باريس: دعت 38 شخصية أميركية حكومية وسياسية وعسكرية الرئيس باراك أوباما إلى اعتماد استراتيجية جديدة للتعامل مع إيران تقوم على أربع مبادرات تهدف إلى كبح ممارسات النظام الإيراني لتدمير المنطقة ووقف تدخلاتها في العراق وسوريا واليمن ولبنان والتعامل معه حول الملف النووي من منطلق عدم الثقة ومواجهة انتهاكاته الخطيرة لحقوق الإنسان داخل إيران إضافة إلى دعم المعارضة الإيرانية بزعامة رجوي.

جاء ذلك في رسالة حصلت "إيلاف" على نصها بعثت بها إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما 38 من الشخصيات الحكومية و السياسية والعسكرية الأميركية البارزة بينهم وزراء ورؤساء الحزب الديمقراطي ونواب الكونغرس وأعضاء مجلس الشيوخ وسفراء ورؤساء هيئات أركان الجيش والجنرالات السابقون وكذلك مرشحين للرئاسة الأميركية من كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري شرحوا فيها رؤيتهم تجاه استراتيجية الولايات المتحدة في التعامل مع مختلف ملفات الشرق الأوسط مؤكدين ان السبب لزعزعة الأمن وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط هو النظام الإيراني ولمكافحة هذا النظام يجب الاعتراف بمعارضته الشرعية بقيادة رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي التي استلمت نسخة من الرسالة سلمها لها رودي جولياني عمدة نيويورك الأسبق.

وقالت هذه الشخصيات الأميركية في رسالتها "مع تاريخ طويل في خدمة الشعب الأميركي والمصلحة القومية للولايات المتحدة، نحن نقف معا اليوم للدعوة إلى اتباع نهج جديد في سياسة بلدنا تجاه إيران والمعارضة الإيرانية نظرا إلى خدمتنا في الصعيد التشريعي والتنفيذي والقضائي في الإدارة الأميركية.

وهذه هي مبادرة مستقلة ناجمة عن مخاوفنا تجاه الأمن القومي للولايات المتحدة وكذلك تعتبر عدالة وفرصة بالنسبة للملايين من المواطنين العرب والإيرانيين سيحدد مستقبلهم من الاحداث الجارية ومعاناة ابناء الشعب الإيراني الذين حرموا من حقوقهم الأساسية لأكثر من 35 عاما في ظل النظام الاستبدادي الحاكم في إيران.

وعبرت هذه الشخصيات عن تفهمها لطبيعة النظام في إيران "وهو موضوع مثار للجدل بين العديد من زملائنا في واشنطن يبدو انهم غير مؤكدين في ذلك. في حين أننا نشترك في ضرورة انهاء النشاطات النووية العسكرية الإيرانية من خلال الدبلوماسية اذا أمكن أن يحصل هكذا نتيجة من خلال المفاوضات فنحن نعتقد أنه من الخطأ أن نتجاهل ونصغر ونبرر وحتى نرحب بتصرفات إيران في سوريا والعراق واليمن وأماكن أخرى كما نحن نعتقد ان المزيد من الاهتمام بحقوق الإنسان وتطلعات الشعب الإيراني سوف يخدم مصالح بلدنا بشكل أفضل".

ودعت الشخصيات إلى "وضع حد للمواقف الخاطئة والمضللة لاولئك الذين يجلسون في واشنطن ويريدون عزل واستبعاد أو تجاهل أعرق وأفضل تنظيم للمعارضة السياسية والوطنية أي المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي.. وهم أفضل بكثير من كثيرين في واشنطن ممن يعتقدون أنه&يجب الابتعاد عن إقامة علاقة مع المجلس الوطني للمقاومة لسبب أو لآخر".

الضغط على الحكومة العراقية

ودعوا إلى ضغط مباشر من قبل الادارة الأميركية على الحكومة العراقية، والتي تعتمد على المساعدات العسكرية والمالية للولايات المتحدة ، لوضع حد لممارسة التعذيب والايذاء والمضايقة المنهجية بحق أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية الذين لا يزالون في العراق حيث أدت تلك الممارسات إلى وفاة 142 شخصا لحد الآن (101 منهم قتلوا و15 شخصا ضحايا الهجمات الصاروخية و26 شخصا قتلوا بطريقة الموت البطيء بسبب حرمانهم من العنايات الطبية المناسبة) وكذلك الحرمان المستمر من الصحة الملائمة للعيش وشروط التغذية. وينبغي وضع حد لهذه الايذاءات والمضايقات فورا بنقل هؤلاء من العراق إلى الدول التي يعيش حاليا فيها اعضاء المعارضة الإيرانية بشكل مناسب بما في ذلك الولايات المتحدة".

