كان مقنعاً حينما يظهر بربطة العنق الغربية، متألقاً في الزي السعودي التقليدي، مهذباً، قوياً، هادئاً، متحدثاً لبقاً، لسانه ينطق الإنجليزية كما يتحدث العربية، والأهم من ذلك أنه كان يحقق أهدافه ويلعب دور الوسيط المحبوب بين الجميع بعيداً عن أعين "الجميع"، هذا ليس نصاً رثائياً في صحيفة سعودية أو خليجية، بل هذا ما قالته صحيفة "نيويورك تايمز"الأميركية، بعد ساعات من رحيل "وزير خارجية العرب" الأمير سعود الفيصل.

سالم شرقي من دبي: إنه مايسترو الدبلوماسية السعودية والخليجية والعربية، وزير خارجية العرب، الدبلوماسي العربي الأشهر، وغيرها من الصفات التي كنا نعتقد أننا وحدنا نطلقها عليه، إلا أنها متداولة في الصحافة العالمية، التي حرصت على المزج بين مقومات شخصية الراحل من النواحي كافة، مما يؤكد المكانة التي كان يتمتع بها الراحل الأمير سعود الفيصل وزير خارجية السعودية الأسبق.

فقد اهتمت الصحف العالمية برحيله، حيث أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" في عنوانها إلى أن رجل القوة الهادئة رحل عن عالمنا.

الدبلوماسي المهذب

وتابعت الصحيفة الأميركية الشهيرة :"رحل الدبلوماسي المهذب، الأمير سعود الفيصل، وهو الذي نجح على مدار 4 عقود في الحفاظ على صورة المملكة العربية السعودية صاحبة النفوذ الإقليمي اللافت، وصاحبة العلاقات القوية مع الولايات المتحدة الأميركية، لقد كان للأمير الراحل دور بارز في تكريس وتأكيد هذه الصورة، وما يحسب له، أنه كان مؤثراً في جعل المملكة تستجيب وتتكيف مع التغييرات الهائلة في العالم وفي الشرق الأوسط".

ملفات كبرى

وأضافت نيويورك تايمز :"لقد تقاعد الأمير سعود الفيصل في أبريل الماضي، بعد أن أصبح وزير الخارجية الأطول خدمة في العالم، وكان وسيطاً ناجحاً وهادئاً في عدد من القضايا الإقليمية الكبرى، مثل الحرب الأهلية في لبنان، وفي المشكلات الإسرائيلية الفلسطينية، وهجمة 11 سبتمبر على نيويورك، والغزو الأميركي للعراق، والإنتفاضات العربية منذ عام 2011، وغيرها من الأحداث الكبرى في المنطقة".

4 ملوك و7 رؤساء

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن الأمير الراحل كان يستخدم القوة النفطية لبلاده، ونفوذها الديني، وعلاقاته الوثيقة مع رؤساء العالم كوسائل ضغط دبلوماسي لتحقيق ما يصبو إليه، وما تصبو إليه بلاده، وهو الذي لعب دوراً حيوياً طوال فترة حكم 4 ملوك للسعودية، ونجح في محاورة 7 رؤساء لأميركا.

وعن الصفات الشكلية ومقومات الشخصية الأخرى التي جعلت منه دبلوماسياً مقنعاً، قالت الصحيفة "لقد كان يتحدث أكثر من لغة بطلاقة، وكان وجهاً مألوفاً، واللافت في الأمر أنه كان صاحب الظهور المقنع بربطة العنق وبالزي السعودي التقليدي".

حضور دائم

ونقلت الصحيفة عن فورد فريكر سفير الولايات المتحدة السابق في السعودية، قوله "لقد كان الأمير الراحل حاضراً في كل شيء، لم يكن هناك قرار سعودي واحد يخص السياسة السعودية إلا وسعود الفيصل مؤثر فيه، لقد قلت للمسؤولين في واشنطن إن هناك 3 شخصيات في السعودية يملكون القدرة على إنجاز كل شيء بسرعة، وهم الملك عبد الله، والأمير سعود الفيصل، وعادل الجبير الذي كان يعمل سفيراً للسعودية في واشنطن، ثم أصبح وزيراً للخارجية".