اختلفت جبهة النصرة وجيش الاسلام الذي يقوده زهران علوش، وصدرت بيانات متضاربة من الطرفين على خلفية ما هو معلن أنها اعتقالات في الغوطة الشرقية بناء على مذكرة من القضاء الموحد، ولكن بحسب المعلومات التي توافرت لـ"إيلاف" يبدو أن للخلافات جذوراً سابقة، من بينها &تثبيت جيش الاسلام عدة حواجز في الغوطة قرب منطقة حمورية، كأسلوب لتعزيز قوته العسكرية، وبسط سيطرته داخل الغوطة، لتصبح قريبة من مناطق نفوذ جبهة النصرة.
أوضح العميد &السوري المنشق أحمد رحال &لـ"إيلاف" أن القضاء الموحد في الغوطة يتبع لزهران علوش، وهو غير ملزم لجبهة النصرة ما لم تتم مراجعتها بأي امر يخص عناصرها.
&
ولفت الى أن زهران علوش معروف انه يحاول ان يبقى له سلطة مطلقة على كامل الغوطة الشرقية.
&
وأشار رحال الى أن "ما حصل هو أن القضاء الموحد أصدر امرًا باعتقال احد عناصر الجبهة في قرية مديرا فرفضته الجبهة التي تتهم جيش الاسلام بالسيطرة على كل مقدرات الغوطة والهيئات الاغاثية ولا تمارس أي دور قتالي يهدف لفك الحصار عن الغوطة وباتهام مبطن لزهران بالتخاذل عن قتال النظام".
&
وأشار رحال الى صدور بيانات متناقضة من جيش الإسلام والنصرة تسرد الرواية وفق منظور كل منهما وبالنتيجة يتصارع الكبار، ولكن الغوطة تبقى تحت وطأة حصار يدفع ثمنه الاهالي ويقطف ثماره امراء الحرب.
&
وردت "جبهة النصرة" في بيان عقبت فيه على بيان صدر من "جيش الإسلام" بخصوص الأحداث الأخيرة التي جرت بين الطرفين في الغوطة الشرقية.
&
وقالت"النصرة"، في بيان مطول، &إنها لم تكن ترغب "بإخراج الخلاف إلى العلن "لولا الاتهامات التي وجهت إليها من قبل "جيش الإسلام".
&
وقالت إنه "بعد سلسلة اعتداءات جيش الإسلام على المسلمين في الغوطة الشرقية بنصب الحواجز وحصار بعض القرى والتدخل في الهيئات المدنية والإغاثية، والتذرع بالقضاء الموحد لممارسة الاعتقال العشوائي بحجج واهية"..
&
وشرح البيان تفاصيل قضية "ابو أحمد مجاهد" "مديرة" و"أبو عدي"، وهي من الأسباب المعلنة للخلاف بين الجانبين.
&
وانتقدت الجبهة ما جاء في بيان "جيش الإسلام" من أنها "متفرغة عن رباط ثغور الغوطة وجهاتها".
&
وقالت: "إن جبهة النصرة تربط قطاعًا في جبهات جوبر، عربين، دير العصافير، البلالية، القاسمية، بالإضافة لوجود مجموعات مؤازرة لدعم أية جبهة من الجبهات وتشهد لهذه المجموعات بإقدام وبسالة عناصرها من استشهاديين وانغماسيين".
&
ولفتت الجبهة إلى أنها "تفاجأت من البيان الصادر عن جيش الإسلام، بدل الدعوة المنتظرة للجلوس لحل الأزمة".
&
وكان قد أصدر جيش الإسلام الاثنين 13 الشهر الجاري، بياناً قال انه "أثناء قيام جيش الإسلام بتنفيذ مذكرة اعتقال صادرة من القضاء الموحدة بحق أحد المطلوبين، من بلدة "مديرا" وهو المدعو "أبو أحمد مجاهد"، تدخلت مجموعة من الملثمين للحيلولة دون تنفيذ المهمة المطلوبة، فاضطرت السرية إلى مغادرة المنطقة دون تنفيذ المذكرة، لتهاجم عقب ذلك، مجموعة من "جبهة النصرة" المكتب الأمني لجيش الاسلام في مديرا، وتعتقل القيادي في اللواء الثالث "أبو علاء" وتصادر ست بنادق آلية من المكتب، وتعتدي على باقي العناصر بالضرب، ومن ثم&قامت ثلاث دراجات نارية بالمرور على حاجز لجيش الإسلام لحفظ الأمن فقامت إحدى الدراجات بإطلاق النار باتجاه الحاجز فرد الحاجز على مصدر النيران فأصيب أحد المهاجمين تبين أنه يتبع لجبهة النصرة".
