يرجح محي الدين شيخ آلي سكرتير حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في حديث لـ"إيلاف" اشتداد الخلاف الكردي مع أنقرة، محذّرا من مغبة ذلك، ومطالبا اياها بالتخلي عن نهج القوة والعنف بحق الأكراد.


بهية مارديني: يصر محي الدين شيخ آلي سكرتير حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) أن يبقى في عفرين المنطقة التي تقطنها غالبية كردية في سوريا وهي إحدى مدن محافظة حلب، وتشكل أقصى الزاوية الشمالية الغربية من الحدود السورية التركية، ويتحدث لـ"ايلاف" في لقاء عبر موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" عن أوضاع المنطقة والجارة التركية، مرجحا اشتداد الخلاف الكردي مع أنقرة، محذّرا من مغبة ذلك، ومطالبا اياها بالتخلي عن نهج القوة والعنف بحق الأكراد.

وقال "بهدف كسب أصوات مزيد من الناخبين في تركيا وادامة حكم حزب العدالة والتنمية فيها، لجأت زعامته (رجب طيب اردوغان الرئيس التركي) إلى اقحام الدين في السياسة بشكل سافر والانحياز إلى مكوّن دون آخر في الداخل التركي، لتعزف على الوتر المذهبي وتعوّل على نفوذ وفعاليات الاسلام السياسي ليس في تركيا فحسب، بل وفي جوارها السوري والعراقي أيضاً... إلى أن جاءت نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة في حزيران المنصرم، لتدخل الزعامة تلك في مأزق عنوانه الأول فشلها في إحراز أكثرية تؤهلها لتشكيل حكومة من لونٍ واحد للمضي في سياساتها الملتبسة والانتقال من نظام برلماني إلى رئاسي، والثاني قلقها حيال توفر امكانية تحريك ملفات الفساد وتعزيز سلطة القضاء".

ورأى أنه "ثبت للكثيرين أن حزب الشعوب الديمقراطي ذات الغالبية الكردية متفوق على غيره بخطابه الواقعي الحضاري والمنفتح، ونبذه اقحام الدين في شؤون الدولة، ودعوته الصريحة إلى الاقرار دون مواربة بوجود قضية كردية في تركيا تتطلب إيجاد حلٍّ سلمي لها، فكان لتخطيه حاجز 10% وحصوله على /80/ مقعد برلماني، ومن قبله نجاحه في ترأس /102/ بلدية وقعه المؤثر على حياة ومصير حزب العدالة والتنمية، وسرعان أن احتسب هذا الأخير وارتضى بأن يلجأ هذه المرّة إلى ابراز ورقة (القومية التركية) و(الأمن القومي التركي) والعزف بصخب على وتر (التهديد الكردي) و(ارهاب العمال الكردستاني)، ليشن حرباً شعواء على حزب الشعوب من خلال التحريض ضده بمختلف السبل والقيام بحملات اعتقال واسعة بحق نشطائه، والتلويح بحظره عبر مسعى استصدار قرار قضائي يُغلق أبواب مقاره المنتشرة في معظم المدن والولايات التركية، تزامناً مع اعطاء الضوء الأخضر للجيش والقوات المسلحة التركية ودفعها للقيام بضربات مكثفة ضد مواقع العمال الكردستاني وتحشيد قوات عسكرية أخرى ذات مهام خاصة صوب الحدود مع سوريا تحت غطاء وبذريعة (توفير منطقة آمنة) لمساعدة السوريين و(ابعاد داعش) عن الحدود التركية".

في سياق متصل يعتبر شيخ آلي أن "المعطيات تشير أن حجم الروابط والدعم المتبادل بين حزب العدالة والتنمية وأحزاب وقوى التنظيم العالمي للإخوان المسلمين الذي يشكل حاضنة للجهاديين التكفيريين، يدفع تركيا نحو مزيدٍ من التزمت وعدم الاكتراث بالأبعاد الهامة للقضية الكردية، ويساهم كثيراً في مساعي تبرير سياسات تركيا حيال مطالب الكُـرد بوجه عام، وتسويغ الحملات العسكرية المتكررة ضد الحضور الفاعل لحزب العمال الكردستاني وانتشاره".

متوقعا "أن الخلاف الكردي مع سياسات تركيا الراهنة سوف يحتدم ويتسع، ما لم تكف تركيا عن انتهاج لغة القوة والعنف مع الكُـرد وتوقف حملاتها العسكرية".

واختتم بالقول أنه من العبث أن تعود تركيا لتجدد أساليبها وسياساتها القديمة الرامية إلى دق الأسافين بين الكُـرد واللعب على خلافاتهم بهدف تطويق العمال الكردستاني أو عزله.

وكان شيخ آلي قال "إن عودة تركيا إلى انتهاج سياستها القديمة في اعتماد لغة الحديد والنار مع الملف الكردي، وإنكار وجود قضية كردية مع لجوئها مجدداً إلى الحشد العسكري والتعبئة الإعلامية والسياسية لضرب حزب العمال الكردستاني، بات يثير قلق ملايين الأكراد على اختلاف أحزابهم ومشاربهم ".

وأضاف دأبت أنقرة على تصوير الكفاح التاريخي للأكراد بأنه عبارة عن نشاط عدائي لجماعات إرهابية انفصالية لا أكثر، معتبرا أن حملتها العسكرية تهدف في جوهرها للحيلولة دون سيطرة الأكراد على تلك المناطق الحدودية.