أعلن بيرناردينو ليون الوسيط الدولي في الازمة الليبية أنه بعد التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق الصخيرات، ستنكب أطراف النزاع الليبي على نقطتين أساسيتين هما تشكيل حكومة وحدة وطنية، وملحقات الاتفاق الذي جرى التوقيع عليه الليلة الماضية في الصخيرات.

وقال ليون في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار، نظم عقب التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق الصخيرات إن "عملا مهما جدا" جرى القيام به ولكن الطريق المتبقي يحظى أيضا "بأهمية كبيرة" من أجل استعادة السلام والأمن في ليبيا،وخصوصا إشراك الجماعات المسلحة، والفاعلين الذين يسيطرون على الميدان والجيش الليبي في هذا المسلسل.

وبخصوص غياب ممثلين عن المؤتمر الوطني العام الليبي (برلمان طرابلس)، أشار ليون الى أنه "يمكن دوما أن نجد حلا" للخلافات، مشيرا إلى أن الأمر لا يتعلق "بخلافات كبيرة أو عميقة".

وتوجه ليون بالشكر للمشاركين في هذا الحوار والدول والأطراف الفاعلة التي لعبت دوراً "مهما جدا" في تسهيل هذه المناقشات، بما في ذلك المغرب والعاهل المغربي الملك محمد السادس.

من جهته، قال وزير خارجية المغرب ان الاتفاق يمثل خطوة "مهمة" على طريق السلام والاستقرار والوحدة الوطنية في ليبيا. وأضاف مزوار أنه على الرغم من الخلافات والعقبات المختلفة، فإن الشعب الليبي برهن على مستوى كبير من النضج، وأبان عن عزمه على بناء ليبيا ديمقراطية وموحدة، حيث يكون احترام حقوق الإنسان والتعايش بين جميع مكونات المجتمع الشعار الأساسي.

وزاد مزوار قائلا "نحن سعداء بأن مدينة الصخيرات احتضنت التوقيع بالأحرف الأولى على هذا الاتفاق التاريخي، الذي تشكل صيغته الحالية أفضل صيغة ممكنة في ظل الظروف الحالية، ليس فقط إزاء الوضع الداخلي في ليبيا ولكن بالنظر أيضا إلى السياقات الإقليمية والدولية".

وأشار وزير خارجية المغرب إلى أن هذا الاتفاق الذي يحرص على أن يكون شاملا والذي يهدف إلى مواكبة الفترة الانتقالية في ليبيا، يهم على الخصوص الهيكل المؤسساتي للبلاد، وحكومة وحدة وطنية والإجراءات الأمنية، مضيفا أن توجيهات الملك محمد السادس، والعمل ذي النفس الطويل الذي تقوم به بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، فضلا عن روح التفاني التي برهنت عليها أطراف النزاع أفضت إلى هذا الاتفاق.

وأضاف مزوار أنه مازال ينبغي القيام بعمل طويل بالتأكيد ، مشيرا إلى أن الأطراف مدعوة إلى القيام بخطوات "حاسمة" في المستقبل، وهو ما يتطلب ضرورة الحفاظ على نفس التوجه والحرص على مصلحة الشعب الليبي. وأبرز أن نتائج عملية التفاوض الحالية هي ثمرة شراكة بين الأمم المتحدة والمغرب، مشيرا إلى أن المملكة ملتزمة من أجل مصلحة ليبيا وانتمائها المغاربي.

ورحب ممثلو الأطراف الموقعة، وخصوصا البرلمان المعترف به دوليا (برلمان طبرق)، والمستقلون والمجتمع المدني، بالتوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق الصخيرات، ودعوا المؤتمر الوطني العام الليبي (برلمان طرابلس) إلى الانضمام إلى هذا الاتفاق من أجل إخراج البلاد من الأزمة السياسية والعسكرية التي تعرفها منذ أكثر من 3 سنوات. كما توجهوا بالشكر للممثل الخاص للأمم المتحدة والمجتمع الدولي وخاصة المغرب، على الجهود التي بذلوها من أجل التوصل إلى هذا الاتفاق.

