بهية مارديني: أنهى وفد من الائتلاف الوطني السوري المعارض زيارة رسمية الى موسكو وعاد الى اسطنبول بعد لقائه سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي وميخائيل بوغدانوف المبعوث الخاص الى الشرق الاوسط.

وتعرضت زيارة الائتلاف لبعض الانتقاد لأن روسيا، بحسب ما قال ناشطون سوريون على صفحاتهم في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، شريكة للنظام في قتل السوريين والداعم الرئيسي الذي يمده بالسلاح اضافة الى أنها تمنع ضده أي قرار دولي عبر استخدامها الفيتو في مجلس الامن الدولي.

وأكد نصر الحريري عضو الائتلاف والامين العام الاسبق له أن زيارة موسكو تأتي ضمن حشد رأي المجتمع الدولي مع الثورة السورية والشعب السوري ولتوضيح رؤية الائتلاف من الحل السياسي.

وقال لـ"ايلاف" انه لا يمكن أن "يكون لبشار الأسد أي دور في مستقبل سوريا"، ولفت الى أن "نظام الاسد نظام متهاوي عسكريا وكل يوم يفقد مناطق كانت تخضع لسيطرته في شمال وجنوب البلاد كما أنه يوجد داخل طائفته تململ واضح وهناك ضمن حاضنته الشعبية استياء وخاصة بعد جريمة القتل التي ارتكبها سليمان الاسد قريب بشار الأسد في اللاذقية".

وشدد الحريري على أن الاسد لن يكون شريكا في مكافحة الارهاب فهو الارهابي الاول، لافتا أن قوات نظام الأسد انسحبت من أمام تنظيم داعش وسلمته العديد من المناطق الإستراتيجية كما أنها استدعت الميليشيات الطائفية،" فنظام الأسد هو مصدر الإرهاب والفوضى في المنطقة وبالتالي لا يمكن من صنع الارهاب أن يكون شريكاً في محاربته"، مشددا على ان الشكل المقبول للحل السياسي هو بيان جنيف وهيئة الحكم الانتقالي وتسليم السلطة ورحيل بشار الاسد.

فيما لفت أعضاء في الائتلاف الى ما أعلنه وفد الائتلاف خلال زيارة موسكو عن وجود تبدل ما في الموقف الروسي وأن الوفد لمس أن موسكو غير متمسكة بالرئيس السوري بشار الاسد.

هذا والى جانب آراء ناشطين معارضين سوريين من زيارة موسكو كان واضحا تبدل مواقف الائتلافيين أنفسهم من زيارة موسكو، وكان هناك ترددا من الانفتاح عليها او الاستجابة الى الدعوة وخاصة في ظل عدم وجود أي شيء عملي أو ملموس يؤكد أنها مع الحل السياسي العادل ومصلحة السوريين.

عضو الائتلاف الوطني برهان غليون الذي قال في وقت سابق واثر زيارته موسكو العام الماضي“الحديث مع الروس مفيد، لقد ناقشنا معهم إمكان تقديم التزامات لدعم قرار مجلس الأمن 2118،&الذي&يشكّل&أساس&المفاوضات التي تنضوي تحت إطار جنيف 2″.وأضاف: “لا شك أنّها زيارة مثمرة، تمّ التواصل فيها مع طرف رئيس في الأزمة السورية وهي روسيا، وبصفتها دولة راعية لجنيف 2".

غليون نفسه قال قبل زيارة وفد الائتلاف هذه المرة "بوضعه النقاط على الحروف وتأكيده بأنه لن يكون هناك مكان للأسد في أي تسوية سياسية للأزمة السورية وأن على الأسد الرحيل، وأنه جزء من المشكلة وليس من الحل، وضع عادل الجبير، وزير خارجية السعودية حدا للشائعات التي أطلقها محور الممانعة حول وجود تفاهم دولي على مبادرة، وأظهر أن روسيا لا تزال بعيدة عن أن تكون الوسيط الدولي والاقليمي القادر على ايجاد تسوية تحفظ مصالح الجميع، وان هوسها لم يتغير في حماية النظام ومصالحه ومصالح حلفائها في طهران، تماما كما ذكرت البارحة في حلقة الجزيرة في العمق".

وأشار الى أنه "بعد ما ظهر، لا أعتقد أنه بقي لمشروع سفر الائتلاف إلى موسكو الآن، أي معنى، وليس لدعوة لافروف للمعارضة هدف آخر سوى إتاحة الفرصة لأولئك الذين يريدون، ممن يسمون بالمعارضة المعتدلة، أن يتصيدوا في بحر موسكو في سبيل عزل الائتلاف وبقية منظمات وفصائل المعارضة المسلحة حتى يصعدوا على أنقاضهم".

وكان رئيس الائتلاف الوطني السوري خالد خوجة الذي ترأس الوفد الى موسكو أكد أن تنفيذ هيئة الحكم الانتقالية التي نص عليها بيان جنيف يجب أن لا تشمل المجرم بشار الأسد وزمرته الحاكمة خلال المرحلة الانتقالية ومستقبل سورية.

وقال خوجة بعد لقائه بوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف وجدنا تفهماً من الجانب الروسي لرؤية الائتلاف فيما يتعلق بالحل السياسي، وأوضحنا أن عملية الانتقال السياسي في سورية يجب أن تكون ضمن إطار مبادئ بيان جنيف.

وشدد خوجة على أن "أهمية الخروج من الوضع الراهن في سورية الذي وصفه بالفوضى نتيجة الحرب التي يشنها نظام الأسد ضد الشعب السوري وضرورة العودة إلى وضع يضمن الاستقرار في المنطقة"، واعتبر أن الحل السياسي يجب أن يحافظ على وحدة سورية أرضاً وشعباً ويحمي مؤسسات الدولة -التي هي ملك الشعب السوري- من الانهيار.

وبيّن خوجة أن الائتلاف اتفق مع القيادة الروسية على الاستمرار في المشاورات واللقاءات لإيجاد حل عادل في سورية ويحافظ على استمرار العلاقات وبالتالي ستكون اللقاءات مستمرة مع القيادة الروسية في المرحلة المقبلة.