يستفيد الجنرال قاسم سليماني من الاتفاق النووي مع إيران برفع اسمه عن لائحة العقوبات الأممية، لكن اسمه باق على اللائحة السوداء الأميركية.

إعداد عبد الاله مجيد: بعد دقائق على إعلان الاتفاق النووي مع ايران، غمر تويتر سيل من التغريدات بأن قائد فيلق القدس، المسؤول عن العمليات الخارجية في الحرس الثوري الايراني، الجنرال قاسم سليماني حقق انتصارًا آخر، لكن على الجبهة الدبلوماسية هذه المرة، من خلال شموله برفع العقوبات في اطار الاتفاق.

سيُرفع

وكانت وزارة الخزانة الاميركية فرضت عقوبات متعددة على سليماني، بينها ادراجه على القائمة السوداء. وأدرج مجلس الأمن الدولي اسم سليماني على قائمة بالمسؤولين المشمولين بعقوبات دولية منذ ثمانية أعوام.

وأكد متحدث باسم وزارة الخزانة ومسؤول في وزارة الخارجية الاميركية أن العقوبات الدولية المفروضة على سليماني ستُرفع في نهاية المطاف، لكن الاتفاق النووي لا يعني رفع اسمه عن القائمة السوداء للحكومة الاميركية.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية لمجلة فورين بوليسي، طالبًا عدم كشف اسمه، أن رفع اسم سليماني من القائمة السوداء للأمم المتحدة مسألة غير قابلة للتفاوض. فايران اصرت على أنها لن توقع اتفاقًا بشأن برنامجها النووي إذا لم يتضمن رفع كل العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة عليها، بما في ذلك رفع اسماء ايرانيين وشركات ايرانية عن قائمتها السوداء.

سليمانيان اثنان

وبموجب الاتفاق النووي، تُرفع عقوبات الأمم المتحدة على مرحلتين، تُنفذ الأولى ما إن تتخذ ايران اولى الخطوات المطلوبة لاثبات التزامها خطة العمل المشتركة الشاملة. وتُنفذ المرحلة الثانية في غضون ثماني سنوات.

ويعود ترويج اسم سليماني على انه احد المشمولين برفع العقوبات بموجب الاتفاق إلى وجود شخصين اسمهما قاسم سليماني بين الأسماء التي نص الاتفاق على رفع العقوبات عنها في مرحلة ما. وقالت وكالة انباء فارس الايرانية&إن الجنرال قاسم سليماني احد هذه الأسماء.

لكن وزارتي الخارجية والخزانة الاميركيتين في محاولة لايضاح الالتباس قالتا إن قاسم سليماني المقصود لا يمت بصلة إلى قائد فيلق القدس، بل هو رئيس العمليات في منجم سغند لاستخراج اليورانيوم في ايران، وصادف أن يكون اسمه قاسم سليماني ايضا.

وكان اسم سليماني الثاني ورد في قرار صادر عن مجلس الأمن عام 2008 بوصفه شخصًا يرتبط بأنشطة ايران النووية الحساسة أو تطوير منظومات لإيصال أسلحة نووية إلى اهدافها، كما قال مسؤول في وزارة الخزانة الاميركية لمجلة فورين بولسي طالبا هو ايضا عدم كشف اسمه. واضاف المسؤول أن العقوبات المفروضة على سليماني هذا سُترفع خلال المرحلة الأولى.

باق على القائمة الأميركية

اما الجنرال سليماني، قائد فيلق القدس، فإن عقوبات الأمم المتحدة سُترفع عنه في غضون ثماني سنوات، لكنه سيبقى على القائمة السوداء للحكومة الاميركية.

لكن هذه الإيضاحات لم تقنع الجمهوريين في الكونغرس، إذ اعربوا عن غضبهم من شمول سليماني برفع العقوبات. وقال عضو مجلس الشيوخ توم كوتن في مقابلة تلفزيونية إن الاتفاق النووي خطأ فادح لأسباب عديدة منها رفع العقوبات عن اشخاص مثل سليماني. واعلن كوتن: "ها نحن اليوم نرفع العقوبات عن منظمات مثل الحرس الثوري الايراني واشخاص مثل قاسم سليمان، الجنرال الذي يقود الفيلق المسؤول عن قتل الجنود الاميركيين".

وقال المسؤول نفسه في وزارة الخارجية الذي تحدث لمجلة فورين بولسي إن الولايات المتحدة لا تشمل قاسم سليماني أو أي كيانات تابعة للحرس الثوري برفع العقوبات. لكنه أقر بأن الايرانيين المشمولين بقرارات مجلس الأمن الدولي ستُرفع اسماؤهم في نهاية المطاف عن القائمة السوداء للأمم المتحدة.

وقالت كارولين رابيت، مديرة الاتصالات في مكتب كوتن: "المهم أن العقوبات ستُرفع عن قاسم سليماني بصرف النظر عما إذا كانت الأمم المتحدة أو الولايات المتحدة هي التي سترفعها، وما إذا كانت ستُرفع الآن أو بعد ثماني سنوات".