يذكر أن أطراف النزاع الليبي، وقعت الليلة الماضية ، بالأحرف الأولى على "اتفاق الصخيرات"، الرامي إلى إيجاد حل سياسي يمكن من الخروج من الأزمة السياسية والعسكرية التي تشهدها ليبيا منذ 2011.

ووقعت على هذا الاتفاق، مختلف الأطراف المجتمعة في الصخيرات، بما في ذلك رؤساء الأحزاب السياسية المشاركين في الجولة السادسة للمحادثات السياسية الليبية التي تنعقد تحت إشراف الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بليبيا. وتحتضن المملكة المغربية &منذ 5 مارس ( اذار )2015 محادثات الحوار الليبي، تحت إشراف الأمم المتحدة، بين أطراف الأزمة الليبية &المؤتمر الوطني العام (برلمان طرابلس)، ومجلس النواب (برلمان طبرق) والمستقلين الذي يتشكلون من شخصيات مدنية ومثقفين ورجال قانون ورجال أعمال بالإضافة إلى ممثلين عن جمعيات نسائية.

في روما، وصف رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي اليوم الاحد الاتفاق الذي وقع مساء امس في المغرب بين اطراف النزاع الليبي بانه "مرحلة مهمة"، وذلك رغم غياب ممثلي برلمان طرابلس.

وكتب رينزي على حسابه على موقع تويتر ان "اتفاق الساعات الاخيرة حول ليبيا هو مرحلة مهمة في الجهود لارساء الاستقرار في المنطقة واعادة السلام الى هذا البلد الكبير".

واضاف "مع كل يوم يمر، تتاكد اكثر ضرورة حل الازمة الليبية وتبدو اكثر مركزية بالنسبة الى الاخطار المتصلة بالارهاب وكذلك الاحداث المرتبطة بالهجرة"، مؤكدا ان ايطاليا لن تتخلى "ابدا عن اصدقائها وحلفائها".

وفي القاهرة ، رحبت مصر بتوقيع ممثلي القوى السياسية الليبية في الصخيرات بالمغرب على الاتفاق السياسي الذى رعته الأمم المتحدة، وحيت الموقف الإيجابي والشعور بالمسؤولية الذى تحلى به المشاركون في الحوار الذين اتخذوا قراراً بالتوقيع على هذا الاتفاق.

واكدت &وزارة الخارجية المصرية، في بيان صحفي اليوم الاحد، على أهمية مرحلة تنفيذ هذا الاتفاق بالشكل الواجب وهو ما يتطلب الإسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية بحسب ما ينص عليه، بحيث يمكن للشعب الليبي الانطلاق إلى مرحلة إعادة تأهيل الاقتصاد وإعادة الإعمار.

وشددت وزارة الخارجية على أن الدعم الذى قدمته للأشقاء الليبيين خلال المرحلة الماضية ووصولاً إلى توقيع الاتفاق سيستمر خلال الفترة المقبلة على النحو الذى يساهم في تحقيق تطلعات الشعب الليبي في دولة ديمقراطية تعددية تنعم بالاستقرار الذى تستحقه، وتحمى نفسها من آفة الإرهاب والتطرف التي تسعى للانتشار في المنطقة العربية وتهدد دولها المختلفة.

وطالبت مصر القوى الليبية بنبذ العنف والعمل على إنجاح الاتفاق السياسي على الأرض، كما طالبت المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته تجاه دعم ليبيا ودعم حكومة الوحدة الوطنية بعد تشكيلها.

وعبرت وزارة الخارجية المصرية عن خالص تقديرها للمملكة المغربية على دورها في استضافة الأطراف الليبية المتحاورة، كما أشارت إلى أهمية الدور الذى لعبته دول جوار ليبيا في توفير الظروف التي أدت إلى التوقيع على الاتفاق بين الليبيين أمس.