حذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من خطر إثارة الطائفية والمناطقية، مؤكدًا أنها تؤدي إلى سفك مزيد من الدماء، وأشار إلى أنّ العراق يواجه حربًا وأزمة مالية لكنه ليس مفلسًا. وشدد على أن أهل السنة لا يتعاطفون مع داعش الذي يقتلهم ويهجرهم وانتقد الرافضين لدخول الحشد الشعبي إلى الانبار ومن يدعو ابناء الجنوب إلى ترك القتال في المناطق الغربية والشمالية، وأكد أنه ليس من حق احد تنصيب نفسه زعيمًا للحشد الشعبي في إشارة إلى المالكي.&
لندن: حذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من الفتنة الطائفية والمناطقية التي يحاول البعض إثارتها بين الحين والاخر، مشددًا على أنّ أية دعوة من هذا النوع تؤدي إلى اراقة دماء. وقال "إن وحدتنا في تعاوننا وقوتنا في تعددنا".&
وشدد على أنّ داعش انتهت إلى تهجير وقتل اهل السنة بعد أن ادعت انها جاءت للدفاع عنهم، وأن منهجها الوحيد هو القتل، وأنها الآن لا تكاد تجد لها من يؤيدها في المناطق التي تحتلها، وربما هناك معهم فقط من تورط بدماء العراقيين ونحن ندعو كل من لم تتلطخ أيديه بالدماء إلى العودة إلى الصف الوطني.
وأضاف أن هناك حربًا نفسية موجهة ضد العراق وخصوصًا خلال الايام الماضية التي روجت فيها صور مفبركة تعود لفترات سابقة على أنّها لشهداء في ناظم الثرثار، وكانت قصة ذبح 140 مقاتلاً عراقياً قصة مختلقة بالكامل. وأوضح أنه لا يوجد من قتل في ناظم التقسيم سوى من استشهد بعجلات مفخخة كبيرة ومدرعة وهم امر الفرقة وخمسة جنود و23 جريحًا.
أهل السنة لا يتعاطفون مع داعش
وحذر من أن "التهويل الاعلامي ليس فيه مصلحة للعراق ومع الاسف إن البعض يريد التكسب على دماء الشهداء والمتاجرة ببطولاتهم التي جاءت استجابة لنداء المرجعية والوطن"، كما قال في كلمة له خلال اجتماع بمدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد)، خلال ترؤسه لاجتماع الهيئة التنسيقية العليا للمحافظات غير المنتظمة في اقليم، نقلها عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي، اطلعت على نصه "إيلاف".
وأشار إلى أن هناك تهويلاً يمارسه تجار الحروب منذ اربعة ايام مع صور مفبركة تروج لقتل العراقيين لافتًا إلى أن تلك الصور التي تناولها البعض عن أسر جنود من قبل تنظيم داعش قديمة وتعود لايزيديين.&
وقال إن "هناك تهويلاً واسترخاصاً للدم العراقي يمارس من قبل تجار الحروب"، لافتاً إلى أن "هناك حملة غريبة منذ اربعة ايام وصوراً مفبركة تناولها البعض الذين يدعون انها لجنود عراقيين أسروا&من قبل داعش".&
وأكد أن "تلك الصور قديمة وكانت لأيزيديين وقالوا إنها من ناظم الثرثار".. متسائلاً "ما هي المصلحة لدفع الجنود بأن يتركوا مواقعهم". وأكد العبادي أن أهل السنة لا يتعاطفون مع التنظيم ويقاتلونه بجانب القوات الامنية في تلك المناطق.
