إعداد عبد الاله مجيد: وجدت دراسة جديدة أن النيازك الآتية من المريخ تحوي جيوبًا من غاز الميثان، في مؤشر إلى أنّ الميكروبات التي تتغذى على الميثان يمكن أن تعيش في تربة الكوكب الأحمر "داخل غلاف حيوي عميق مماثل لغلاف الأرض".

ودفع هذا العلماء إلى القول بأنه إذا كانت هناك حياة في المريخ فالأرجح أن تكون كامنة تحت السطح.

وقال نايجل بلايمي رئيس فريق الباحثين الذين أجروا الدراسة في جامعة بروك الكندية في اونتاريو: "يجب أن يكون واضحًا بأننا لم نكتشف حياة ولكن إذا وجدت حياة في المريخ فعلينا أن نركز بحثنا على ما تحت سطح التربة".

وكانت مركبة كيوريوستي التي ارسلتها وكالة الفضاء الاميركية إلى المريخ رصدت "هبات" من غاز الميثان تنبعث من تحت فوهة بركان على سطح الكوكب في مؤشر إلى أنّ الغاز ما زال يُنتج هناك.

تحت السطح!

والمعروف ان سطح المريخ المعرض للإشعاع وحيث تنخفض الحرارة إلى 90 مئوي تحت الصفر لا يصلح لنشوء حياة. وتشير نتائج الدراسة الجديدة إلى أنّ الظروف تحت السطح قد تكون أنسب، على الأقل لميكروبات كتلك الموجودة في بيئات ذات ظروف قاسية للغاية في الأرض، حيث تستخدم الميثان للتنفس بدلا من الاوكسجين.

ويمكن للبكتريا التي تنتعش في تكوينات غنية بالميثان في قيعان الأنهر والبحيرات أن تعيش في بيئة خالية من الاوكسجين لا تعيش فيها غالبية أشكال الحياة الأخرى.

ونقلت صحيفة الغارديان عن البروفيسورة مونيكا غريدي العالمة المختصة بدراسة الكواكب في الجامعة المفتوحة في بريطانيا انه "إذا صحت النتائج الجديدة فانها تشير إلى أنّ ما تحت سطح المريخ طبقة قد تكون قادرة على دعم الحياة".

إنتاج ميكروبات

والمعروف ان الكثير من الميثان في الأرض تنتجه ميكروبات وحيوانات. وتذهب احدى الفرضيات إلى أنّ الميثان الذي عثر عليه العلماء في النيازك القادمة من المريخ قد تكون من انتاج ميكروبات قبل أكثر من مليار سنة عندما كان الماء يتدفق على سطح الكوكب الأحمر.

وقالت البروفيسورة غريدي "إن بعض الميكروبات تنتج الميثان وبعضها الآخر تتغذى على الميثان، وبالتالي لا يمكننا أن نتأكد". وأظهرت الدراسة أن انظف النيازك كانت تحوي أعلى درجة من تركيز غاز الميثان في مؤشر إلى أنّ الغاز لم ينشأ فيها اثناء تحللها على سطح الأرض.

وقال البروفيسور اندرو كوتس من كلية لندن الجامعية "إن نوع الحياة الأرجح في كوكب المريخ هو اشكال بدائية ظهرت قبل 3.8 مليارات سنة عندما كان المريخ يختلف كثيرًا عنه اليوم بوجود ماء على السطح وغلاف جوي كثيف ومجال مغناطيسي، في الوقت ذاته الذي كانت تظهر فيه حياة على سطح الأرض".

واضاف كوتس أن الرحلة التي تخطط لها وكالة الفضاء الاوروبية ضمن مشروع "اكسو مارس" يمكن أن تقدم مزيدًا من الاجابات عندما تحفر إلى عمق مترين تحت سطح المريخ حين تصل اليه في عام 2019.