رغم نجاح باراك أوباما في حشد التأييد وراء مبادرته الدبلوماسية المتمثلة في الاتفاق النووي مع إيران، يبدو أن جعبة الجمهوريين لم تخل بعد من السهام.

&
فشل جمهوريو مجلس الشيوخ الأميركي، المعارضون للرئيس الاميركي باراك أوباما، الخميس في تعطيل إقرار اتفاق فيينا النووي مع إيران، الأمر الذي ثبت انتصار باراك أوباما، وبدّد الشكوك حول قابلية استمرار هذا الاتفاق.
&
جبهة جديدة
لكن هذه الخسارة التشريعية لم تثن عددًا من الجمهوريين عن الشروع في التفكير في سبل أخرى لعرقلة إقرار هذا الاتفاق. فتحدث بعضهم عن امكان فتح جبهة قضائية جديدة بوجه أوباما المتمسك باتفاقه مع إيران، فيما اعتبر المحافظون أن أوباما أخل بواجباته تجاه الكونغرس، وأن رفع العقوبات عن إيران مخالف للقانون.
وبذلك، يبدو أن الجمهوريين لم يقولوا كلمتهم الاخيرة بعد، إذ قال الجمهوري جون باينر، رئيس مجلس النواب: "سنستخدم جميع الادوات المتاحة لنا لوقف وابطاء ومنع هذا الاتفاق من الدخول حيز التنفيذ بالكامل". لكنه لم يقدم تفاصيل عن السبل التي يمكن أن يتبعها الجمهوريون لمنع إقرار الاتفاق، أو عما إذا كان من أمل أمام الجمهوريين في منع أوباما من الخروج منتصرًا من هذه المسألة.
كما أن وقوف الديمقراطيين إلى جانب أوباما لن يمنع الجمهوريين من تكرار محاولتهم عرقلة الاتفاق ولو شكليًا، عبر تصويت جديد في الاسبوع المقبل، كما اعلن ميتش ماكونل، رئيس الاكثرية في مجلس الشيوخ.
&
خالف القواعد
وثمة ما فعله الجمهوريون، فقد أقروا في مجلس النواب، الذي يملكون الاكثرية فيه، الخميس نصًا يعلن أن أوباما خالف قواعد الكونغرس بامتناعه عن اطلاع البرلمانيين على بروتوكول التفتيش الذي خضع لمفاوضات سرية بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وبالتالي، أكد السناتور تيد كروز، الذي يمثل عددًا كبيرًا من النواب المتشددين في حزب الشاي، أن رفع العقوبات عن إيران مخالف للقانون، محذرًا المصارف الأميركية من تعريض نفسها للملاحقة بعد رحيل أوباما، إن رفعت التجميد عن الاموال الإيرانية.
كما يصوت النواب اليوم الجمعة على إجراءين آخرين في المنحى نفسه، أحدهما يمنع رفع اي عقوبة عن إيران والاخر يمنع اقرار الاتفاق النووي، في تصويت يرمي إلى اظهار ضعف الدعم البرلماني الذي يتمتع به أوباما.
&
ضغط يهودي
وكان الكونغرس شهد نقاشات حادة، لم ينجح أوباما خلالها في إقناع أي جمهوري في مجلس الشيوخ بالاتفاق النووي مع إيران.
لكن، بالرغم من تجنبه استخدام الـ"فيتو" لتعطيل قرار للمجلس بعد هذا التصويت، سيذكر التاريخ أن 58 من 100 سناتور عارضوا أهم قرار اتخذه أوباما بشأن السياسة الخارجية في ولايته الرئاسية.
كما تتخذ معارضة إبرام الاتفاق النووي مع إيران سبيلًا آخر، تقوده "أيباك"، اكبر مجموعة ضغط يهودية اميركية، إذ أعلنت أن الاتفاق مالنووي مع إيران "ناقص وفاقد الشعبية مع نظام غير موثوق، يدعم الارهاب، وبالتالي لن ينال الاتفاق موافقة الشعب الاميركي ولا مجلس الشيوخ".
واشار ماكونل إلى أن الاتفاق سيمنح إيران القدرة على التخصيب، "فيما يعود القادة الإيرانيون للدعوة إلى تدمير اسرائيل، ويرجون دمارنا".
&
صوتان فقط!
وكان جميع الاعضاء الديموقراطيين، باستثناء اربعة، قد صوتوا لمصلحة المبادرة الدبلوماسية التي قدمها أوباما، الذي اصبح بامكانه تطبيق الجانب المتعلق به من الاتفاق المبرم بين الاعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الامن (الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا والصين وفرنسا) والمانيا من جهة وإيران من جهة اخرى، أي تعليق العقوبات الاقتصادية مقابل تنازلات إيرانية في البرنامج النووي.
وكان امام الكونغرس مهلة تنتهي في 17 ايلول (سبتمبر) ليبدي رأيه في الاتفاق. لكن بات معروفا أن الجمهوريين لن يتمكنوا من جذب عدد كاف من الديموقراطيين لتحقيق اغلبية الثلثين المطلوبة لتجاوز فيتو رئاسي، إذ تمكنت الاقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ من وقف تبني اقتراح قرار جمهوري هدفه منع أوباما من تعليق العقوبات الاميركية على إيران، بعدما فشل الجمهوريين في جمع ستين صوتًا مطلوبة من اصل مئة، بفارق صوتين فقط.
&