&عرض مبعوث للرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الائتلاف السوري المعارض تقاسم السلطة مع الرئيس بشار الأسد، لكن معارضين سوريين رأوا في الأمر مناورة روسية جديدة للتهرب من استحقاق تنحي الأسد.
&
بهية مارديني:&كشف مصدر سياسي لـ"ايلاف" أن ميخائيل بوغدانوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي الى الشرق الأوسط عرض على الائتلاف الوطني السوري المعارض تقاسم السلطة مع الرئيس بشار الأسد ، فيما أكد عضو في الائتلاف أن موسكو تناور للتهرب من الحل الحقيقي عن طريق طرح الحكومة المشتركة تحت رئاسة الأسد.
&
وكان بوغدانوف اجتمع مع أعضاء في الهيئة السياسية للائتلاف الأربعاء الماضي في مبنى السفارة الروسية في أنقرة دون أن يصدر من الائتلاف أي بيان فيما أصدرت الخارجية الروسية بيانا أكدت فيه ضرورة" تنشيط الجهود من أجل تسوية الازمة في سوريا بطرق سياسية في أسرع وقت".
&
الغاية مرحلة انتقالية&
&
وقال هادي البحرة الرئيس السابق للائتلاف على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي"فايسبوك" أن وفد الائتلاف الوطني السوري أكد &لبوغدانوف " ان أية مفاوضات لن تستهدف تقاسم السلطة فالثورة في سوريا هي من أجل استرداد الحقوق الانسانية والدستورية المسلوبة من الشعب السوري، وليست صراعاً سياسياً من أجل تقاسم السلطة وتوزيع المناصب، فالهدف منها هو تمكين الشعب من اعادة صياغة دستوره واختيار ممثليه وقياداته".
&
واعتبر البحرة أنه "لايمكن تحقيق ذلك ان لم يتم تأمين البيئة الآمنة وتحقيق السلم الأهلي عبر العدالة الانتقالية ومحاسبة مجرمي الحرب، من دون أي استثناء" .
&
وأكد أن العقبة الأساسية في نجاح أي حل سياسي تكمن في عدم جدية النظام في التوجه نحو حل سياسي يحقق انتقال السلطة بشكل جذري.
&
توافق دولي&
&
&وتابع:" لا يمكن لأية عملية سياسية أن تنجح دون أن تؤدي الى تنحي الأسد وزمرته الحاكمة عن السلطة بحيث لا يكون لهم أي دور في المرحلة الانتقالية أو بعدها، وخضوعه لارادة الشعب السوري".
&
&وأضاف المعارض السوري أنه "لذلك لابد من تحقيق التوافق الدولي الجدي عبر قرار ملزم وضامن من مجلس الأمن يعيد تفعيل مؤتمر جنيف من حيث انتهى ويتم التفاوض الجاد على كافة بنود جدول أعماله بشكل متزامن يؤدي إلى تشكيل هيئة حكم انتقالي، كاملة السلطات والصلاحيات والتي تشمل سلطات وصلاحيات رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء" .&
&
وشدد على أن التوصل لمثل هذا الاتفاق سيحقق "توحيد الجبهة الداخلية والقيادة السياسية ما يمكنها من الاستمرار بمكافحة الارهاب بشكل فاعل بدءاً بترحيل كافة الميليشيات الأجنبية التي تقاتل الى جانب الأسد وميليشيات التنظيمات الارهابية الأجنبية المرتبطة بتنظيمي داعش والقاعدة والمقاتلين الأجانب".
&
مناورات روسيا
&
وأوضح البحرة أن الوفد أبلغ بوغدانوف عزمه التعاطي بإيجابية مع أي تحرك روسي لتفعيل المفاوضات شرط أن تلعب موسكو دورًا حياديًا. &
&
وحول الموقف الروسي، قال منذر اقبيق عضو الائتلاف الوطني لـ"ايلاف" إنه من الواضح أن موسكو "ما زالت تحاول سبر أغوار حلول سياسية ولكن ما زالت أقل بكثير مما يمكن أن يشكل حلا معقولا يرضي طموحات السوريين ويتناسب مع تضحياتهم".
&
وأضاف أن موسكو تدور وتناور حول الحل المناسب "فيما الانتقال الحقيقي هو الحل وموسكو تناور للتهرب من الاستحقاق عن طريق طرح موضوع الحكومة المشتركة تحت رئاسة الأسد" .
&
وأكد اقبيق " أن المناورات السياسية الروسية مازالت قاصرة عن فهم طبيعة الصراع، الذي هو صدام بين شعب عقد العزم على القطع الكامل مع حقبة الاستبداد و الديكتاتورية، وموسكو لا تنظر إلى الحالة مثلما ينظر إليها الشعب السوري، بأنها ثورة تنشد التغيير الجذري في العلاقات السياسية و الاجتماعية والاقتصادية، و إنما تنظر إلى الوضع من زاوية مصالحها وتحالفها مع الاسد و نظامه".
&
واعتبر أن "روسيا تغطي على هذا التجاهل للشعب السوري باستخدام شماعة الارهاب ومكافحته وهو موضوع مهم ولكنه مختلف ولا يجوز الخلط بينه وبين الصراع الأساسي بين الشعب والنظام المستبد".
&
وكان وفد الهيئة السياسية للائتلاف التقى بوغدانوف في العاصمة التركية انقرة، الأربعاء الماضي، وضم الوفد هادي البحرة وبدر جاموس وأحمد رمضان وحسان الهاشمي وصلاح درويش.
&
واعلنت الخارجية الروسية أن بوغدانوف أكد خلال اللقاء ضرورة" تنشيط الجهود من أجل تسوية الازمة في سوريا بطرق سياسية في أسرع وقت عبر اقامة عملية الحوار بين الحكومة السورية وممثلي المعارضة الداخلية والخارجية على أساس بيان جنيف" .
&
ورغم مقاطعة الائتلاف اجتماعي موسكو للمعارضة السورية، أشارت الخارجية الروسية أنه "جرى تبادل الآراء حول نتائج المشاورات السورية - السورية التي جرت في موسكو باعتبارها فعاليات تمهيدية لعقد مفاوضات جنيف 3".
&
وتستقبل موسكو وليد المعلم وزير خارجية النظام &السوري الاثنين المقبل في زيارة تستغرق يوما واحدا، كما تجري الخارجية الروسية سلسلة اتصالات مع المسؤولين الأتراك وممثلي المعارضة السورية والجانب المصري الذي استضاف أخيرا اجتماعا موسعا للمعارضة السورية في القاهرة.