بدأ قطار المشاعر بتسيير عرباته في رحلات تجريبية بين محطات عرفات ومزدلفة ومنى، وذلك بهدف&التأكد من جاهزيته للعمل حيث تشهد عربات القطار هذه الأيام نشاطا محموما، وتواجدا كثيفا للقطاعات الحكومية والتشغيلية ، لجهة وضع اللمسات التجريبية الأخيرة، قبل انطلاق رحلات القطار بشكل رسمي في السابع من شهر ذي الحجة، الموافق العشرين من سبتمبر الجاري.

ويعتبر قطار المشاعر الذي دخل التشغيل المبدئي في نوفمبر 2010، وتمّ تشغيله بالطاقة الاستيعابية الكاملة في العام 2011، من بين أهم المشروعات التي نفذتها السعودية في سبيل خدمة الحجاج ، حيث ينقل القطار في الساعة الواحدة أكثر من 80 ألف حاج، ولا تستغرق الرحلة الواحدة بين المشاعر المقدسة سوى بضع دقائق ، في وقت كان الحاج يحتاج إلى الساعات من أجل الوصول إلى وجهته.

وتستهدف خطة تشغيل قطار المشاعر لهذا العام 2015 ، خمس فئات من الحجاج ، و هم حجاج الداخل ، &وحجاج دول مجلس التعاون الخليجي، وحجاج دول جنوب آسيا ، وحجاج دولة تركيا ، وحجاج دول أوروبا، بحسب ما ذكره مسؤولون في وزارة الشؤون البلدية والقروية ، وهي الجهة الحكومية المشرفة على القطار وتم إصدار &فئات معينة من التذاكر، صممت على شكل سوار يرتديه الحاج حول المعصم، مع تحديد لون خاصة بكل فئة من الحجاج المسموح لهم باستخدام القطار.

وكشف مسؤولون إن خطة تشغيل قطار المشاعر هذا العام ، ستتضمن &تحديداً دقيقاً لمواقع مخيمات الحجاج المصرح لها باستخدام القطار ومسارات وصولهم، فضلا عن جداول زمنية لانطلاق مجموعات الحجاج من المخيمات إلى محطات القطار ، وكذلك مواعيد التفويج للمحطات لكل مجموعة للحد من الزحام والتكدس داخل المحطات أو المواقع المحيطة بها، كما تشمل خطة التشغيل برامج توعوية وإرشادية وتوزيع مطويات بتسع لغات تتضمن طرق استخدام القطار والجداول الزمنية للرحلات وخرائط مسارات الحجاج من مخيماتهم إلى المحطات.

وينقل القطار في الساعة الواحدة أكثر من 80 ألف حاج، بسرعة تتراوح بين 80-120 كم في الساعة، وهو ما ساهم بشكل كبير في التسهيل على الحجاج ، وانخفاض عدد الحافلات داخل المشاعر المقدسة بواقع 28 ألف حافلة نقل، وهو ما أسهم بشكل كبير في الحد من الازدحام المروري وتقليل نسبة التلوث، وتدعم القطار 9 محطات بواقع ثلاث محطات في كل مشعر حرام ، وهي منى وعرفة ومزدلفة ، حيث يتنقل القطار من مشعر منى إلى عرفات وهو ما يعرف بالتصعيد ، ومن ثم من عرفات إلى مزدلفة وهو ما يعرف بالإفاضة، ومن مزدلفة إلى مشعر منى وهو ما يعرف بالنفرة الكبرى.

وتبلغ سعر التذكرة لرحلات الحج كاملة 66 دولارا ، وهي تباع فقط &للشركات والمؤسسات المسوؤلة عن الحجاج ذوي الفئات الخمس المستهدفة ولا تباع للأفراد ، وتتميز &محطات القطار بساحات للانتظار تستوعب كل ساحة أكثر من ثلاثة آلاف حاج ، فيما يتوفر في كل محطة &مصاعد كهربائية و سلالم كهربائية وعادية ، فضلا عن سبعة مسارات تنتهي إلى 60 بوابة الكترونية لتسهيل دخول الحجاج إلى محطات القطار التسع.

ويمتد مشروع القطار على طول 18.25 كيلو مترا ، ويتكون القطار الواحد من 12 عربة وتحتوي كل عربة على خمسة أبواب بما مجموعه 60 باباً من كل جهة، وذلك لصعود ونزول الحجاج ، فيما يسير القطار في الاتجاهين &ذهابا وإيابا&ومن دون سائق حيث يسير من خلال التحكم عن بعد،& وقد تم إنشاء القطار &على مسار مرتفع عن الأرض 6 امتار ويتكئ على أعمدة خرسانية أقيمت في الجزيرة الوسطى لطريق الملك عبد العزيز بهدف تقليص مساحته.

وقد خصص الدفاع المدني - وهو الجهاز المسؤول عن سلامة الأفراد- وحدات متخصصة في كل محطات القطار التسع&لمتابعة الإجراءات الوقائية لتجنب كافة المخاطر التي تهدد سلامة مستخدمي القطار بهدف إدارة الحشود حول محطات القطار، وكذلك تنفيذ إجراءات حماية مناطق نزول الحجاج ، فضلا عن التواجد الدائم بهدف التعامل السريع مع حوادث القطارات إن وقعت.&

ويعمل القطار سنويا لمدة 10 أيام تمتد من 7-15 &من شهر ذي الحجة، محصلا عائدات سنوية تقدر بـ 95 مليون ريال سعودي، وهي عائدات قابلة للزيادة بعد إلغاء قرار تخفيض أعداد الحجاج ، خاصة حجاج الداخل الذين تم تخفيضهم بنسبة 50% وبعدد 104 آلاف حاج، فيما شرعت جهات حكومية للخروج بتصور كامل للاستفادة من تشغيل القطار في شهر رمضان ، لتقديم جولات سياحية للمعتمرين تشمل عرفات ومزدلفة ومنى ومن ثم العودة إلى محطة الاستقبال ، وذلك بأسعار تتراوح &بين 10 و 15 ريالا لكل جولة.