قال قيادي في حزب البعث السوري إن التوصل إلى اتفاق نووي في حد ذاته يؤشر إلى قرب "مرحلة زوال إسرائيل"، وإن إيران نجحت في الحصول على اعتراف الغرب بـ"سلمية برنامجها النووي"، وانتزعت من إسرائيل تأثيرها بإسقاط "الورقة العسكرية" من يدها.

وتوقع رئيس مكتب الإعلام والاعداد والثقافة في القيادة القطرية لحزب البعث السوري الدكتور خلف المفتاح، اقتراب الانفراج في الأزمة السورية تأثراً بما وصفه بـ"الانتصار الكبير" لإيران في ملفها النووي، كما عبر عن تفاؤله بتأثيرات إيجابية للاتفاق النووي الإيراني على سوريا، ورأى المفتاح في تصريحات لوكالة (سبوتنيك) الروسية، ان الشعب الإيراني سيستفيد بكليته من هذا الاتفاق، وسيعود بنتائج إيجابية عليه، وأكد دعم الشعب لنظامه السياسي في إيران من خلال الالتفاف حول مبدأ العمل على إنجاح الملف النووي، وأولى هذه الفوائد، برأي المفتاح، زوال العقوبات عن كثير من القطاعات الإيرانية، ما يبشر بانفراجات على مستوى الاقتصاد والسياسة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

ورقة إسرائيل العسكرية

وأشار المفتاح إلى ما حدث خلال فترة المفاوضات مع دول مجموعة الـ5+1، حيث راهنت إسرائيل على الورقة العسكرية، وقدرتها على إقناع الولايات المتحدة الأميركية باستعمالها، لكن استدرك قائلاً إن الاتفاق أسقط الورقة العسكرية في أعقاب "اعتراف الغرب بسلمية البرنامج النووي لدى إيران"، ومن هذه النقطة يؤكد المفتاح فقدان إسرائيل لقوتها التأثيرية على ما وصفه "بدفع الولايات المتحدة وغيرها للقتال عنها"، والسبب برأيه هو انتزاع إيران لهذه الورقة من يد إسرائيل.

وتوقع المسؤول الحزبي السوري نتائج ايجابية للاتفاق النووي على سوريا، التي قال انها جزء من "محور المقاومة"، وهو محور يمتد من طهران إلى غزة مروراً بدمشق وبيروت وبغداد ووصولاً إلى اليمن.

ملامح جديدة

وعزا التوصل إلى الاتفاق النووي بين إيران والغرب، إلى صمود المحور كاملاً حيث صمد النظام السياسي والجيش في سوريا، وصمد "حزب الله" اللبناني خلال تحالفهما على محاربة الإرهاب في الأرض السورية، وقال المفتاح لو أن النظام في سوريا سقط لتضعضع المحور كاملاً، وهذا ما جعل الغرب يعترف بهذا المحور وقوته باعتبار إيران حليفاً أساسياً في هذا المحور.

وفي ما يتعلق بالبعد الخارجي لنتائج الاتفاق الإيراني، الذي تحدث عنها المفتاح خلال تقسيمه النتائج التي بدأنا بها إلى بنود، رجّح أن يرسم الاتفاق ما أسماه "ملامح جيواستراتيجية جديدة في المنطقة"، إضافة إلى "استبدال خرائط سياسية".

نموذج حضاري

وتابع المفتاح قراءته لنتائج الاتفاق الإيراني مؤكداً أن رغبة باريس إرسال وزير خارجيتها بزيارة إلى طهران، تعكس "تنافساً أوروبياً في الدخول إلى الأسواق الإيرانية"، وبرأيه هذا سيعزز من مكانة إيران وحلفائها كروسيا والصين وغيرهما من الدول التي اتبعت الاستراتيجيات السياسية في التعاطي مع قضايا الشعوب، مشيرًا إلى مجموعة "بريكس" كاملة.

وقال إن إيران استطاعت أن تتجاوز الهوة الحضارية بينها وبين دول العالم الغربي، وتقديم نموذج حضاري عن الإسلام بعد ما عمل الغرب على تشويه صورة هذا الدين بين الشعوب.

وفي الختام، لم يستبعد القيادي الحزبي السوري لجوء إسرائيل إلى عمل عسكري محدود- كردٍّ على الاتفاق- يكون في سوريا أو لبنان، أو اللجوء الإسرائيلي مستقبلاً لمحاولة اغتيال عقول وعلماء إيرانيين، خاصة تحت مبرر ما يراه أن الاتفاق النووي الإيراني هو اقتراب لمرحلة زوال إسرائيل.