تمكنت الأجهزة الأمنية المعنية في الكويت من ضبط ثلاثة من أعضاء خلية إرهابية وكميات ضخمة من الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة كانت مخبأة في منزل، إضافة إلى 56 قذيفة (آر.بي.جي) وذخائر حية في مزرعة في منطقة العبدلي، في خطوة استباقية تحسب للأجهزة الأمنية في سعيها إلى بسط الأمن في ربوع الوطن وتحقيق الأمان للمواطنين والمقيمين.


طلال جاسر من الكويت: بهذه العملية المميزة التي تمت اليوم تؤكد الكويت أن الإرهاب لن ينال من عزيمة أبنائها وادارتهم، لاسيما بوجود رجال امن اوفياء، اثبتوا انهم يستطيعون مواجهة التهديدات وضرب كل من يحاول استهداف بلدهم.

وقالت وزارة الداخلية الكويتية في بيان لها الليلة ان جميع المضبوطات من الاسلحة والذخائر والمواد شديدة الانفجار وغيرها من الاسلحة التي وجدت في مزرعة ومنازل المتهمين الثلاثة هي "19 الف كيلو ذخيرة متنوعة، و144 كيلو متفجرات متنوعة من ماده TNT شديدة الانفجار، ومادة PE4، ومواد أخرى شديدة الانفجار، و65 سلاحا متنوعا، وثلاثة (ار بي جي)، و204 قنابل يدوية، اضافة الى صواعق كهربائية".

اعترافات
وقد اعترف المتهمون جميعًا بانضمامهم الى احد التنظيمات الإرهابية، كما اعترفوا بحيازة تلك الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة، وارشدوا على أماكن إخفائها، ولاتزال أجهزة الامن تواصل تحرياتها وتحقيقاتها لملاحقة وضبط شركائهم.

وقالت (الداخلية) في بيان لها الليلة ان الاجهزة الامنية المعنية ضبطت ثلاثة من أعضاء خلية إرهابية وترسانة ضخمة من الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة كانت مخبأة في حفرة عميقة ومحصنة بالخرسانة في احد المنازل، كما ضبطت 56 قذيفة (ار.بي.جي) وذخائر حية في احدى مزارع منطقة العبدلي. كما عثرت على ثلاث قطع من الاسلحة النارية وكمية من الذخيرة الحية وثلاث حقائب تحتوي على أسلحة وذخائر ومواد متفجرة متنوعة.

وذكر البيان أن أجهزة الامن المتمثلة في قطاع الامن الجنائي وقطاع الامن الخاص والجهات الامنية الاخرى ذات الصلة شاركت في عملية المداهمة والضبط والتفتيش، حيث أرشد المتهمون الى المكان الذي قاموا باخفاء الأسلحة والذخائر. واوضح انه تم تحويل المتهمين إلى جهات الاختصاص لاستكمال التحقيقات واتخاذ كل الاجراءات القانونية حيال ذلك، مشيرا الى ان (الداخلية) تؤكد أنها سوف تنشر كامل المستجدات فور الانتهاء من تحقيقات الجهات المختصة.

سلاح الوحدة
ولاقت عملية الضبط ترحيبًا من رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم، واشادة برجال الأمن في وزارة الداخلية بقيادة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ محمد الخالد الصباح. واكد الغانم ان الكويت ستبقى عصية على الارهاب والتخريب بعزيمة وارادة ابنائها المخلصين وشعبها الوفي لوطنه وقيادته، مشددا على ان الوحدة الوطنية كانت دائما سلاح الكويت في مواجهة المخاطر.

وشدد على ان ضبط الخلية الارهابية وبحوزتها ترسانة كبيرة من الاسلحة يؤكد مجددا ان الكويت ليست بعيدة عن خطر الارهاب، الذي يجتاح المنطقة، ما يستوجب الالتفاف حول القيادة السياسية والتعاون من اجل حماية وصون امن الكويت.

