بدأ مهرجان البيرة التقليدي ظهر السبت في ميونيخ في جنوب المانيا مع ترقب توافد 400 الف زائر لليوم وحده في وقت تواجه المدينة موجة هجرة كثيفة حملت السلطات على اتخاذ تدابير لتفادي اي صدام بين رواد المهرجان وطالبي اللجوء.


ميونخ: افتتح رئيس بلدية عاصمة بافاريا ديتر رايتر في تمام الظهر (10,00 تغ) الدورة الثانية والثمانين بعد المئة من "مهرجان اكتوبر" (اكتوبرفست)، اكبر مهرجان للبيرة في العالم، بثقبه اول برميل لتقديم اول كوب بيرة منه.

وتشهد مونيخ بموازاة هذا الاحتفال تدفق مهاجرين معظمهم قادم من سوريا والعراق وافغانستان، وقد توافد عشرون الف طالب لجوء في عطلة نهاية كل من الاسبوعين الماضيين.

وتعتزم السلطات البافارية "الفصل بين المجموعتين تفاديا لظهور اي وضع خلافي" معتبرة ان طالبي اللجوء القادمين بمعظمهم من دول اسلامية "غير معتادين على رؤية اشخاص في حالة سكر شديد في الشوارع".

غير ان المتحدث باسم الشرطة الفدرالية فولفغانغ هاونر قال ان "الوضع اكثر ارتياحا بكثير منه في الايام الاخيرة".

ووصل منذ الاول من ايلول/سبتمبر حوالى 75 الف مهاجر الى بافاريا المنطقة المحافظة في جنوب المانيا قادمين من النمسا بعد رحلة طويلة عبر اوروبا.

واوضح فيلفريد بلومي بييرلي المسؤول عن مهرجان البيرة في حكومة بافاريا انه سيتم توجيه زوار المهرجان الى المخرج الجنوبي من محطة القطارات القريب من موقع فيسن حيث يجري المهرجان.

اما المهاجرون فسيسلكون المخرج الشمالي للمحطة حيث يستقبلهم متطوعون يوميا حاملين لهم الطعام والماء ومواد ضرورية اخرى.

وكان الزعيم المحافظ من بافاريا هورست سيهوفر الذي انتقد سياسة الانفتاح على الهجرة التي تنتهجها حليفته المستشارة انغيلا ميركل، اعتبر الاسبوع الماضي ان من الاساسي الا تعود ميونيخ تتلقى القسم الاكبر من طالبي اللجوء.

وقال "طالبت باتخاذ التدابير المناسبة حتى لا تعود ميونيخ خلال مهرجان اكتوبر الذي يستمر اسبوعين نقطة الوصول كما هي الحال الان".

وتتخذ مسالة الامن اهمية كبرى في ضوء وزن المهرجان في الاقتصاد المحلي حيث من المتوقع ان يستقبل أكثر من 6 ملايين زائر على مدى 16 يوما وان يدر على المنطقة حوالى مليار يورو.

وارتدى زوار المهرجان الاتون من جميع انحاء العالم الزي التقليدي وقد اشتراه بعضهم على عجل من احد الاكشاك المنتشرة في المكان.

وكان هذا المهرجان يقام بداية في تشرين الأول/أكتوبر للاحتفال بذكرى زواج ملك بافاريا لويس الثاني، ولكن تقرر تقديم موعده للاستفادة من أحوال جوية اكثر ملاءمة.

ويثير موضوع الهجرة ردود فعل متباينة بين سكان المنطقة ورواد المهرجان.

وقال غابريال استرادا (49 عاما) المهندس المكسيكي الموظف في شركة بي ام دبليو والذي قدم برفقة زوجته وابنه البالغ من العمر 22 عاما "الناس هنا متمسكون بالتقاليد، والجميع ارتدوا ابهى الملابس، انه مهرجان شعبي حقيقي".

لكن زوجته بياتريس (48 عاما) تقول ان "العديدين هنا قلقون، لا يعرفون كيف ستجري الامور ويخشون ان يتعدى احد عليهم".

وتراجعت اعداد الوافدين الجدد الى ميونيخ هذا الاسبوع بعد اعادة فرض المراقبة الاحد على الحدود النمسوية.

وقال كولين تورنر احد المتحدثين باسم المتطوعين "لن يكون بوسعهم ابقاء المراقبة على الحدود الى الابد" متوقعا ان يعاود المهاجرون التدفق الى محطة ميونيخ بعد انتهاء المهرجان في 4 تشرين الاول/اكتوبر.

واضاف "بالطبع اعادوا توجيه الناس بحيث لا ياتون خلال مهرجان اكتوبر، لكن وصولهم بالقطار بمجموعات كبيرة الى ميونيخ يساعدنا في تنسيق مساعدتنا".

&