مواجهة تدخلات إيران في المنطقة

واشارت الشخصيات الأميركية إلى أنّه لا جدال فيه الآن بان النظام الحاكم في طهران يثير عدم الاستقرار والصراعات في المنطقة برمتها خاصة في سوريا ولبنان واليمن والعراق وبدأت حملة النظام لخلق عدم الاستقرار بدليل انه كان يحاول لتعزيز نفوذه في جميع أنحاء المنطقة لأنه يخشى من ظهور أنظمة سياسية أكثر انفتاحا في الدول المجاورة التي يمكن أن تؤدي إلى إحياء قوى ديمقراطية مجددا حيث كانوا وراء الربيع الإيراني في عام 2009.

وأوضحت ان إيران شريكة في المسؤولية عن ظهور داعش حيث "ان هذه الظاهرة تم تسهيلها بشكل وقح من قبل الديكتاتور السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء العراقي آنذاك نوري المالكي اللذين كانا يهدفان إلى حرف الأنظار عن ممارساتهما الطائفية المدمرة المدعومة من قبل إيران ونحن حذرنا مرارا وتكرارا بهذا الخصوص خلال السنوات الماضية".

وأضافت انه مقابل ممارسة الإدارة الأميركية ضبط النفس تجاه ممارسات نظام إيران على أمل اعتدال السلوك الإيراني، الا أن قادة إيران لم يبدوا سوى معاداة مصالح أميركا بعيدة المدى والمصالح الأوروبية والعربية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأيضا أثبتوا بوضوح أن المال ليس العامل المانع في جهودهم لقمع التحركات الشعبية الأكثر انفتاحا وديمقراطية لادارة الحكم على الصعيدين المحلي والدول العربية المجاورة.

تزايد القمع في إيران

وقالت الشخصيات إنه في داخل إيران، في حين أن العديد من الأميركيين كانوا يبحثون منذ سنوات عن علامات الاعتدال، أصبح النظام، بصرف النظر عن أي شيء، نظاما قمعيا أكثر منذ أن أصبح حسن روحاني رئيسا بعام 2013.

وقد زادت حالات السجن وعمليات الإعدام حيث ان المعلومات، بما في ذلك الوصول إلى شبكة الإنترنت، والإذاعة والتلفزيون وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي، يتم السيطرة عليها إلى حد كبير من قبل الحرس الثوري وتمت برمجة عملية تزوير في انتخابات عام 2013 بعناية من قبل النظام لتجنب تكرار ما حدث في تمرد علني في الشوارع في عام 2009، حيث تلته اعدامات طالت العديد وتم تسجين أعداد أكثر.

وتساءلت الشخصيات انه اذا كان وزير الخارجية الإيراني ظريف والرئيس حسن روحاني لا يستطيعان ايقاف مثل هذا السلوك الاستفزازي الصارخ من قبل أجهزة الاستخبارات الإيرانية والقضاء، كيف يمكن أن يتوقع منهم التغلب على المقاومة الراسخة إلى الحد من تخصيب اليورانيوم في إيران؟

واشارت إلى أنّ النظام المتطرف في طهران، بقي على الحكم في انتهاك لكثير من قواعد الحكم السياسي والسلوك الدولي منذ قيام الثورة عام 1979، ولا من خلال صناديق الاقتراع ولكن فقط من خلال القمع المطلق والادعاء الكاذب لسلطة دينية - تلك النسخة التي أصبحت الآن تتكرر من قبل المتطرفين السنة في محاولة لخلق دولة إسلامية في العراق وسوريا. وشددت على انه لا ينبغي لأحد أن يسيء فهم السبب في أن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية هو الجهة الوحيدة التي يخشى منها الحكام في طهران أيما خشية، والدليل لأن مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة يتحدون مباشرة مزاعم الملالي الدينية التي يستخدمها الحكام للحفاظ على السلطة السياسية.

أربع مبادرات لردع النظام الإيراني

&ودعت الشخصيات الأميركية الموقعة على الرسالة إلى اربع مبادرات استراتيجية للتعامل مع النظام الإيراني بهدف تخفيف الصراع المتصاعد في جميع أنحاء الشرق الأوسط، من خلال الاعتراف بالحقائق والتمسك بالثوابت الأميركية والمعايير الدولية الأساسية ومعارضة الدور الهدام الذي تلعبه إيران في المنطقة.

