كشفت برقية سربتها ويكيليكس أن الاستخبارات السورية اتهمت ابن أحد قياديي حزب الله ببيع السلاح للسنة في لبنان، ولضباط انشقوا عن بشار الأسد.
&
الرياض: ضمن حزمة جديدة من تسريبات ويكيليكس لوثائق سرية متصلة بعمل السفارات الأميركية ووكالات استخباراتها في العالم، كشفت برقية سرية صادرة عن المخابرات السعودية، معلومات عن تورط نجل قيادي كبير في حزب الله ببيع السلاح والعتاد إلى ضباط منشقين عن نظام بشار الأسد.
&
سلاح لمنشقين
وأتت هذه البرقية في تسريبات "ويكيليكس" لوثائق رسمية سعودية، وهي صادرة عن رئاسة الاستخبارات العامة، وموجهة مباشرة إلى الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، الذي يرأس أيضًا مجلس الوزراء السعودي، تخبره بأن نظام بشار الأسد ألقى القبض على اللبناني المدعو علي محمد يزيك، وهو ابن محمد يزبك، القيادي في حزب الله، الموالي لإيران والمناصر للنظام السوري، بعدما اكتشفت مخابرات النظام السوري أنه باع كميات كبيرة من السلاح لضباط سوريين منشقين، يديرون عمليات عسكرية ضد النظام.
وتقول البرقية إن "المخابرات السورية" تبحث عن شخص شيعي آخر، يدعى عكرمة المقداد، عرف أيضًا بأنه تاجر سلاح، باع أسلحة خفيفة لجماعات "سنية" في لبنان، وأنها أي المخابرات السورية طلبت من حليفي دمشق في لبنان، حزب الله وحركة أمل التي يتزعمها رئيس مجلس النواب اللبناني التحقيق في معلومات تفيد بقيام عناصر من هذين التنظيمين الشيعيين ببيع أسلحة إلى عناصر في الجيش السوري الحر.
ولفتت البرقية نفسها إلى أن مخابرات النظام السوري استدعت عددًا من مشايخ العشائر الشيعية في البقاع اللبناني، وخصوصًا من آل جعفر وآل زعيتر، وهددتهم بالقتل إذا ثبت تورطهم في بيع سلاح للمنشقين عن جيش النظام السوري.
&
طهران سئمت
وفي سياق التسريبات نفسه، تم الكشف عن برقية سرية صادرة عن السفارة الأميركية في العاصمة العمانية مسقط في 20 كانون أول (ديسمبر) 2006، تتضمن تقريرًا عن زيارة ديفيد ويلش، مساعد وير الخارجية الأميركي حينها، إلى سلطنة عمان ولقائه بوزير خارجيتها يوسف بن علوي.
وأوردت البرقية المرسلة إلى الخارجية الأميركية في واشنطن تفاصيل ما دار في الاجتماع، وقول بن علوي إن طهران سئمت من تبديد بشار الأسد للأموال التي تمده بها، ومن إساءته لاستخدامها، وبأن الأسد محبط من قرار طهران حينها تقليص قيمة الدفعات النقدية الموجهة لدمشق.
وبحسب البرقية السرية نفسها، قال بن علوي لويلش إن إنتاج سوريا اليومي من النفط يقارب 400 ألف برميل، والجزء الأكبر من عائدات بيع النفط تذهب مباشرة إلى مكتب بشار الأسد.
&
تحت سيطرتنا
في برقية سرية أخرى مسربة، يعود تاريخها إلى 25 آب (أغسطس) 2007، أرسلت السفارة الأميركية بدمشق إلى الخارجية الأميركية بواشنطن تقريرًا تفصيليًا عن زيارة رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي إلى العاصمة السورية، امتدت من 19 حتى 22 آب (أغسطس) 2007، ولقائه بعدد من مسؤولي نظام دمشق، وعلى رأسهم رأس النظام بشار الأسد.
وتورد البرقية فحوى أحاديث المالكي وبشار خلال هذه الزيارة، خصوصًا انها تمت بعيد اتهامات عراقية لبشار بتشجيع الإرهاب، وبتسهيل مرور الإرهابيين من سوريا باتجاه العراق، وهم من يقومون بعمليات التفجير الدموية.
وبحسب نص البرقية، قال بشار للمالكي إن الخطر الرئيسي على العراقيين والسوريين هو التطرف، "ورغم أن أعداد المتطرفين ازدادت، لكنهم لا يتجاوزون الآلاف، وهذا يجعلهم ضمن حدود أجهزتنا الأمنية، القادرة على ضبطهم والسيطرة عليهم".
وذكّر بشار المالكي بعدد كبير من اللاجئين العراقيين الموجودين في سوريا، والذين يعانون الفقر المدقع، ما يجعلهم بيئة حاضنة للمنظمات المتطرفة. فرد المالكي أن التطرف يتجاوز الفقر، "فهناك متطرفون قدموا من السعودية، وعليك استبدال الأئمة والخطباء السوريين، ممن يجملون ويبررون الهجمات الإرهابية في العراق"، بحسب البرقية الأميركية المسربة.
&