&
واتهم بيان جيش الإسلام جبهة النصرة باختطاف ستة عناصر من "هيئة الخدمات العسكرية" التابعة لجيش الإسلام، وفي منتصف الليل أوقفت الجبهة مجموعة تابعة لجيش الإسلام، واعتقلت ستة أشخاص منهم وجردت الباقين من السلاح مستغلة عدم تلقي المجموعة أوامر بإطلاق النار.
&
وقال جيش الإسلام، "أننا لسنا متفرغين لمشاغبات داخلية تفتعلها جبهة النصرة، في ظل تفرغها عن رباط ثغور الغوطة وجبهاتها، ونطلب من الحكماء في الساحة الشامية أن يبادروا بإيقاف جبهة النصرة عن تجاوزاتها المتكررة، وندعوها للاستجابة لما تم عرضه عليهم من حكماء الغوطة الشرقية لإيقاف الفتنة والحد من التجاوزات".
&
وقد قام جيش الاسلام بتعزيز ونشر قوات أمنية في ارجاء الغوطة، وخاصة ضمن شوارع مدن ومناطق منها "دوما، مسرابا، حمورية، وبيت سوى"، كما عمل على نصب الحواجز ونشر دوريات مسلحة بأغلب المناطق .
&
جبهة النصرة بحسب المعلومات المتوافرة وفي مناطق حمورية ومسرابا، قامت باعتقال أحد قيادات جيش الاسلام فجاء الرد سريعاً من قبل "جيش الإسلام"، حيث توجهت سياراته المزودة برشاشات الـ 23، والجنود بعتادهم الكامل والباصات تجاه بلدة حمورية مفرق بيت سوى، دون تأكيد أو نفي حدوث مواجهات بين الجانبين.
&
كما قام "جيش الإسلام"، بحملة الكترونية مؤخرًا لما قيل أنه التجييش ضد جبهة النصرة.
&
وصادف الأحد الماضي ما سمي بمنعطف جديد اثر قيام الهيئة العامة للغوطة باجتماع عام في الغوطة حضره قائد "جيش الإسلام"، حيث ذكر ناشطون حضروا الاجتماع ان كلمة زهران علوش العائد انذاك الى الغوطة بعد عدة لقاءات اقليمية، كانت قاسية جدًا وقوية بحق الاخرين .
&
أما النقيب اسلام علوش المتحدث العسكري باسم جيش الإسلام، فقد كتب على حسابه الشخصي في تويتر، بعدما أحرقت حاجزًا لحفظ الأمن قبل أيام، الآن تعتقل جبهة النصرة وحلفاؤها قائداً في جيش الإسلام، نهيب بعقلائهم لجم سفائهم حقنا لدماء المجاهدين.
&
هذا وأقدم جيش الإسلام الجمعة الماضية، على اعتقال الشيخ الدكتور ماهر شاكر رئيس الهيئة الشرعية لدمشق وريفها في منطقة زملكا في الغوطة الشرقية، كما سيطر جيش الإسلام على المسجد الذي كان يخطب به شاكر، وتأتي عملية الاعتقال بعد أيام، من محاولة اغتيال تعرض لها رئيس الهيئة الشرعية.
&
الشيخ الدكتور ماهر شاكر ، بحسب تقارير اعلامية، يعد منافساً للهيئة الوحيدة الممثلة في الغوطة الشرقية، وذلك من خلال منصبه والهيئة الشرعية التي يترأسها، رغم حصول بعض التفاهمات بين الجانبين في الآونة الأخيرة، ولكن بقيت العلاقة غير مستقرة.
&
علمًا انه كما يتردد بأن الهيئة الشرعية العامة، والتي يرأسها الشيخ سمير كعكة، ذات توجه سلفي، واما الهيئة التي يرأسها الشيخ &المعروف بأبو عروة فهي ذات توجه صوفي على حد وصف اعضاء الهيئة الشرعية العامة التابعة للشيخ كعكة، ويعتبرون هذا التوجه فاسداً، ولا يليق بإدارة شؤون المسلمين.
