رغم عدم وجود طرق ممهدة، جرافات أو علامات بناء بالقرب من مصب نهر بريتو في نيكاراغوا، إلا أن ذلك المكان قد يتحوّل في ظرف 10 أعوام إلى قناة تمر منها كبرى السفن إلى داخل نيكاراغوا وعبر الغابات، البحيرات والجبال بين المحيطين الهادئ والأطلسي.


أشرف أبوجلالة من القاهرة: سبق للسلطات في نيكاراغوا أن قامت قبل عامين بالتنازل عن ذلك المكان، الذي يتبع سيادتها منذ حوالى 100 عام، من أجل شق قناة قد تقدر كلفتها بمبلغ يتراوح ما بين 40 و50 مليار دولار لشركة HKND، التي يملكها قطب الاتصالات الصيني، وانغ جينغ.

وهي الشركة التي أعلنت أنها ستكون جاهزة عما قريب لبدء حفر قناة دخول قرب ذلك المكان، وأن الخطوة التالية سوف تتمثل في تطوير ميناء يقع على بعد أميال قليلة من الداخل، وسيكون كبيرًا بما فيه الكفاية لاستيعاب سفن يصل طولها إلى 500 متر.

بتوقيع صيني
كما شاركت شركات أخرى معروفة منها McKinsey، المتخصصة في الشأن الاستشاري للشركات، وERM، المتخصصة في الشأن البيئي، في تقويم جدوى تلك القناة التي ينتظر أن يصل طولها إلى 260 كلم (162 ميل). ورغم كل ما يثار من أقاويل وتشكيك في ذلك المشروع، لكن بيل وايلد، كبير مستشاري المشروع، قد شدد على ضخامته وكبر مساحته، إضافة إلى وضوحه النسبي من الناحية الفنية.

وفي وقت يترقب فيه العالم افتتاح قناة السويس الجديدة يوم غد بعد مشقة عمل امتدت على مدار عام بمشاركة العديد من الشركات وكثير من العمال والمهندسين والمتخصصين، أبرزت مجلة الإيكونوميست البريطانية حجم أعمال الإنشاء، المتوقع أن تشهده قناة نيكاراغوا المقترحة، في ظل وجود توقعات تتحدث عن احتمال مشاركة 50 ألف عامل ( يحتمل أن يكون ربعهم من الصينيين) و2000 حفار، جرافة وغيرها من المعدات العملاقة من أجل المشاركة في رفع ما يقرب من 5 مليار متر مكعب من الوحل، وذلك باستخدام 5 مليارات لتر من الوقود في تلك العملية الضخمة.

أضرار بيئية
وستقوم الشركات المشاركة في حفر القناة بوضع ما تقوم بحفره على مساحة قدرها 1.5 كلم على كلا جانبي القناة، وهي المساحة التي تعهدت شركة HKND بتحويلها إلى أرض جديدة صالحة للزراعة تقدر بثلاثة أضعاف مساحة مانهاتن، وسيتم تخصيص جزء منها للـ 30 ألف شخص الذين شردوا من منازلهم نتيجة لأعمال الحفر.

لم تغفل المجلة عن الإشارة إلى التداعيات البيئية التي قد تنجم من أعمال حفر هذه القناة، والتي من بينها الإضرار ببحيرة نيكاراغوا البكر، اقتلاع الغابات المطيرة، اعتراض طرق الهجرة الخاصة بالأسود، الفهود والنمور وطرد السكان الأصليين من أراضيهم.

مع هذا، شددت المجلة على أن القناة سترمز، حال تم اكتمالها، إلى حدوث تحول في مجال النقل البحري حول العالم، حيث سيكون بوسعها استقبال سفن تتسم بسعة شحن تقدر بـ 25 ألف حاوية، من النوع الذي يقدر حجمه بـ 20 قدما، وهو ما يبرز مدى ضخامتها.

وأشار البعض في غضون ذلك إلى أنه في حال كانت الحكومة الصينية من داعمي ذلك المشروع، فإن عبور السفن العسكرية وكذلك التجارية قد يكون جزءًا خفيًا من جدول الأعمال.

&

&

&