ثمة مؤشرات عامة تظهر على محيا الانتحاري، وهو في طريقه إلى تنفيذ عمليته الارهابية، يمكنها أن تكون بمثابة إجراء إستباقي لمنع حصول العملية.

مروان شلالا من بيروت: يحاول المختصون قراءة السمات الظاهرة في وجه الانتحاري قبل أن ينفذ هجومه. وقد سبق لجهات تتابع الأنماط المعتادة للعمليات الإرهابية أن حاولت جمع معلومات حول سلوك الانتحاريين قبل تفجير أنفسهم، ما قد يكشف هويتهم بناء على مظهرهم أو تصرفاتهم، علمًا أن تلك المؤشرات نظرية إذ تظهر السلوكيات نفسها على آخرين لأسباب طبية أو شخصية. فليس كل من تنطبق عليه هذه المواصفات أو بعضها هو بالضرورة انتحاري.

وتقول "الرابطة الدولية للمتخصصين بمكافحة الإرهاب" (IACSP) والموقع الهولندي للطب الجنائي www.forensic-medical.nl، إن الانتحاري يميل إلى ارتداء ملابس فضفاضة، تُظهر الجسم أضخم مما هو عليه فعليًا من الرأس إلى القدمين، كما يرتدي الملابس السميكة لإخفاء ما تحتها، حتى لو كان الفصل صيفًا والجو حارًا.

ومن زنّر نفسه بحزام ناسف ثقيل، يسير كما الرجل الآلي، إذ يفتقد للقدرة على المرونة، إلا إذا حمل المتفجرات في حقيبة على ظهره تتيح له حرية أكبر في الحركة. وخلال سيره، يركز الانتحاري عينيه بشكل واضح على هدفه فلا يحركهما غير مكترث بكل ما يحدث حوله.

إلى ذلك، تقول الرابطة نفسها إن الانتحاري ترتسم على ملامحه سمات القلق والتوتر الدائمين، ويبدو أحيانًا كأنه يكلم نفسه هامسًا كلمات غير مسموعة، كما يتخذ جانب العنف الشديد إن اعترض أمر ما طريقه نحو هدفه، كأن يستخدم القوة لشق طريقه وسط حشد أو يقوم بدفع شخص وقف في مساره.

كما تظهر على الانتحاري أيضًا مظاهر التأثر بالمخدرات، كالتضخم في بؤبؤ العين، أو سرعة الغضب والتوتر. ويبدو في الغالب كأنه يحمل شيئًا في يده، وهو صاعق التفجير. أما بالنسبة لسن الانتحاريين، فهي غالبا ما تتراوح بين 16 و30 سنة.

وفي النهاية، تجدر إدراج الملاحظة نفسها التي أدرجها الموقع: "هذه العلامات لا تدلّ بالضرورة على أن صاحبها بصدد تنفيذ عملية انتحارية".