وتتعلق المبادرة الاولى بالقضية النووية فقد ايدت الشخصيات حلا سلميا إذا كان يمكن أن يتحقق من خلال الدبلوماسية.. لكنها قالت "ومع ذلك، فإننا نعتقد بقوة أن مثل هذا الحل لا يمكن أن يتحقق من خلال تقديم تنازلات لإيران بل يجب التصريح بأنه يجب أن تحرم إيران من أية فرصة محتملة للحصول على قنبلة نووية. إيران تحت حكم آيات الله قد أظهرت باستمرار أنه لا يمكن الوثوق بها. الشفافية والتحقق، وليس الثقة العمياء بالحكومة الإيرانية للالتزام بشروط الاتفاق، يجب أن يكون واقعا لا يقبل الجدل. وعلاوة على ذلك، يجب أن يوضح المفاوضون الغربيون ما هو المقصود من نشاطات الأبعاد العسكرية المحتملة (PMD) قبل التوصل إلى أي اتفاق شامل".

وتؤكد المبادرة الثانية ضرورة "كبح جماح الدور الإيراني المدمر في جميع أنحاء المنطقة وردعه. إيران ليست جزءا من الحل، وانما هي جزء كبير من المشكلة. لا يجب أن يكون هناك تعاون مباشر أو غير مباشر مع إيران تحت ذريعة محاربة داعش. وكانت إيران محركا رئيسا لانتشار الاسلام المتطرف والاصولي. وهناك اعتراف عالمي بأن إيران تكون الدولة الراعية الرئيسة للإرهاب. نجاح استراتيجية لتحقيق الاستقرار على المدى الطويل في المنطقة يتوقف على إنهاء التدخلات الإيرانية الهدامة المشؤومة في كل من سوريا والعراق واليمن ولبنان وغيرها من البلدان".

وفي المبادرة الثالثة فقد طالبت الشخصيات الأميركية فيها "بيقظة اكبر تجاه مواصلة إيران انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان داخل إيران ونتحدث أكثر عنها سياستنا تجاه التجاوزات الإيرانية الداخلية والخارجية على المعايير الدولية يجب أن لا تكون رهينة للقضية النووية. في الواقع، فشلنا في الاصرار على المبادئ والحقوق الأساسية يشجع فقط النظام لانتهاك أكثر".

اما بالنسبة للمبادرة الرابعة فانها تتعلق بالمفاوضات النووية حيث اشارت الشخصيات إلى أنّ الكثيرين حسبوها دليلا على الاعتدال داخل النظام الإيراني الثيوقراطي..و"يجب أن لا تقدم عن غير قصد مشروعية للنظام وهو غير جدير بذلك وذلك فقط يساهم في قمع الشعب الإيراني. خلال فترة رئاسة السيد روحاني ، آصبحت حالة حقوق الإنسان في إيران أكثر تدهورا فيما كان الدعم التسليحي الإيراني للمجموعات الارهابية متواصلا بلا هوادة. ان سياسة ناجحة تجاه إيران والشرق الأوسط لا يمكن أن تقوم على إنكار هذه الحقائق".

وشددت الشخصيات الأميركية على وقوفها إلى جانب 80 مليونا من الشعب الإيراني ورغبتهم، جنبا إلى جنب الشعوب الأخرى في كل مكان، من أجل الحرية والسيادة الشعبية على أساس المبادئ الديمقراطية. وقالت ان التعاون مع المعارضة الديمقراطية هي الحلقة المفقودة في سياسة الولايات المتحدة منذ سنوات عديدة سواء في قيادة الحزب الجمهوري أو الديمقراطي. "ولذلك، اننا وفي المبادرة الرابعة لدينا، ندعو حكومتنا لكسر الجمود والانخراط في حوار محترم مع المعارضة الإيرانية، بما يتفق مع سياسة البلاد للحوار مع جميع القوى السياسية. مهما كانت نتائج المفاوضات النووية وفي الواقع أي سيناريو محتمل، يجب أن تؤخذ ارادة الشعب الإيراني ورغبتهم في التغيير&في الاعتبار".

