يناقش الرئيس اليمني مقترحات يحملها المبعوث الأممي إلى اليمن وافق عليها الحوثيون، فيما تأكد وجود لواء سعودي وآخر إماراتي في عدن لحمايتها.

الرياض: قالت صحيفة "الحياة" اللندنية إن مصادر حزبية في صنعاء أكدت أن ممثلي وفد الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي الموجودين في العاصمة العُمانية مسقط وافقوا الجمعة على خطة للسلام ووقف الحرب في اليمن من ثمانية بنود، حملها مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى الحكومة اليمنية الشرعية في الرياض للرد عليها.

وبحسب هذه المصادر، تضمّن مشروع الاتفاق المقترح موافقة جماعة الحوثيين وحلفائها على تنفيذ قرارات مجلس الأمن، بما فيها القرار 2216، وقبولهم عودة حكومة بحاح لممارسة أعمالها لمدة 90 يومًا، يتم خلالها التوافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية، إلى جانب موافقة الجماعة على سحب مسلّحيها من المدن، وتسليم الأسلحة الثقيلة للدولة، والقبول بمراقبين من الأمم المتحدة لتنفيذ الاتفاق، بحسب "الحياة".

حكومة جديدة

وأعلن راجح بادي، الناطق باسم الحكومة اليمنية في الرياض، أن الحكومة تلقّت الصيغة المقترحة للاتفاق عبر المبعوث الأممي، وسترد عليها بعد التشاور مع الرئيس عبدربه منصور هادي والأطراف السياسية المؤيدة للشرعية.

وفي سياق يمني متصل، نقلت "الشرق الأوسط" عن مصادر مقربة من الحكومة اليمنية بأن موضوع تشكيل حكومة جديدة ما زال يخضع للنقاش. وقال ياسين مكاوي، مستشار الرئيس اليمني للشرق الأوسط: "نحن بحاجة إلى حكومة طوارئ تقود المرحلة الحالية ولما بعد استكمال التحرير، وذلك لتؤسس وتضع ضمانات إعادة الإعمار، واعتقد أن موضوع التشكيل الحكومي الجديد تأخر بعض الشيء، لكن في اعتقادي، كان أداء الحكومة الحالية ضعيفًا، مع استثناءات محدودة.

وكان مصدر رسمي يمني كشف للصحيفة أول من أمس أن هادي سيعلن عن تعديل حكومي يطال رئيس الوزراء، ويتضمن تقليص عدد الحقائب الوزارية خلال الأيام المقبلة.

وجود عسكري عربي

إلى ذلك، كشف نايف البكري، محافظ عدن، لـ"الشرق الأوسط" عن وجود لواء عسكري سعودي وآخر إمارتي بكامل تجهيزاتهما العسكرية في عدن لدعم الجهود العسكرية والأمنية والحفاظ على الانتصارات التي تحققت من خلال إقامة حزام أمني على المدينة ومحفظاتها.

وقال: "بالتزامن مع انتشار اللوائين السعودي والإماراتي على الأراضي اليمنية للدفاع عن العاصمة وتقويض محاولات زعزعة الأمن وصد أي عملية هجومية من بقايا الحوثيين، انتشر قرابة 400 ضابط وفرد من الشرطة، للقيام بجولات ميدانية وعمل الحزام الداخلي لمدينة عدن، إضافة إلى عودة أكثر من 300 ضابط وعسكري للعمل الميداني في مراكز الشرطة المؤهلة في العاصمة اليمنية، بعد أن خضعوا لدورة تدريبية وتأهيلية خلال الفترة الماضية، فيما أخضع نحو 357 فردًا لدورة تدريبية تمهيدًا للالتحاق بالأجهزة الأمنية ومنها البحث الجنائي والدفاع المدني والمرور".

وقالت "الشرق الأوسط" إن دوافع التحرك العسكري السعودي الإماراتي بإرسال لوائين مجهزين بأحدث الوسائل العسكرية لعدن تعود إلى ارتفاع عدد محاولات الاغتيال لشخصيات بارزة في الحكومة اليمنية، وضباط من المقاومة الشعبية الموالين لهادي، والتي راح ضحيتها عشرات من المواطنين والعسكريين.