&
كما اعتبر ناشطون في الغوطة الشرقية، ان الاعتقال التعسفي سيزيد من الارتباكات الحاصلة في الغوطة الشرقية، وقد تزيد من حالة الكره المتولدة بين القرى والبلدات تجاه "جيش الإسلام" رغم أن زهران علوش اصدر قرارًا بالافراج عن بعض المعتقلين واستثنى من ارتكبوا جريمة الانضمام إلى تنظيم داعش باستثناء المصنفين في الدرجة الرابعة ممن سلموا أنفسهم، كما استثنى المتعاملين مع النظام، وجرائم القتل العمد واللواط والسفاح والتزوير..
&
وكان لافتًا أنه اثرمطالبة جبهة النصرة للقيادة العسكرية الموحدة في الغوطة الشرقية العمل على تشكيل جيش الفتح أسوة بما تم خلال الأشهر الأخيرة في إدلب وجبال القلمون، ردت القيادة الموحدة بدعوة الجبهة إلى الانضمام إليها وحل مجالسها القضائية.
&
وبحسب مواقع سورية ومعلومات متطابقة فإن القيادة العسكرية الموحدة للغوطة قالت في بيان سابق إنها "تثمن رغبة جبهة النصرة في العمل العسكري المشترك صفاً واحداً مع بقية فصائل العاملة على أرض الغوطة المباركة، وحيث إن جيش الفتح هو غرفة عمليات مهمتها تنسيق العمل العسكري بين الفصائل المختلفة، وبما أن القيادة الموحدة تقوم بهذا الدور منذ زمن طويل، وأثبتت نجاحها بفضل الله، فإننا في القيادة الموحدة نُهيب بانضمام جبهة النصرة إلينا، والتزامها بما تم التوافق عليه بين فصائل الغوطة الشرقية".
&
وفي اغسطس العام الماضي، أعلنت فصائل عسكرية في الغوطة الشرقية أبرزها جيش الإسلام والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام وفيلق الرحمن وألوية الحبيب المصطفى وحركة أحرار الشام الإسلامية عن تشكيل القيادة العسكرية الموحدة في الغوطة الشرقية، وتم تعيين قائد جيش الاسلام زهران علوش قائدًا عاماً للقيادة الموحدة وقائد أجناد الشام أبو محمد الفاتح نائبًا له. وبعد مغادرة علوش منذ حوالي الشهرين الغوطة في زياراته التي قادته بداية الى تركيا تم تعيين أبو محمد الفاتح محل علوش. كما تأسس تنظيم جيش الفتح في 24 مارس الماضي بعد توحد سبع مجموعات كبرى من الفصائل المسلحة، وهي أحرار الشام وجبهة النصرة وجند الأقصى وجيش السنة وفيلق الشام، ولواء الحق وأجناد الشام، وتقدر أوساط المعارضة عدد مقاتلي جيش الفتح بعشرة آلاف ونجحوا بالسيطرة على معظم محافظة إدلب، على حين يقدر عدد المقاتلين ضمن القيادة الموحدة في الغوطة بما بين 15 و20 ألفاً، ومقرب من عدد رجال الدين المعروفين.
&
ومؤخرا بثت جبهة النصرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بياناً قالت فيه أنه: امتثالا لأمر الله تعالى بجمع الكلمة والائتلاف وترك الفرقة والاختلاف، وتخفيفًا لمعاناة المستضعفين من الرجال والنساء والاطفال، ندعو جميع المجاهدين الصادقين وكل الفصائل على أرض الغوطة الشرقية لتشكيل جيش الفتح في الغوطة.
&
وأضاف البيان أن جيش الفتح في الغوطة يجب أن يكون جيشًا واحدًا يجمع الكلمة وتذوب فيه الرايات والعصبيات، وأن تكون غايته هي رضى الله وتحكيم شرعه ودحر أعدائه.
&
وطالبت النصرة بأن يتقدم هذا الجيش المقترح سرايا الاستشهاديين والانغماسيين، واعتبرت أن في نجاح زملائهم في إدلب والقلمون مثالاً يحتذى، نظراً لنجاحهم في جمع الكلمة، وأضاف أن الواجب في حق مقاتلي المعارضة بريف دمشق أكثر إلزامًا، نظرًا لقربهم من رأس النظام في العاصمة وقدرتهم على حسم المعركة هناك.
التعليقات