وخاطبت الشخصيات الأميركية أوباما في ختم رسالتها اليه قائلة "السيدة مريم رجوي، كامرأة مسلمة بطرحها تفسيرا متسامحا وديمقراطيا للإسلام يسبب في أن يكون المسلمون محل احترام لدى جميع الثقافات والأديان. بل يمثل العكس تماما من الطبيعة الديكتاتورية للنظام الإيراني وجميع المتطرفين والمتشددين الإسلاميين. نحن بحاجة إلى تنظيم سياساتنا مع مبادئنا، والبدء في الاستماع إلى أصوات الإيرانيين الشجعان ، وكثير منهم ينتظرون أكثر من ثلاثة عقود، وأحباؤهم تحملوا التعذيب والموت في سجون الملالي، التزام أميركا بوعدها لنقف كل واحد منا هنا اليوم تضامنا مع أعمق تطلعاتهم المحترمة والعادلة والديمقراطية لحكم إيراني جدير لشعبه".

وقد وقع الرسالة كل من:

كينيت بلاكويل السفير الأميركي السابق في لجنة حقوق الانسان
مارك كينزبرغ- السفير الأميركي السابق لدى المغرب
الجنرال ديفيد فيليبس(المتقاعد) - قائد أميركي السابق لحماية مخيم أشرف في العراق
لينكولن بلومفيلد مساعد وزير الخارجية في شؤون السياسة العسكرية
رودي جولياني عمدة نيويورك السابق ،المرشح الرئاسي
ميتشل ريس (متقاعد) -سفير سابق، المبعوث الخاص السابق لعملية السلام في ايرلندا الشمالية
السفير جون بولتون- المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة
العقيد (متقاعد) توماس كانتويل،القائد العسكري الأميركي السابق لمخيم أشرف
بورتر جوس -،مدير وكالة الاستخبارات المركزية السابق
نيوت غينغريتش - رئيس مجلس النواب السابق
إد رندل -الرئيس الأسبق للحزب الديمقراطي الأميركي وحاكم ولاية بينسيلفانيا
الحاكم بيل ريتشاردسون- سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ووزير الطاقة الأميركي،المرشح الرئاسي
غلين كارل مساعد وزير الأمن الوطني
قائد الجنرال جورج كيسي- قائد قوات التحالف في العراق
جيمس جونز(متقاعد) - قائد مشاة البحرية الأميركية السابق، قائد حلف شمال الاطلسي
روبرت جوزيف وكيل وزير الخارجية السابق
توم ريدج- اول وزير الامن الداخلي الأميركي
جون سانو - النائب السابق لمدير وكالة المخابرات المركزية
ليندا تشافيز- الرئيس السابق للعلاقات العامة في البيت الأبيض الأميركي
باتريك كينيدي - عضو الكونغرس سابقا
الجنرال هيو شلتون- الرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة للولايات المتحدة
الجنرال (متقاعد) جيمس كانوي - قائد سلاح مشاة البحرية الأميركي
الحاكم هوارد دين الرئيس الأسبق للحزب الديمقراطي الأميركي والمرشح الرئاسي
جوزيف ليبرمان - سناتور سابق
العقيد (متقاعد)، وسلي مارتين- القائد السابق لمكافحة الارهاب لقوات الائتلاف في العراق وقائد حماية مخيم أشرف
يوجين سوليفان - متقاعد-قاضي اتحادي، المقدم (المتقاعد)، جيش الولايات المتحدة
ريموند تانتر - شخصية سابقة ممثل وزير الدفاع لمفاوضات الحد من التسلح
ألن درشويتز- الخبير القانوني الأميركي والناشط في مجال حقوق الإنسان
العقيد (متقاعد) ليو مكلوسكي -القائد العسكري الأميركي السابق لمعسكر أشرف
روبرت تويسرلي - عضو سابق لمجلس الشيوخ الأميركي
الجنرال (المتقاعد) ديفيد دببتالا
بولا دوبريانسكي - وكيل وزارة الخارجية للديمقراطية والشؤون العالمية
بروس مك كلوم- رئيس معهد الديمقراطية استراتيجيات
العقيد (متقاعد) غاري مورش- ضابط الطبيب السابق في الجيش الأميركي في مخيم أشرف
فرانسيس تاونزند- مستشار الرئيس الأميركي في شؤون الأمن الداخلي والارهاب
تشارلزجوك والد نائب القائد السابق للولايات المتحدة القيادة الأوروبية
لويس فري مدير مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي الأسبق (اف بي أي)
مايكل موكيسي- وزير العدل الأميركي السابق