اعترف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأن بلاده تواجه حاليا أزمة تشكيل حكومة، ومشكلة إرهاب خطيرة، إضافةً إلى التطورات على الحدود مع سوريا.


نصر المجالي: خلال الاجتماع التاسع للمخاتير، عقده في القصر الرئاسي في أنقرة، الأربعاء، بحضور مخاتير 11 ولاية من شرق وجنوب شرق تركيا، إضافةً إلى أنقرة، أكد أردوغان، أن تركيا تتجه بسرعة نحو انتخابات مبكرة.

وقال الرئيس التركي "إن صناديق الاقتراع لا تحاسب فقط على الأمور التي تم القيام بها، وإنما كذلك على ما تم تجنب القيام به"، معربا عن ثقته في تقدير الشعب ومعرفته وحسه السليم.

وحسب وكالة (الأناضول)، فقد ذكّر أردوغان بالتطورات التي شهدتها منطقة شرق وجنوب شرق الأناضول، خلال الـ 13 عاما الماضية (فترة ولاية حكومة حزب العدالة والتنمية)، ومنها إلغاء حالة الطوارئ، وإنشاء مشاريع البنية التحتية، وافتتاح المدارس والجامعات، والبث التلفزيوني والدعاية الانتخابية باللغة الكردية، مستدركا "أنه برغم ذلك لا تزال العمليات الإرهابية مستمرة، لأن هدف الإرهابيين هو تقسيم تركيا".

السلام الداخلي

وفيما يتعلق بعملية السلام الداخلي في تركيا، قال أردوغان، إن الدولة والحكومة التركية قاما بما عليهما وأكثر، من أجل إنجاحها، إلا أن& المنظمة الإرهابية والحزب الذي ترتهنه، لجآ إلى الأكاذيب والألاعيب لتسميم المناخ الجيد الذي نجم عن العملية، وفضّلا اختيار طريق العنف والقمع"، مشيراً "أن عملية السلام تجمدت نتيجة للتطورات الأخيرة"، مؤكداً في الوقت ذاته "أن مشروع الوحدة والأخوة لا يزال مستمرا".

وأكد أردوغان أن على المواطنين أن يقفوا إلى جانب الدولة، في مواجهة الإرهابيين، مشيرا إلى الدور الكبير الذي يقع على عاتق المخاتير في هذا الإطار.

موقف الجمهوري

إلى ذلك، نفى نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض التركي، خلوق كوج، نية حزبه المشاركة في حكومة انتخابية (مؤقتة لغاية تنظيم انتخابات مبكرة)، عقب فشل مفاوضات تشكيل حكومة إئتلافية.

وأكد كوج، في مؤتمر صحفي عقده الأربعاء، في مقر الحزب في العاصمة التركية أنقرة، "استعداد حزبه لتحمل مسؤولية تشكيل حكومة في البلاد"، مشيراً "أن الحزب مصمم على خلق حلول لمنع التضيحة بتركيا في سبيل السلطة".

وفي رده على سؤال حول موقف الحزب من مسألة الحكومة الانتخابية، قال كوج "إن الحزب ينتظر تكليفه بتشكيل حكومة في المدة الباقية بموجب الديمقراطية الطبيعية، ولكن في حال عدم تكليف الحزب فإن ذلك يعني اغتصاب للسلطة بشكل واضح"، على حد تعبيره.

فشل تشكيل الائتلاف

ومع فشل مفاوضات تشكيل حكومة إئتلاف، والتي أجراها رئيس الوزراء المكلف، زعيم حزب العدالة والتنمية أحمد داود أوغلو، مع كل من، رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال قليجدار أوغلو، وزعيم حزب الحركة القومية دولت باهجة لي، بات من المتوقع تشكيل حكومة مؤقتة، ومن ثم إجراء انتخابات برلمانية مبكرة في تركيا.

وتنص المادة 116 من دستور البلاد، على "أنه يمكن للرئيس بعد التشاور مع رئيس البرلمان، اتخاذ قرار بإجراء انتخابات جديدة، في حال فشل الحزب المكلّف بتشكيل حكومة خلال 45 يومًا من انتخاب ديوان رئاسة البرلمان الجديد، وتجرى الانتخابات بحسب قانون الانتخابات، في الأحد الأول بعد مرور 90 يومًا على صدور القرار".

ويشار إلى أن داود أوغلو، أعاد أمس الأربعاء "مهمة تشكيل الحكومة" المكلف بها من قبل رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، في 9 تموز (يونيو) الماضي، وذلك بعد فشل المفاوضات التي أجراها مع رئيس حزب الشعب الجمهوري قليجدار أوغلو، وزعيم حزب الحركة القومية باهجة لي.