وانتقد الرافضين لدخول قوات الحشد الشعبي إلى محافظة الانبار ومن يدعو ابناء الجنوب إلى ترك القتال في المناطق الغربية والشمالية وأكد أنه ليس من حق احد تنصيب نفسه زعيمًا للجيش والحشد الشعبي، في اشارة إلى ما يبدو إلى نائب الرئيس العراقي نوري المالكي الذي يرعى احتفالات وفعاليات الحشد ويلقي خطابات فيها.&
ودعا العبادي إلى تجاهل هذه الاصوات التي وصفها بالنشاز لكنه في المقابل أقر بوجود تقصير حكومي تجاه ذوي ضحايا القوات الامنية. واتهم رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي بعض الاطراف التي لم يسمِها ببث خطابات طائفية تؤدي إلى قتل وتهجير العراقيين.&
وأكد أن هناك من رحب بتنظيم داعش في المناطق السنية.. وعزا اسباب انسحاب بعض القطعات العسكرية من محافظة الانبار إلى الاشاعات والتهويل. وأضاف انه "لا بد من التعايش لأنه احد عوامل قوتنا ومن يتبنى الخطابات الطائفية فهو كداعش يريد إلغاء الاخر ليس فكرياً فقط انما تهجيره والقضاء عليه وهذا خطر كبير".. وأشار إلى أنّ تنظيم داعش رفع شعار الدفاع السنة لكن شعاره باطل فهو استباح مناطق ابناء السنة وقتلهم وهجرهم فضلاً عن قمعه للاقليات على اساس طائفي.
العراق ليس مفلسًا
وعن الاوضاع المالية في العراقية، فقد أكد العبادي أن العراق ليس مفلسًا لكنه يواجه مشكلة أسعار النفط وحربًا وأزمة مالية.
وقال العبادي إن "الوضع في البلاد يتطلب تضافر الجهود في جميع المحافظات لاسيما إننا نواجه حربًا وأزمة مالية"..موضحا أن العراق ليس مفلساً لكن المشكلة في أسعار النفط. وقال إن كميات الصادرات النفطية لم تصل إلى الان لما موجود بالموازنة.. وشدد على ضرورة تجاوز الازمة المالية اذا تعاون الجميع. وأكد أن العراق سيتجاوز الازمة المالية بشكل اقوى واصلب اذا تعاون الجميع بهذا الاتجاه".
صلاحيات المحافظات
وشارك في الاجتماع السادس للدورة الثانية للهيئة العليا للتنسيق بين المحافظات غير المنتظمة بإقليم، وزير الدولة لشؤون المحافظات والمحافظين، ورؤساء مجالس المحافظات ووكلاء وزارات الزراعة والشباب والبلديات والصحة والتربية والتخطيط والمالية والاعمار والاسكان والعمل والشؤون الاجتماعية.
وعن صلاحيات المحافظات أكد العبادي ان نقل الصلاحيات إلى المحافظات لا تراجع عنه والحل لبعض المشاكل التي تعاني منها الدولة هو التوجه نحو اللامركزية وتطبيقها بصورة صحيحة وعلى مراحل بحيث تطبق بصورة سليمة في المحافظات.. واوضح أن نقل الصلاحيات واللامركزية هو ضمن البرنامج الحكومي ولا عودة عن تطبيقه.
ودعا إلى تسهيل الاجراءات وعدم وضع العراقيل في التعليمات والقوانين.. وشدد على ضرورة أن يشرف المحافظون على تقديم الخدمات للمواطنين مشددًا على أنّ عمل المحافظات اساسي في بناء الدولة ونجاحها يرتكز عليها فلا يمكن تطبيق البرنامج الحكومي وتوفير الخدمات وزيادة فرص الاستثمار دون المحافظات. وقال: "إننا ندعم القطاع الزراعي والصناعي ونعمل على بناء اقتصاد متنوع الموارد وعلى الرغم من مواجهتنا لأزمة مالية الا أن امام العراق مستقبلاً زاهراً".
وأكد رئيس الوزراء العراقي قائلا "إننا ندعم القطاع الخاص ونعمل على أنّ تكون هناك شراكة بينه وبين القطاع العام بما يوفر فرص عمل جديدة ويزيد من فرص الاستثمار، وأكد على أنّ يكون توزيع الثروة بصورة عادلة بما يضمن تحقيق نهضة للمحافظات وتنميتها اقتصاديًا واجتماعيًا وليس من المقبول ان تتوقف الحياة في المفاصل التي ترتبط بمعيشة المواطنين".
التعليقات