تقود طالبة مسلمة في أميركا حملة لجمع التبرعات من أجل ترميم كنائس أصابها الضرر بفعل الكوارث أو بفعل فاعل، وهي حملة تظهر تسامح الاسلام بصورته الناصعة.

مروان شلالا من بيروت: العشر الأواخر من شهر رمضان فرصة دائمة ينتهزها آلاف المسلمين في الولايات المتحدة الأميركية إذ ينشطون في خلالها لجمع تبرعات في حملة تبدأ مع هلال الشهر الفضيل، ليرفدوا ما جمعوه لترميم أو إعادة بناء ستّ كنائس للسود، تضرر بعضها بكوارث طبيعية، وتأذى معظمها بفعل فاعل أو بهجوم عنصري.

إنها حملة LaunchGood التي تشارف على أيامها الأخيرة. شاعت شهرتها بين الأميركيين، فصارت حديث الساعة، بدأتها الطالبة المسلمة فاطمة أمة الله نايت (23 سنة) التي تدرس علم اللاهوت في إحدى جامعات جنوب كارولينا، مستغلة شهر الصوم كي تقنع أصدقاءها بحملة لجمع 50 آلاف دولار، لكن التبرعات وصلت الخميس إلى 30 ألف دولار فقط.

مسالمون

تنشط الفلسطينية ليندا صرصور في الحملة، وهي التي دفعت عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو كي يفي بوعد قطعه للجالية العربية والمسلمة، باعتبار عيدي الفطر والأضحى أعيادًا رسمية تعطل المدارس فيهما، مثل الميلاد ورأس السنة الميلادية للمسيحيين ويوم الغفران ورأس السنة العبرية لليهود.

لا تهدف هذه الحملة لتقديم المساعدة المالية فقط للقائمين على ترميم وإعادة بناء الكنائس التي استهدفتها الهجمات، بل لرسم الصورة الحقيقية للمسلمين المسالمين الذين يتقبلون الآخر، والذين يبنون ولا يهدمون، يرممون ولا يقتلون، من خلال المساهمة الفعالة في ترميم ما أفسده الأميركي نفسه.

شهر الكوارث

وقد شهد حزيران (يونيو)& الماضي كوارث طبيعية وهجمات متعمدة استهدفت كنائس للسود، منها كنيسة "جبل صهيون" الأسقفية الأفريقية بمدينة "غريليفيل" في كارولاينا، التي رمدتها النار بسبب البرق، فأعادت ذاكرة البعض الى الحريق الذي اضرمه في الكنيسة نفسها قبل 20 سنة عنصريون منKlan Klux Ku&العرقية المتطرفة ضد السود.

وقبلها احترقت كنيسة غلوفر غروف في المدينة نفسها، ولم يتوصل التحقيق الى معرفة السبب، إضافة الى حريقين شبّا بكنيستين في مدينة تشارلوت شمال كارولاينا، وأثبت التحقيق بأنهما متعمدان، فيما اشتعلت النيران بكنيسة في مدينة ماكون بولاية جورجيا، والتحقيق جارٍ لمعرفة السبب، مع أدلة تؤكد أنه بفعل فاعل.

كذلك أتى حريق على كنيسة خامسة في مدينة تالاهاسي بولاية فلوريدا، وتأكدوا بأن أسبابه طبيعية، من الصواعق وما شابه. وفي 17 حزيران (يونيو) الماضي، حصل ما حصل في كنيسة عمائيل الأفريقية الأسقفية الميثودية بمدينة تشارلستون بجنوب ولاية كارولينا، حين أطلق أبيض النار على المصلين السود فقتل 9 منهم.