نأى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بنفسه عن إصدار أوامر بتفريق اعتصام محتجين في محافظة بابل في جنوب بغداد وإصابة عدد منهم بجروح، مؤكدًا أنه لم يرسل أي قوات إلى هناك.. فيما أعلنت عائلة زوجة وطبان إبراهيم الحسن الأخ غير الشقيق لصدام حسين عن إطلاق سراحها بعد أسابيع من اختطافها، وأكدت وصولها إلى منزل أحد أقاربها في العاصمة بغداد.


أسامة مهدي: نفى المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء حيدر العبادي الاثنين "نفيًا قاطعًا ما روّجته وسائل اعلام عن صدور اوامر من بغداد لتفريق الاعتصام في محافظة بابل (100 كم جنوب بغداد)، كما لم ترسل اية قوة امنية من بغداد الى بابل مطلقًا"، حسب ما قال في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف" من دون توضيحات عن اسباب مهاجمة قوات مكافحة الشغب للمعتصمين في مدينة الحلة عاصمة محافظة بابل.

وفرضت القوات الامنية في بابل الليلة الماضية اجراءات امنية مشددة في محيط مبنى المحافظة ومجلسها ومناطق سكنية عدة، ونشرت دوريات في احياء مدينة الحلة عقب مصادمات بين القوات الامنية والمتظاهرين المطالبين بإقالة المحافظ صادق مدلول السلطاني، ما ادى الى اصابة ثلاثة من المتظاهرين بجروح، تم نقلهم على اثرها الى المستشفى للعلاج.

وقال مصدر امني في بابل إن 12 مذكرة القاء قبض صدرت بحق عدد من المتظاهرين لقيامهم بضرب احد الارتال الامنية بالحجارة والاعتداء على رجال الشرطة. واضاف ان اوامر اطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين واستخدام الغاز المسيل للدموع صدرت بتوجيهات من الحكومة الاتحادية. واشار الى ان الاجراءات الامنية ستستمر حتى اشعار آخر، بعدما قامت قوات مكافحة الشغب في المحافظة بتفريق المتظاهرين، فيما أكد المتظاهرون قيامهم بالدفاع عن أنفسهم برمي قوات الشغب بالحجارة، مجددين مطالبهم بإقالة المحافظ وحل مجلس المحافظة وإقامة دولة مدنية.

وكان المئات من اهالي محافظة بابل تظاهروا امس أمام مبنى المحافظة للمطالبة بإقالة المحافظ وحل مجلس المحافظة وكشف ملفات الفساد.. وحين منعت القوات الامنية اقامة التظاهرة، توجه المتظاهرون الى مبنى مجلس المحافظة لإكمال تظاهرتهم.

وفي محاولة لتهدئة الاوضاع واسترضاء المحتجين، فقد اعلن جهاز الادعاء العام في رئاسة استئناف بابل عن تحريك دعاوى ضد مسؤولين كبار في المحافظة، ونقل بيان للسلطة القضائية الاتحادية عن القاضي حسين شاكر المدعي العام في بابل قوله "إن الادعاء العام في رئاسة استئناف بابل وجّه كل الدوائر والمؤسسات في المحافظة بتقديم الإخبارات عن ملفات الفساد".

واضاف "اننا اخذنا على عاتقنا خشية الموظفين على ارزاقهم، لذلك اتخذنا اجراءات لحمايتهم وفق القانون.. داعيًا جميع المواطنين الى إخبار الادعاء العام عن الشبهات مع ضمان السريّة . واشار الى ان الادعاء العام حرك شكاوى ضد كبار المسؤولين في المحافظة تتعلق بملفات فساد وتم اتخاذ الاجراءات القانونية، وهي الآن رهن التحقيق، كما وجه الادعاء العام كتابًا الى قاضي تحقيق النزاهة لارسال جميع الملفات المغلقة من قبل هيئة النزاهة، وما زالت تصل إلينا على شكل دفعات، وتجري عليها التدقيقات وفقاً للقانون.

واكد المدعي العام اعادة التدقيق في 249 اخباراً في ملفات فساد مغلقة لدى هيئة النزاهة، مشيرًا الى وجود 27 اخبارًا تحتوي على ادلة، وتم طلب تحريك الشكوى من جديد من قبل قاضي تحقيق النزاهة في بابل. ولفت إلى أن "بعض دوائر ومؤسسات الدولة في المحافظة تحتوي على عيون لمتابعة الخروقات، وثم إخبار الادعاء العام".. موضحاً أن "هذا يتم بجهود وعلاقات شخصية حفاظاً على المال العام".

