قررت محكمة بريطانية فصل طالبة مسلمة عن عائلتها، التي غرست في رأسها أفكارًا متطرفة، حتى إن القاضي قارن معاملة الأهل لابنتهما بالاعتداء الجنسي لكون الضرر واحدًا بنظره، وأوقفت المراهقة في طريقها إلى تركيا ومنها إلى سوريا لتصبح "عروسة المجاهدين"، كما غرر بها وجرى إقناعها، بعدما كانت تخطط سابقًا لدراسة الطب.


عبدالاله مجيد: قال القاضي هايدن رئيس قسم الأحوال الشخصية في المحكمة العليا لشرق لندن إن الفتاة البالغة من العمر 16 عامًا يجب أن تُفصل عن "أبويها المحتالين". أضاف القاضي إن الفتاة، التي وصفها بالذكية والمتعلمة والطموح، حاولت بالفعل السفر إلى سوريا كي تصبح "عروسًا جهادية".

إكسسوارات التنظيم
استمعت المحكمة إلى أدلة تؤكد أن بيت العائلة مليء بالمواد الدعائية لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، بما في ذلك مشاهد ذبح وتعليمات لصنع العبوات الناسفة وطرق يجب أن يستخدمها الجهادي لإخفاء هويته. وقال القاضي هايدن إن الفتاة التي لا يمكن الإشارة إليها إلا بحرف "بي" تعرّضت إلى "أذى نفسي وعاطفي" من خلال غسل دماغها بنوع من التطرف مماثل لما يحدث في قضايا الاعتداء الجنسي.&

وأضاف القاضي إن قضية هذه الفتاة واحدة من قضايا عدة في منطقة تاور هامليتس في شرق لندن، حيث "جرى التغرير بفتيات شابات ذكيات ومندفعات أكاديميًا". وكانت الفتاة "بي" أُنزلت من طائرة متوجهة إلى تركيا، وأُحيلت قضيتها إلى القضاء. وبدا والداها متعاونين مع الشرطة، ولكن عندما قامت شرطة مكافحة الإرهاب بتفتيش المنزل في حزيران/يونيو هذا العام عثرت على "مجموعة كاملة من الأجهزة الالكترونية" تتضمن مواد من داعش.
&
ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن القاضي هايدن قوله إن ما عثر عليه عناصر مكافحة الإرهاب في بيت عائلة الفتاة أظهر أن الوالدين مارسا عملية "خداع ناجحة تمامًا" تجاه السلطات. وأعلن القاضي أن سلامة الفتاة النفسية والعاطفية والفكرية لا يمكن أن تصان ببقائها في بيت عائلتها، لأن مكر الوالدين يجعل ذلك متعذرًا.&

وأد مستقبل
وعقد القاضي هايدن مقارنة مع قضايا الاعتداء الجنسي قائلًا "إن الانتهاك في هذه الحالة ليس انتهاك الجسد، بل انتهاك العقل"، ولكن الضرر واحد. لذا قرر أن توفير "بيئة آمنة ومحايدة" بعيدًا عن "التأثير القوي والضار" للدعاية الجهادية هو الإجراء الوحيد الذي يمكن أن يحمي الفتاة، واصفًا قضيتها بأنها "مأساة شابة واعدة".

ولاحظ القاضي هايدن أن الفتاة التي كانت تطمح إلى دراسة الطب حققت نتائج باهرة تؤهلها لذلك، وكان على والديها أن يفرحا بذلك، ولكن كانت لديهما مشاريع أخرى لابنتهما. وتخضع الفتاة الآن للتحقيق بعد القبض عليها مع والديها وآخرين من أفراد عائلتها بموجب قانون مكافحة الإرهاب بتهمة امتلاك معلومات يمكن أن تكون مفيدة لمن يريد ارتكاب أعمال إرهابية.

الرومانسية بابًا
تحدث القاضي هايدن عن قضايا "عرائس جهاديات" نظر فيها أخيرًا من منطقة شرق لندن قائلًا "إن في كل قضية من هذه القضايا كانت لدى الشابات فرص غير محدودة وبيوت مريحة وأولياء أمور يحبونهن بلا ريب، ولكن جرى التغرير بهن، للاعتقاد بأن السفر إلى سوريا كي يصبحن عرائس جهاديات هو طريق رومانسي ومشرِّف لهن ولعائلاتهن".

وأضاف القاضي إنه واثق من استهداف هؤلاء الشابات تحديدًا لهذا الغرض، ولكن "الواقع أن مستقبل مثل هؤلاء الشابات في سوريا، كما نعرف، لا يقدم إليهن إلا الاستغلال والامتهان والموت. بكلمات أخرى فإن هؤلاء الشابات اللواتي استأثرن باهتمامي كنّ مهددات بخطر التعرّض إلى أذى بالغ حقًا، وبالتالي فإن التزامًا يقع على عاتق الدولة لحمايتهن".&

&&&