ألقت السلطات الأمنية في مصر القبض على أعضاء خلية وصفتها بـ"التكفيرية". وقالت وزارة الداخلية إن الخلية الجديدة تابعة لجماعة الإخوان المسلمين، المصنفة في مصر "تنظيمًا إرهابيًا"، مشيرة إلى أن أعضاءها تلقوا تدريبات على تصنيع المتفجرات والعبوات الناسفة، ورصد المنشآت الإقتصادية والعسكرية والشرطية.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: أعلنت وزارة الداخلية المصرية، أنها تمكنت من إعتقال خلية تابعة لجماعة الإخوان، تضم 12 عضواً، مشيرة إلى أن الخلية تنشر الأفكار التكفيرية بين المصريين، وتدعو إلى تكفير الحاكم والخروج عليه، وتكفير قوات الجيش والشرطة، وتدعو كذلك إلى استحلال دماء وأموال المسيحيين.

وأوضحت وزارة الداخلية المصرية أن المشتبه بهم، يروجون "لأفكار متطرفة تتمثل في تكفير الحاكم ووجوب الخروج عليه، تكفير العاملين بالقوات المسلحة والشرطة وإستهدافهم فى عمليات عدائية، تكفير المسيحيين وإستحلال ممتلكاتهم ودمائهم ودور عبادتهم، إستهداف المنشآت الهامة والحيوية خاصة التابعة للأجهزة الأمنية، فضلاً عن الإدعاء بشرعية الرئيس المعزول محمد مرسي، والدعوة لتغيير نظام الحكم الحالي بإدعاء أنه نظام إنقلابي"، مشيرة إلى أن عملية القبض على أعضاء الخلية جاءت بعد أن توافرت معلومات مؤكدة لدى جهاز الأمن الوطني، على أن الخلية كانت تسعى لإنشاء تنظيم إرهابي قائم على عدة خلايا عنقودية لتنفيذ مخططاتهم العدائية".

وألقت قوات الأمن على المشتبه بهم، "وعثرت بحوزتهم على خمس بنادق آلية، بندقية خرطوش، وتسع قطع سلاح من نوع فرد خرطوش، 12 خزينة آلية، 871 طلقة آلى، 49 طلقة خرطوش، بالإضافة لوثائق تنظيمية تكشف إستراتيجية التنظيم".

وبثت وزارة الداخلية مقطع فيديو يتضمن إعترفات المشتبه بهم، مشفوعاً بترجمة إلى اللغة الإنجليزية.

وقال أحدهم ويدعى جمال الدين محمد عبد العزيز، واسمه الحركي "جيمي"، إنه تعرف على مجموعة من الجهاديين، بعضهم من العائدين من سوريا، مشيراً إلى أن المجموعة كان يقودها شخص يدعى "عمر" وسبق إنضمامه إلى تنظيم "داعش". وأضاف أنه رصد مجموعة فنادق في مدينة السادس من أكتوبر، تستضيف الإعلاميين والشخصيات العامة، مشيراً إلى أن المجموعة كانت تخطط لإستهداف سيارات نقل الأموال التابعة للحكومة.
&
ووفقاً لوزارة الداخلية، فإن المضبوطين اعترفوا بقناعتهم بالأفكار "الجهادية" من خلال القيادي الإخواني رجب الحمصاني، مشيرة إلى أنهم تعرفوا به خلال الفعاليات التي نظمتها الجماعة الإرهابية عقب ثورة 30 يونيو، وإتفاقهم في مرحلة لاحقة على تكوين تنظيم إرهابي قائم على ثلاث خلايا عنقودية، تتعاون في ما بينها على إرتكاب سلسلة من العمليات الإرهابية تستهدف ضباط وأفراد القوات المسلحة والداخلية والمنشآت العسكرية والشرطية، وكذا التمركزات الأمنية لترويع المواطنين وتعطيل العمل بالدستور وزعزعة الأمن والإستقرار بالبلاد وإشاعة الفوضى وتقويض الإقتصاد لإسقاط الدولة"، على حد قوله السلطات الأمنية.

وكشفت التحريات الأمنية أن بعض كوادر الإخوان من ذوي الخبرات في مجال تصنيع المفتجرات والعبوات الناسفة تولوا تدريب العناصر الأخرى، وتكليفهم بتحميل أحد البرامج الإلكترونية على هواتفهم المحمولة لإستخدامه فى التواصل في ما بينهم لتجنب الرصد الأمني.

ونسبت الداخلية إلى المشتبه بهم الإعتراف بتمويل القيادي الإخواني رجب الحمصاني للخلية، "وإستئجارهم لإحدى الوحدات السكنية الكائنة بمدينة السلام بالقاهرة، كوكرٍ تنظيمي لعقد لقائهم بها إضافة لمسكن أحدهم بمنطقة عين شمس والحصول على دورات فى مجال تصنيع العبوات المتفجرة وفك وتركيب الأسلحة، وكذا إيواء عناصر الخلية عقب تنفيذ عمليات العنف.

ومن ضمن مهام الخلية "رصد بعض المنشآت الإقتصادية تمهيداً لإستهدافها، فضلاً عن رصد بعض ضباط وأفراد القوات المسلحة والشرطة والمنشآت الشرطية والعسكرية لإستهدافها.

وأعترف المشتبه بهم بـ"اخفاء الأسلحة والمواد متفجرة لدى أحد العناصر الجنائية لتجنب الرصد الأمني، بالإضافة إلى إعترافهم بمشاركتهم في الفعاليات العدائية لجماعة الإخوان الإرهابية بمنطقة الألف مسكن وقيامهم بإستهداف العديد من مدرعات الشرطة بإستخدام أسلحة آلية كانت بحوزتهم".

واعتبرت وزارة الداخلية المصرية أن "اجهاض هذا التحرك التنظيمي يعد إحدى الضربات الإستباقية الناجحة للوزارة، والتى أمكن من خلالها الحيلولة دون تنفيذ هؤلاء العناصر العديد من العمليات الإرهابية وشيكة الوقوع، والتي كانت تستهدف النيل من الإستقرار الأمني بالبلاد وتعريض حياة المواطنين الأبرياء للخطر".

وجاء ضبط الخلية بعد نحو خمسة أيام من شن تنظيم "ولاية سيناء" هجمات على 16 نقطة عسكرية في شمال سيناء، أدت إلى مقتل 17 عسكرياً مصرياً، وإصابة آخرين، بينما تصد قوات الجيش للهجمات، وقتلت نحو 140 عنصراً مسلحاً. وقال الجيش المصري إن الهجمات كانت تستهدف إعلان مدينة الشيخ زويد إمارة إسلامية.