وشدد على ان امن الكويت خط احمر لا يمكن التهاون بشأنه، مؤكدا ثقة نواب الامة والشعب الكويتي برجال الداخلية وبالوزير الخالد الذي يلقى كل الدعم من مجلس الامة. وكانت وزارة الداخلية ضبطت في 30 تموز/يوليو الماضي شبكة إرهابية تابعة لما يسمى تنظيم الدول (داعش) الإرهابي، تضم 5 مواطنين كويتيين في ضربة استباقية للارهاب ولأي محاولة للعبث بأمن الكويت وأمان مواطنيها، وذلك بعد نحو شهر من كشف ملابسات التفجير الإرهابي في مسجد (الصادق).

دورات إرهابية
واعترف الإرهابيون بتلقي دورات في علوم التنظيم الإرهابي والفكر الضال المنحرف إلى جانب تدريبات متقدمة على حمل السلاح، وشاركوا في الأعمال القتالية في كل من سوريا والعراق. وبينما أكدت الداخلية أنها لن تألو جهدا في ضبط كل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن بكل الحزم والشدة، شددت على أن رجالها هم العيون الساهرة على أمن وسلامة المواطنين، وعلى أنها لن تتهاون في اتخاذ كل إجراءاتها الوقائية ضد أعمال الإرهاب كافة وضبط عناصره.

تأتي هذه الخطوة في أعقاب تمكن وزارة الداخلية من كشف ملابسات التفجير الإرهابي في مسجد الإمام (الصادق) في 26 حزيران/يونيو الماضي الذي أدى الى استشهاد 26 شخصا وإصابة 227 آخرين 29 شخصا متورطا فيها تخطيطا وتنفيذا، حيث وجهت النيابة العامة الاتهام إليهم وأحالتهم إلى المحكمة. وتعمل وزارة الداخلية بدأب وبحزم في مكافحة الإرهاب، وآمال الكويتيين معقودة عليها في حفظ أمن الوطن وأمان مواطنيه في ضوء تصاعد المحاولات الإرهابية في المنطقة، وآخرها التفجير الإرهابي في البحرين الشقيقة.

وكان نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ محمد خالد الحمد الصباح أكد ضرورة التنسيق والتعاون وسرعة نقل وتبادل المعلومات بين أجهزة الأمن الخليجية وإتخاذ المزيد من اليقظة التي من شأنها الحد من الجرائم الإرهابية ضد دول المجلس ومواطنيها. وفي وقت سابق التقى الخالد رؤساء الوفود المتخصصة لأجهزة الأمن السياسي بدول المجلس بمناسبة اجتماعهم في البلاد، حيث تبادل معهم المستجدات الأمنية التي تتعرض لها المنطقة، لاسيما الأعمال الإرهابية التي تعرضت لها بعض دول المجلس.

إشادة أمنية
من جانب آخر أعرب الشيخ محمد الخالد عن فخر وإعتزاز كل منتسبي وزارة الداخلية قادة وضباطا وأفرادا للثناء والتقدير الذي وجّهه سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في كلمته بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان الفضيل "وخص به أبناءه رجال الأمن بالإشادة بسرعة التوصل إلى مرتكبي جريمة التفجير الارهابي البشعة في مسجد الإمام الصادق".

وعاهد الخالد سمو أمير البلاد بوقوف جميع رجال وأجهزة الأمن خلف قيادة سموه الحكيمة صفا واحدا ضد الإرهاب والمجرمين ومواجهة كل من يضمر الشر وتسول له نفسه العبث بأمن الوطن وسلامة المواطنين بكل قوة وحزم. ويأتي ذلك وسط ما أعطاه الكويتيون من مثال ناصع عن وحدتهم الوطنية المتينة التي لا يفت عضدها أي مفسد، حيث أثبتوا رغم كل محاولات العبث بأمن وطنهم أنهم على قلب رجل واحد بوحدتهم الوطنية غير المسبوقة، وأنهم كلما اشتدت المحنة تمسكوا ببعضهم بعضا أكثر من أي وقت مضى.

&