اتهم الدكتور خالد عيسى ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي،&تركيا بتحريك جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام). وقال لـ"إيلاف" إنه وبعد تجدد الاشتباكات بين وحدات حماية الشعب الكردي من طرف، وجبهة النصرة من طرف آخر، في محور جنديرس – أطمة عند أطراف منطقة عفرين في ريف حلب، باتت تركيا "تملك نفوذًا قويًا على النصرة". وأضاف "إنها حاليًا تنسحب من بعض المناطق لتترك المكان أمام بعض الوحدات المرتبطة مباشرة مع أنقرة".


بهية مارديني: أشار عيسى إلى "أن النصرة تتحرش بالقوات الكردية في منطقة عفرين لإشغالها ومنعها من تحرير المنطقة الغربية التي تفصلها عن منطقة كوباني". وشدد على "أن الخيوط حاليًا بيد تركيا". لكنه اعتبر أن قيادة وحدات حماية الشعب الكردي "تأخذ الاحتياطات اللازمة". وكانت المنطقة نفسها قد شهدت قبل أيام عدة جولات من الاشتباكات بين الوحدات الكردية من طرف، ومقاتلي النصرة وفصائل إسلامية من طرف آخر في المنطقة.

بيان النصرة
وقال بيان لجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) والفصائل الإسلامية إنه بخصوص أحداث (أطمة) بين الفصائل المقاتلة متمثلة في "فصائل حركة أحرار الشام – فيلق الشام – جبهة النصرة لأهل الشام – حركة فجر الشام – ثوار الشام، وبين وحدات حماية الشعب الكردية (Y.P.G) أو ما يعرف داخليًا بحزب العمال الكردستاني (PKK)، إنه في العام قبل الماضي وفي مثل هذه الأيام، وتحديدًا في شهر ذي القعدة 1434 هـ، قام حزب (PKK) بالاعتداء على أراضي أهل أطمة، واحتلال التلال المطلة على أطمة، ما أدى إلى معركة دامت أكثر من 15 يومًا، قدم خلالها أهالي أطمة والفصائل المجاهدة، العديد من الشهداء والجرحى".

وأوضحت النصرة أن حزب (PKK) انسحب "في حينها من تلال أطمة بناء على وساطة واتفاق على وقف القتال مقابل شروط ذكرت في حينها، ومن أهم هذه الشروط، انسحاب الحزب إلى منطقة ما وراء نهر عفرين، وهذا ما لم يحدث، وماطلوه مرارًا وتكرارًا، وظلوا يتحصنون بصناعة الأنفاق وعمل المتاريس، ثم تجاوزوا هذه الأيام، بمحاولة رفع أبراج أسمنتية، مرتفعة ذات طلقيات مطلة على طرقات المسلمين ونقاط رباط المجاهدين، ما يؤثر بالسلب ويمثل خطرًا حقيقيًا على منطقة أطمة وما حولها، وهذا ما لا يقبل شرعًا ولا عرفًا ولا سياسة، أن نعرّض أمن المسلمين والمجاهدين للخطر القائم أو حتى المتوقع، في منطقة تعد عصبًا للثورة السورية ، نظرًا إلى وجود أهلنا النازحين ووجود المعابر الإنسانية، لعبور الجرحى والمرضى للعلاج، سواء في مشافي أطمة أو حتى في المشافي التركية".

قلب حقائق
وتساءل البيان "فكيف يسمح بوجود أبراج الموت التي تشلّ حركة ونشاط ثورة أهل الشام، وعليه أرسلت الفصائل في منطقة أطمة رسائل لوقف بناء هذه الأبراج التي شرعوا فيها، فكان الرد بصلافة واستعلاء، أنهم لن يزيلوا ما تم بناؤه، بل سيكملون البناء، فقررت الفصائل المجاهدة التصدي لهذا التعدي، ومواجهة هذا الخطر، وقامت بإحراف أحد الأبراج، ووقف هذا التعدي، وهذا بيان يدحض كذب وزيف من يقلب الحقائق".

فيما ردت وحدات حماية الشعب في عفرين ردًا على بيان جبهة النصرة والفصائل الأخرى أن ما تم نشره في بيان جبهة النصرة وأحرار الشام وسائر الموقعين عليه من الفصائل فيه الكثير من التزوير وتزييف للحقائق.

وأشار بيان وحدات الشعب الكردية إلى أنه "كان هناك اتفاق قبل عامين بيننا، واتفقنا على أن تبقى تلة أطمة منطقة خالية من المسلحين، والطرف الآخر لم يلتزم بالاتفاق. أما بشأن الأشغال العسكرية الخاصة بوحدات الحماية فلقد تم إنشاؤها في مرتفعات قرى دير بللوط وديوان، وهي قرى تابعة لمنطقة عفرين، وليس كما ورد في البيان على تلال أطمة".

علاقة ممتازة
وأكدت الوحدات الكردية أنها ومنذ أكثر من عامين ووحدات الحماية الشعبية متواجدة على تلال دير بلوط وديوان، وعلاقتنا أكثر من ممتازة "مع أهلنا وإخوتنا السوريين كافة،&& وتحديدًا أهلنا وجيراننا في قرية أطمة، ولم تسجل طيلة تلك المدة أية حالة احتكاك أو اشتباك بيننا وبين أي طرف آخر مسلحًا كان أم مدنيًا أم عابر سبيل، فلماذا التصعيد بهذا الوقت بالتحديد"، وأجابت: "كل المتابعين يعرفون لماذا".

وقالت "لن ندخل في سجال كلامي معهم "لأن من أخذ قرار التصعيد سيختلق ألف عذر، وسيكذب ألف مرة، حتى ولو تقنع بالإسلام، فقد خبرنا أمثالهم، وإن تغيرت أسماؤهم".

وشدد البيان "نحن وحدات حماية الشعب يشهد لنا البشر والشجر والماء والسماء بأننا لم ولن نعتدي على أحد، ولكننا كحاملين لهذا الاسم أخذنا عهدًا أمام الله بأن ندافع عن أرضنا وشعبنا، وتشهد لنا الجبال بقدرتنا على ذلك، فلا تمتحنوا صبرنا، فمهما خمد البركان، إن أثرته، فسينفجر بقوة، وسيطلق سيلاً من الحمم يجرف كل ما حوله، وقد أعذر من أنذر، والسلام رسالة آمنا بها، وعندنا من الصبر والقوة والعناد ما يكفل تحقيق هذا السلام".