وتشهد بغداد ومدن اخرى في 10 محافظات اخرى، هي كربلاء والنجف والديوانية والمثنى وذي قار وواسط وميسان والبصرة (جنوب) وبابل وديالى (وسط) منذ 7 اسابيع تظاهرات احتجاج ايام الجمعة ضمن الحراك الشعبي الاسبوعي للدعوة الى الاصلاح وضرب الفساد والطائفية.

إطلاق زوجة شقيق صدام
هذا وأعلنت عائلة زوجة وطبان ابراهيم الحسن الاخ غير الشقيق لرئيس النظام السابق صدام حسين اليوم عن إطلاق سراحها بعد أسابيع من اختطافها، وفيما أكدت وصولها إلى منزل احد اقاربها في العاصمة بغداد اشارت الى أنها "بصحة جيدة".

وقال أحد أقارب زوجة الاخ غير الشقيق لرئيس النظام السابق صدام حسين، وهو وطبان ابراهيم الحسن مهدي الكميت، إن "المجموعة المسلحة التي كانت تختطف أرملة وطبان وفاء ابراهيم افرجت عنها ليل أمس". وأضاف الكميت أن "ارملة وطبان وصلت إلى منزل احد اقاربها في العاصمة بغداد".. مؤكداً في حديث مع وكالة "المدى برس" العراقية أنها "بصحة جيدة"، من دون اعطاء المزيد من التفاصيل.

وكانت عائلة زوجة وطبان إبراهيم الحسن طالبت في 21 من اب (أغسطس) الماضي الحكومة العراقية بالكشف عن مصير ابنتهم وإطلاق سراحها، وأكدوا أنها&لا تزال على قيد الحياة وبصحة جيدة، وفيما أشاروا إلى أنهم تمكنوا من الاتصال بها من دون معرفة مكان تواجدها أو معلومات عن الخاطفين، لفتت إدارة صلاح الدين إلى تواصل جهودها مع جهات عدة لإطلاق سراحها.

وطالب محافظ صلاح الدين رائد ابراهيم الجبوري في 18 من الشهر الماضي رئيس الوزراء حيدر العبادي بالتدخل "لمعرفة مصير" زوجة الحسن، واكد أن مصيرها وشخصين كانا يرافقانها "مازال مجهولاً" ودعاه الى العمل على اطلاق سراحهم.

واختطف مسلحون مجهولون في 16 من الشهر الماضي زوجة وطبان ابراهيم الحسن وجثته الى جهة مجهولة في منطقة الغزالية غرب العاصمة بغداد اثناء توجهها الى مقبرة الكرخ لدفنه، فيما اعلن أحد أقرباء زوجة وطبان ابراهيم الحسن أن جثته تم دفنها في منطقة الأعظمية فس شمال بغداد، موضحًا أن مصير زوجته لايزال مجهولاً.

وأعلنت وزارة العدل في 13 آب من الشهر الماضي عن وفاة الحسن بسبب توقف مفاجئ في القلب نتيجة تأزم حالته الصحية بسبب مرض عضال، فيما أكدت أن الحسن كان يعاني أمراضاً عدة، وكان يخضع للعناية الطبية. وأشارت إلى أنه نقل إلى مستشفى الطب العدلي في بغداد لاستكمال الإجراءات الصحية القانونية.

ووطبان إبراهيم التكريتي (مواليد 1952) هو الأخ غير الشقيق لصدام حسين، وشقيق برزان إبراهيم التكريتي، ووزير الداخلية في العراق من عام 1991–1995 هو أصغر الأخوة الأربعة، ودرس الابتدائية والثانوية في مدينة تكريت، وتخرج من الجامعة المستنصرية حاصلاً على شهادة البكالوريوس في القانون.

واعتقل التكريتي في 13 نيسان (ابريل) عام 2003 في ناحية ربيعة شمال غرب الموصل قرب الحدود العراقية السورية، فيما صدر ضده حكم بالإعدام شنقاً حتى الموت في 11 آذار(مارس) عام 2009 من قبل المحكمة الجنائية العليا لإدانته بجرائم ضد الإنسانية.

&