاة حقوق اعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة،&سكان مخيم ليبرتي في العراق. ودعت الى دعم وتعزيز الإسلام الحقيقي الديمقراطي والمتسامح لمواجهة القراءات المتطرفة للاسلام السياسي.
وشددت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية على ضرورة العمل على قطع جميع الطرق على النظام الإيراني لحصوله على القنبلة الذرية.
&
وحضر جلسة الاستماع هذه، روبرت فورد السفير الاميركي السابق في سوريا، ووليد فارس الامين العام لمجموعة مكافحة الارهاب في جانبي الاطلسي. وقد رحب مسؤولون اميركيون كبار سابقون في الإدارات الأميركية المتعاقبة بدعوة الكونغرس لرجوي للإدلاء بشهادتها حول التطرف الإسلامي .. واشاروا في بيان صحافي الى أن رجوي باعتبارها إمرأة مسلمة داعية لقراءة متسامحة وديمقراطية عن الإسلام وللحريات الفردية وفصل الدين عن الدولة والمساواة بين الرجل والمرأة وترفض تطبيق شريعة المتطرفين، فهي نقيضة لحكام إيران المعادين للمرأة، ونقيضة لجميع المتطرفين الإسلاميين.&
واضاف المسؤولون الاميركيون أن التجربة التي تحظى بها رجوي باعتبارها شخصية قيادية على رأس حركة شعبية مناهضة للدكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران، تجعلها شخصية مناسبة للإدلاء بشهادتها حول هذا الملف المهم.&
&
&