بعد ساعات من اطلاق المرجع الشيعي الاعلى في العراق علي السيستاني دعوة لاصلاح شامل للقضاء العراقي فقد وجه العبادي باجراءات جذرية لتأكيد استقلال القضاء ومواجهة مافيات فساده .. فيما توفي في سجنه ببغداد مساء الجمعة سعدون شاكر وزير الداخلية في زمن صدام حسين.

لندن: أمر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي السلطة القضائية الى القيام بسلسلة اجراءات جذرية لتأكيد هيبة القضاء واستقلاله وتمكينه من محاربة الفساد وتكريس مبدأ العدالة بين المواطنين. وشدد العبادي على ان الاصلاحات الواسعة هذه التي يدعو اليها تتطلب قضاء عادلا ونزيها وحازما لدعم هذه الاصلاحات . واكد ضرورة العمل على الوقوف في وجه مافيات الفساد وابعاد القضاء عن المحاصصة الحزبية والفئوية والطائفية.. مشددا على احترامه والتزامه بالقضاء العادل والنزيه.

وفي وقت سابق اليوم طالب المرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني باصلاح شامل للقضاء العراقي الذي وصفه بالفاسد مؤكدا ان اي نجاح في مواجهة الفساد مرتبط بهذه الاصلاحات المطلوبة في القضاء وحذر معرقليها بموقف شعبي حاسم.

وطالب الشيخ عبد المهدي الكربلائي معتمد السيستاني خلال خطبة الجمعة في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) اليوم بشمول الجهاز القضائي بالإصلاحات وإعادة النظر بالقوانين التي فتحت الطريق للفساد. وشدد على انه لا يمكن للاصلاحات ان تتم دون اصلاح الملف القضائي الذي يسوده اليوم فساد كبير. وطالب بالاعتماد على القضاة النزيهين الذين من الممكن ان يبنى عليهم قضاء عادلاً بعيداً عن كل الفاسدين والمفسدين ادارياً ومالياً.

وأشار إلى أن هناك الكثير من القرارات والاوامر من قبل الحكومتين التشريعية والتنفيذية فتحت الكثير من ابواب الفساد يجب تعديلها او الغائها داعياً بذلك الحكومة الى اعادة النظر بتلك الاجراءات تنفيذاً لمبدأ العملية الاصلاحية التي تنطلق في البلاد اليوم فضلاً عن ضرور تشريع عدد من القوانين التي تقضي على الفساد وتقلل من الفوارق المجتمعية.

يذكر أن قوى عراقية سياسة عدة تتهم رئيس مجلس القضاء الاعلى مدحت المحمود بتسييس القضاء العراقي ووضعه في خدمة اهداف رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ضد خصومه السياسيين فيما تركز تظاهرات الاحتجاج التي يشهدها العراق حاليا على اقالة المحمود واجراء اصلاحات شاملة في القضاء الذي يقوده منذ ان عينه الحاكم الاميركي السابق للعراق بول بريمر بمنصبه الحالي عقب سقوط النظام السابق في عام 2003.

وقد انحدر القضاء العراقي في عهد مدحت المحمود بشكل كبير حيث كان له دور كبير في التستر على خروقات حقوق الانسان العراقي بالاعتقالات العشوائية والقاء القبض بدون مسوغات قانونية وبلا اوامر قضائية والسكوت عن انتزاع الاعترافات الكاذبة بالتعذيب الشديد وابقاء المعتقلين في اسوأ ظروف سنوات دون تهم محددة او عرض على المحاكم.

كما قدم المحمود خدماته للمالكي من خلال تقديم تفسيرات للقضايا المختلف عليها وبما تنسجم مع مصلحة رئيس الوزراء السابق ومعاركه ضد خصومه السياسيين مثل تفسيره المخالف للقانون لمعنى الكتلة البرلمانية الأكبر التي يحق لها تشكيل الحكومة وحق المالكي بولاية ثالثة في رئاسة الحكومة .. اضافة الى تسييس القضاء واعطاء تفسيرات ترضى الحكومة والاحزاب الحاكمة في سياق الصراع السياسي الدائر في البلاد.

وفاة سعدون شاكر وزير الداخلية في نظام صدام

في ثاني وفاة لمسؤول عراقي في عهد الرئيس السابق صدام حسن خلال 24 ساعة فقد اعلن في بغداد الجمعة عن رحيل سعدون شاكر وزير الداخلية السابق في سجنه ببغداد اثر مرض عضال.

وقال مدير الاعلام والعلاقات العامة في دائرة الاصلاح العراقية وسام الفريجي في بيان صحافي ان سعدون شاكر كان يعاني من عدة امراض وكان يخضع للعناية الطبية من قبل اللجان الصحية المختصة في دائرة الاصلاح العراقية اضافة الى متابعة حالته الصحية وارساله الى المستشفيات المختصة.

واشار الى ان حالته الصحية قد تأزمت اليوم وتوفي في الساعة الخامسة مساء بعد توقف مفاجئ في القلب حيث تم تحويل جثته الى الطب العدلي في بغداد لاستكمال الاجراءات الصحية والقانونية &لتسليمها الى ذويه.

يذكر ان سعدون شاكر من مواليد عام 1939 وقد شغل مناصب عدة في النظام السابق منها وزيرا للداخلية وقياديا في قيادة حزب البعث الذي حكم العراق بين عامي 1968 و 2003 وقد حكم بالاعدام شنقا حتى الموت من قبل المحكمة الجنائية العليا لاتهامه بارتكاب جرائم ضد الشعب العراقي.

وكان وطبان ابراهيم الحسن الاخ غير الشقيق لرئيس النظام العراقي السابق صدام حسين قد توفي بسجنه في بغداد امس الخميس اثر مرض عضال.

وقالت دائرة الاصلاح في وزارة العدل ان المتوفى من مواليد عام 1952 وهو احد رموز النظام المباد وشغل مناصب عدة منها وزيرا للداخلية وأدين بجرائم ضد الانسانية وحكم على اثرها بالإعدام شنقا حتى الموت من قبل المحكمة الجنائية العليا. واضافت ان وفاته جاءت بعد توقف مفاجئ في القلب وتم تحويله لمستشفى الطب العدلي في بغداد لاستكمال الاجراءات الصحية القانونية.

وكان وطبان ابراهيم الحسن اعتقل في 13 نيسان (ابريل) عام 2003 في منطقة ربيعة شمال العراق قرب الحدود العراقية السورية وصدر بحقه حكم بالاعدام في 11 اذار (مارس) عام 2009.

وقد شغل الحسن منصب مدير المخابرات العراقية أثناء حرب الخليج في 1991 ثم عمل مديرا للأمن العام في الفترة بين 1991 إلى 1996 ثم مستشارا لصدام حسين ويعد أحد أبرز رموز نظامه. وأدين صدام &في قضية الدجيل في 2006 لدوره في مقتل 148 من الشيعة في 1982 بعد محاولة اغتيال فاشلة تعرض لها وحكم بالاعدام الذي نفذ فيه اخر عام 2006.