ويرى مختصون عسكريون أن وجود لوائين يزيد قوامهما عن 6 كتائب وعدد أفرادهما يفوق 8 آلاف جندي، خاضوا جملة من التدريبات العسكرية ولديهم الإمكانيات والتجارب الميدانية، رسالة قوية من قوات التحالف العربي، وتحديدًا السعودية والإمارات، على دعمهما المطلق في إعادة الأمور إلى نصابها، من خلال دعم المقاومة الشعبية وتدريب الكفاءات في عدن، ونشر الأفراد بشكل ممنهج واستراتيجي يمنع عمليات الاقتحام لبقايا الحوثيين للمدينة، أو استهداف للشخصيات البارزة.

الغارات مستمرة

ميدانيًا، شن طيران التحالف غارات عنيفة على مواقع الحوثيين ومخازن سلاحهم، ودكّت ثلاث غارات مقر وزارة الدفاع وسط صنعاء، كما طاول القصف معسكر الصيانة ومعسكر ألوية الصواريخ في منطقة فج عطان غرب العاصمة.

وأفادت مصادر محلية وشهود بأن غارات استهدفت مواقع للحوثيين والقوات الموالية لهم في محافظات البيضاء وإب وصعدة وحجة ومأرب، وعلى طول الحد الشمالي الغربي، ودمّرت آليات لهم وألحقت بهم خسائر في الأرواح.

وفي وقت تستعد قوات الجيش اليمني الموالي للحكومة الشرعية، والذي تسانده قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، لإطلاق عملية واسعة لتحرير مأرب والجوف واستعادة صنعاء من قبضة الحوثيين، تواصلت المواجهات في مدينة تعز، وأكدت مصادر المقاومة الشعبية صدّها هجمات عنيفة للحوثيين وأوقعت قتلى وجرحى بالعشرات، وأسرها عددًا من المسلحين الحوثيين واستيلائها على مركبات لهم، وتمكنها من وقف تقدُّمهم في شارع الأربعين ومنطقة جبل الوعش وفي أحياء كلابة والصفاء وقرب القصر الجمهوري.

نشاط القاعدة

أعلن تنظيم القاعدة في اليمن مسؤوليته عن تنفيذ هجمات ضد مسلحي جماعة الحوثي في البيضاء خلال الأيام الأخيرة، وتبنّى تفجير سيارة مفخّخة في مدينة البيضاء ليل الخميس، أدى إلى مقتل خمسة حوثيين.

وفي عدن، تحدّثت مصادر أمنية عن اشتباكات ليلية بين مسلحين من الحراك الجنوبي وآخرين من عناصر تنظيم القاعدة في أحياء المدينة الشمالية، في وقت استأنف بعض مراكز الشرطة العمل بعد إعادة تأهيلها تحت إشراف خبراء من قوات التحالف.

وأكدت المصادر أن فصائل المقاومة الجنوبية عقدت اجتماعًا اتُّفِق خلاله على أهمية وضع الأسلحة الثقيلة تحت قيادة واحدة وتوحيد الصفوف لمواجهة التحديات الأمنية، إلا أن شهودًا قالوا إن مسلحي القاعدة فجّروا الخميس في حي المعلا وسط عدن قبر الولي الشاطري، ضريح أثري يعود تاريخه إلى مئات السنين.

وأعلنت الرياض أن القوات البرية وقوات حرس الحدود السعودية صدت مسلحي الحوثي وصالح ومنعتهم من الاقتراب من الحدود السعودية باتجاه الخوبة والطوال، بعدما تم رصد أهداف متحركة نحو الحدود السعودية، تبعها إطلاق عدد من القذائف من عمق الأراضي اليمنية، وتم الرد على مصادر النيران بالرشاشات والمدفعية، ما أدى إلى مقتل العشرات من المسلحين، وشوهد العشرات منهم يفرون باتجاه حرض والمرتفعات اليمنية، وتمت ملاحقتهم بمروحيات أباتشي والقضاء على بعضهم.