تصاعدت خلال اليومين الماضيين عمليات الاعتداء على الإعلاميين العراقيين وسط غياب لاجراءات حكومية تردعها أو تلقي القبض على منفذيها. فبعد تعرض الصحافية زينب الساعدي الثلاثاء لاعتداء خطير قادها إلى العناية المركزة أعلن اليوم عن مهاجمة مسلحين مجهولين بالقنابل منزل مدير مكتب قناة البغدادية في العراق وسط دعوات لوزارة الداخلية بالتحقق من دوافع الإعتداءات وملاحقة الجناة وتقديمهم إلى العدالة في أسرع وقت.
لندن: أعلن المرصد العراقي للحريات الصحافية الخميس تعرض منزل الاعلامي نجم الربيعي مقدم البرامج ومدير مكتب قناة البغدادية الفضائية المملوكة لرجل الأعمال المعروف عون الخشلوك في حي البياع غرب العاصمة بغداد إلى هجوم بالقنابل ماسبب هلعا وصدمة لأسرته.
ودعا المرصد في بيان صحافي تسلمت نصه "إيلاف" وزارة الداخلية إلى "التحقق من دوافع الإعتداء، وملاحقة الجناة وتقديمهم إلى العدالة في أسرع وقت ممكن، والعمل على وقف مسلسل إستهداف الصحافيين الذي بات يوميا وبطرق مختلفة تثير القلق والرعب وتهدد العمل الصحافي في البلاد".
ونجم الربيعي مدير مكتب البغدادية في العراق ومقدم برامج حوارية سياسية أبلغ المرصد إنه كان عائدا إلى منزله غرب العاصمة بغداد عند الساعة الحادية عشرة وخمسين دقيقة مساء امس حيث أوقف سيارته في مرآب منزله، وبمجرد دخوله الدار سمع أصوات إنفجار ظنها عطبا في محول الكهرباء وأسرع ليجد أن قنبلتين رميتا، وكان الصوت الصاعق في الرمانتين أحدث وقعا مدويا، بينما كانت دراجة يستقلها شخصان تبتعد&في الشارع.
وأضاف الربيعي أنه أسرع إلى داخل منزله حيث طلب إلى زوجته الإسراع بنقل أطفالهما الخمسة إلى سطح المنزل تجنبا لأي إنفجار جديد قد يحدث ومكثوا جميعا في الأعلى منتظرين قدوم قوات خاصة بمعالجة المتفجرات.
وأشار الربيعي إلى قدوم قوات خاصة وحضور قائد عمليات بغداد الجنرال عبد الأمير الشمري الذي اطلع على مكان الحادث، ووجه باتخاذ التدابير الكفيلة برفع القنبلتين والتحقيق العاجل في ملابسات الإعتداء.
ومن جانبه قال العميد سعد معن المتحدث باسم العمليات المشتركة إن تحقيقات مكثفة تجرى لمعرفة دوافع جريمة إستهداف منزل الربيعي والحادث الذي استهدف الصحافية زينب جبار الساعدي وإن وزارة الداخلية تعمل من أجل ضمان سلامة الصحافيين العراقيين، وتتواصل معهم لمنع أي استهداف يتعرضون له، منوها بالتحديات الصعبة التي تواجه البلاد، وضرورة التضامن الوطني لوقف التهديدات التي تطال الصحافيين العراقيين وبقية المكونات والفئات الإجتماعية... من دون الإشارة إلى القبض على اي من منفذي هذه الاعتداءات.
دعوة جديدة للكشف عن الجناة وعقابهم
وفيما لا تزال الاعلامية العراقية زينب الساعدي ترقد في العناية المركزة في أحد مستشفيات بغداد في حالة خطرة نتيجة تعرضها لاعتداء من مجهولين الثلاثاء الماضي فقد دعا منتدى الاعلاميات العراقيات الجهات الامنية إلى التحقيق الفوري بالحادث والكشف عن الجناة لينالوا العقاب العادل.
&وأشار المنتدى في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" نسخة منه إلى أنّ الساعدي تعرضت إلى اعتداء صارخ في منزلها من قبل جهات مجهولة ادى إلى اصابتها بكدمات و تشوهات ورضوض وهي حاليا في احد المستشفيات وبحالة حرجة.
وقال منتدى الاعلاميات ان مسلسل الاعتداء على العاملين في الصحافة ما زال يشهد ارتفاعا كبيرا دون قيام الجهات المسؤولة بمتابعة ملفات الانتهاكات والترهيب& التي ادت إلى قتل اكثر من 400 صحافية وصحافي في العراق منذ التغيير عام 2003.&
ومن جهتها دعت نقابة الصحافيين العراقيين وزارة الداخلية إلى التحقيق في حادث تعرض الصحافية الساعدي وهي عضو فيها لاعتداء.. وقال مصدر في النقابة ان الساعدي أصيبت في مناطق&في الرأس والوجه ونقلت إلى أحد المستشفيات بعد أن تعرضت إلى اعتداء من عدة أشخاص قرب منزلها.
ومن جهته أشار قريب للضحية الى&انها لا تزال في وضع حرج للغاية وإن السلطات الامنية تلاحق المعتدين قانونيا بعد التعرف على هوياتهم حيث أصبحت القضية منظورة امام المحاكم الوطنية بغية إعتقال الجناة ومحاكمتهم ومعرفة دوافع الإعتداء وما إذا كان مرتبطا بمحاولة إغتيال؟. ودعت النقابة وزارة الداخلية إلى التحقيق في الحادث وعدم التماهل فيه والعمل على منع تكرار حوادث الإعتداء على الصحافيين والإعلاميين العراقيين.&
يذكر أن زينب الساعدي عضو في نقابة الصحافيين العراقيين وناشطة مدنية وعملت في عدة صحف محلية وقد أغتيل زوجها محمد هارون أمين سر النقابة في تشرين الاول ( أكتوبر) عام 2005 ولديها أبن صغير يبلغ من العمر عشر سنوات يعيش معها.
التعليقات