دعت زوجة رئيس جهاز الاستخبارات الليبي في عهد القذافي، بريطانيا للتدخل في ليبيا قبل أن تنتشر الفوضى إلى الغرب.

نصر المجالي: في مقابلة صحافية نادرة جرت في لندن، قالت فاطمة فركاش زوجة عبدالله السنوسي المحكوم بالإعدام من جانب محكمة في طرابلس تم التنديد بقرارها دولياً، إن "ليبيا لم تعد بلدا حقيقيا، وإن الخطر من تنظيم داعش هو ما يهم العالم، فإذا لم يوقفوه، فسيصل إلى أوروبا".

وقالت صحيفة (إنديبندانت أون صنداي) التي التقى مراسلها زوجة السنوسي وهي شقيقة صفية فركاش زوجة الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي في&مقهى في شارع أوكسفورد وسط لندن، إنها تحدثت عن مؤامرات على ليبيا، وما زالت متشبثة ببراءة زوجها.

وقالت فاطمة فركاش: "العالم قرر في يوم واحد ضرب ليبيا...، وبعد هذا ليبيا تطلب المساعدة. لماذا لا يقدمون المساعدة؟".

ويشار إلى أن محكمة في طرابلس كانت حكمت على عبد الله السنوسي بالإعدام بعد توجيه عدة اتهامات إليه وعلى رأسها ارتكاب جرائم حرب وقتل المواطنين خلال الثورة الليبية التي اندلعت في شباط (فبراير) العام 2011.

وتقول فركاش (42 عاماً) التي رافقتها أثناء المقابلة ابنتها سلمى (17 عاماً) إن الثورة كانت "خطأ" ارتكبه أولئك الذين لم يقدروا الاستقرار الذي جلبه القذافي للبلاد والمنطقة.

وتضيف فركاش إن لديها الأدلة التي ستظهر للعالم براءة زوجها في كل القضايا. ونقلت الصحيفة عن بن إيمرسون، محامي عبدالله السنوسي، والذي يتخذ من لندن مقرا له، إن المحاكمة جرت في "أجواء من الخوف الكبير والترهيب".

وقالت فركاش في نهاية المقابلة "إنها تريد السلام والأمن في ليبيا مرة أخرى، كما كان في السابق".

عين القذافي

يذكر أن عبدالله السنوسي المولود العام 1945 كان يعتبر عين معمر القذافي وأذنه ويده اليمنى في إحكام السيطرة الأمنية على البلاد. كما يعتقد أنه هو من أدار طريقة تعامل السلطات الليبية مع الاحتجاجات التي انطلقت& وطالبت بإسقاط القذافي العام 2011.

القذافي وعينه السنوسي في إحدى المناسبات

&

تدرج السنوسي في الجهاز الأمني الليبي وأسندت إليه عدة مهام أمنية حساسة بينها قيادة جهاز الأمن الخارجي والاستخبارات العسكرية، وما يعرف في ليبيا بـ"الكتيبة" وهي الجهاز المكلف بحماية القذافي، وأصبح يمثل الوجه القمعي للنظام داخل البلاد، ويعتقد أنه يقف وراء تصفية عدد من الأصوات المعارضة في الداخل والخارج.

سجن أبو سليم

ويقول الليبيون إن السنوسي هو المسؤول عن مجزرة سجن أبو سليم في طرابلس في حزيران (يونيو) 1996 التي قتل فيها قرابة 1200 سجين معظمهم من المعتقلين السياسيين بالرصاص، رداً على احتجاجهم على ظروفهم السيئة داخل السجن.

ونقل أحد المواقع الليبية -بعد تلك المجزرة- عن السنوسي قوله إنه عارض بشدة قيام نظام القذافي بالإفراج عن معتقلين إسلاميين قاموا بمراجعة أفكارهم وأعلنوا تخليهم عن العنف. كما اتهمت منظمات حقوقية ليبية عبد الله السنوسي بالوقوف خلف قتل واختفاء العديد من المعارضين السياسيين داخل ليبيا حينما كان مسؤولا عن الأمن الداخلي في ليبيا أوائل الثمانينات.

من أبرز الاتهامات الموجهة إلى السنوسي قيامه بتدبير محاولة فاشلة لاغتيال ولي العهد السعودي آنذاك (الملك الراحل) عبد الله بن عبد العزيز العام 2003.

كما يعد السنوسي معروفا جداً لدى أجهزة الاستخبارات الغربية، حيث حكم عليه القضاء الفرنسي بالسجن مدى الحياة على خلفية تورطه المحتمل في تفجير طائرة تابعة لشركة يوتا الفرنسية وقتل نحو 170 من ركابها العام 1989، وأدت هذه الحادثة بعد ذلك إلى إصدار مذكرة اعتقال دولية في حقه.

&