بعد سلسلة من عمليات الخطف التي تعرض لها مقاتلو جماعة (الفرقة 30)& السورية المعارضة، على يد جبهة النصرة، يرفض عناصر هذه الجماعة الذين دربتهم الولايات المتحدة مقاتلة النصرة، كما قال مصدر في (الفرقة 30) ان مسلحي هذا الفصيل يرفضون ايضا الضربات الجوية الأميركية ضد جبهة النصرة.

&
لندن: أعلن الفصيل السوري المعارض الذي قامت الولايات المتحدة بتدريب عناصره، رفضه مقاتلة جبهة النصرة، التي تنتمي إلى تنظيم القاعدة، بعد سلسلة من عمليات الخطف التي نفذها مسلحو الجبهة ضد مقاتليه. &
وقال مصدر في الفرقة 30 التي استهدفته جبهة النصرة، بحملة من أعمال الخطف، إنهم يعارضون أيضا الضربات الجوية الأميركية ضد مسلحي الجبهة. &
وتضفي هذه التصريحات مزيدا من التعقيد على الاستراتيجية الاميركية في سوريا، حيث شهدت تراجعات وتأخيرات متعاقبة بعد نشر أكثر من 50 مقاتلا، دربتهم الولايات المتحدة لمواجهة تنظيم داعش، منذ بدأ برنامج تدريب وتسليح المعارضة السورية المعتدلة قبل عام.&
&
وقال الباحث المختص بشؤون المعارضة السورية المسلحة في مركز بروكنز الدوحة، تشارلس لستر، إن بداية البرنامج على هذا النحو بداية "محرجة"، إزاء القوة العسكرية الهائلة التي تمتلكها الولايات المتحدة، وإذا كان هناك أي أمل بنجاح البرنامج، فانه يجب أن يحقق نتائج على وجه السرعة.&
وكانت جبهة النصرة شنت حملة من أعمال الخطف والهجمات، على عناصر الفرقة 30 ، بعد فترة وجيزة من وصول اول وحدة منهم تضم 50 الى 60 مقاتلا دربتهم الولايات المتحدة في تركيا. واتهمت جبهة النصرة هذه المجموعة من المقاتلين بالعمل على نشر النفوذ الأميركي.
&
اعمال الخطف
وطالت أعمال الخطف قائد الفرقة 30 مع ستة من عناصرها، حين كانوا يخططون لتنفيذ هجوم ضد مواقع داعش في ريف حلب الشمالي. ثم هاجمت جبهة النصرة مقر قيادة الفرقة 30 حيث قتلت 5 مقاتلين وأصابت 18 آخرين بجروح. وقصفت طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة مواقع جبهة النصرة ردا على هذه الهجمات، كما يبدو. &
وصدرت تقارير متضاربة عن الخسائر التي تكبدتها الفرقة 30 نتيجة هجوم جبهة النصرة على عناصرها. &
&
تعهد
وتعهدت الفرقة 30 في بيان عقب أعمال الخطف ضد عناصرها، بألا تقاتل جبهة النصرة مؤكدة تركيز عملياتها ضد داعش وقوات نظام بشار الأسد.&
وأعلن البيان أن الفرقة 30 شُكلت لتحرير سوريا "من عصابات الأسد وداعش". &وأضاف انها "تتعهد أمام الشعب السوري بالالتزام بالمبادئ، التي نشأت من أجلها، وعدم إنجرارها لأي معركة جانبية مع أي فصيل، وانها لم ولن تقاتل جبهة النصرة، أو أي فصيل آخر مهما كانت تسميته أو توجهاته".
&
التجريب مستمر
وقال مصدر في الفرقة 30 لصحيفة الغارديان إن الولايات المتحدة ما زالت تدرب عناصرها، ولكنها تعارض الضربات الجوية الأميركية ضد جبهة النصرة. واضاف أن الفرقة 30 ليس لها علاقة بضربات التحالف الدولي "وهذه هي الحقيقة، فنحن نعارض الضربات التي تستهدف منشآت جبهة النصرة حتى هذا اليوم". وقال المصدر "ان هدفنا واضح هو داعش ثم النظام".&
واثارت تصريحات الفرقة 30 تساؤلات عن قدرة الولايات المتحدة باستراتيجيتها الحالية على التأثير في مقاتلي المعارضة، الذين دربتهم، وجدوى هذه الاستراتيجية في الشبكة المعقدة، من سياسة العمل المسلح والتحالفات المتغيرة على الساحة السورية. &&

انقاذ المصداقية
وقال الباحث تشارلس لستر، من مركز بروكنز الدوحة، إن الفرقة 30 لا تعني الأشياء التي قالتها مؤخرًا، بما في ذلك احتجاجها على الضربات الأميركية ضد جبهة النصرة، "ولكنها لا تُلام على بذل مثل هذه المحاولات من أجل انقاذ مصداقيتها على الأرض".&
واضاف "ان مما له مغزاه حقيقة أن غالبية فصائل التيار الرئيسي للمعارضة تنظر الآن الى الفرقة 30 وبرنامج التدريب والتسليح بشك بالغ لا بسبب عدم التركيز على محاربة النظام فحسب، بل بسبب البداية الكارثية التي بدأها مقاتلوها الأربعة والخمسون ايضا".&
&