يعتقد البعض ان مشاركة نساء بشكل اكبر في قوات حفظ السلام في مناطق النزاع والحروب يمكن ان يكون اكثر فعالية واكثر نفعا. &

إعداد ميسون أبو الحب: تشكل النساء نصف عدد سكان العالم وتدعو منظمات وجهات عديدة في العالم الى تحقيق المساواة بينها والرجل ومنحها الفرص التي تستحقها كي تؤدي دورها كاملا في العديد من المجالات.&

ومن هذه المجالات المشاركة في حل النزاعات والصراعات المسلحة.&

وكان مجلس الامن الدولي قد صادق في تشرين الاول (اوكتوبر) في عام ٢٠٠٠ على القرار رقم ١٣٢٥ الذي اعترف بدور المرأة المهم في منع النزاعات وفي تحقيق السلام.&

اجتماع في بريتوريا

في هذا الاطار بادرت المنظمة الدولية للمرأة الى دعوة اكثر من ٤٠ ضابطة من مختلف انحاء العالم للمشاركة في اجتماع عقد في بريتوريا في جنوب افريقيا في وقت سابق من هذا الشهر وذلك للتحدث عن تجاربهن في مجال المشاركة في حفظ السلام.&

الى جانب ذلك نظم لهؤلاء النسوة برنامج مكثف ركز على طريقة التعامل مع الازمات عند وقوعها.&

وكان دور المرأة في مناطق الحرب والصراع موضوعا اساسيا في هذا الاجتماع. &

نسبة النساء ضئيلة

في تحقيق نشرته صحيفة الغارديان اكدت مشاركات في الاجتماع على ضرورة تحقيق توازن بين عدد الرجال والنساء في اطار بعثات الامم المتحدة لحفظ السلام وذلك لكون المرأة تملك صفات لا يملكها الرجل بشكل عام ولأنها تتعامل مع المسائل بشكل مختلف احيانا حتى لو كانت تؤدي الدور العسكري نفسه.

ويبلغ عدد الخبيرات العسكريات في بعثات الامم المتحدة في مختلف انحاء العالم ٦٩ ضابطة فقط وهو عدد ضئيل للغاية، حسب قول المشاركات وجهات اخرى. علما ان عدد هذه البعثات الدولية ١٦ بعثة.&

وتبلغ نسبة النساء من جنوب افريقيا ممن يشاركن في هذه البعثات في دول القارة الافريقية وهي الكونغو وجنوب السودان والسودان ١٥ بالمائة وهو اعلى من المعدل الدولي بنسبة ٤٪.&

المرأة افضل من الرجل

احدى المشاركات في الاجتماع واسمها ايرينا زيسيويسكا لها تجربة طويلة مع حفظ السلام إذ

كانت في البلقان وفي افغانستان وستلتحق في وقت لاحق من هذا الشهر بالقوات الدولية في مالي.&

ايرينا تحمل رتبة مقدم في الجيش البريطاني وهي تصر على ان النساء جزء اساسي من جميع عمليات حفظ السلام وهن افضل من الرجال في أداء هذا الدور.

ايرينا قالت إنها لاحظت ان اغلب النساء وحتى الرجال ممن عانوا من العنف الجنسي يفضلون التحدث عن مآسيهم مع نساء اكثر مما مع رجال.

ضابطة اردنية رائدة

وتؤيد الكابتن شادين عطا محمد المناصير من الاردن وعملت في المجال الطبي في غزة وفي ليبريا هذا الرأي وأكدت ان المرأة لا تفصح عن مشاعرها إلا لمرأة خاصة عندما يتعلق الامر بقضايا جنسية.

المناصير من الرائدات وكانت اول امرأة ضابطة تعمل مع قوات الامم المتحدة عندما التحقت ببعثة ليبريا في عام ٢٠١٠.&

لماذا لا تشارك المرأة في القتال؟

الرائد شيخة مهروترا وهي ضابطة من الهند تعمل مع بعثة منظمة الامم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونوسكو) قالت إن الفرق بين الرجال والنساء في مناطق الصراع هو أن المرأة تملك صفات لا يملكها الرجال على العموم تتعلق بالتعاطف والذكاء والتفهم. وقالت "النساء والاطفال والشيوخ يتحدثون الى المرأة بسهولة اكبر. والمرأة اكثر قدرة على الاصغاء الى ما يقولون وحتى الى ما لا يقولون، وهو اكثر اهمية احيانا".

ومن المعروف ان القوات المسلحة الهندية، حالها في ذلك حال اغلب الجيوش في العالم، لا تسمح للنساء بالمشاركة في المعارك وهو ما انتقدته ماهروترا عازية هذا المنع الى اعتقاد الرجال بان المرأة تحتاج الى حماية هي نفسها ثم اكدت انها تلقت تدريبا عسكريا مثل الرجال وبالتالي فإن بإمكانها اداء واجبات الرجل ايضا.

قائدة سرية تحصل على ميدالية

وروت فيليسيا ماغنوي وهي برتبة مقدم في قوات جنوب افريقيا تجربة مرت بها خلال مشاركتها في قوات تحقيق الاستقرار في الكونغو وكانت في ذلك الوقت قائد سرية. ماغنوي لاحظت من هذه التجربة ان الرجال المسلحين يتعاملون مع امرأة عسكرية بشكل مختلف ولكنه شكل ايجابي ايضا وروت كيف انها تمكنت من اقناع قائد جماعة متمردة بنقل المعارك الى مناطق اخرى حفاظا على حياة مدنيين في المنطقة التي كانت المعارك تدور فيها.

ماغنوي حصلت لاحقا على ميدالية كأفضل قائد سرية في البعثة.&

المرأة تفضل الحياة على الموت

واخيرا اكدت نوزيفو جانويري بارديل مستشار خاص من جنوب افريقيا في منظمة المرأة في الامم المتحدة ان هناك ثلاثة مجالات تكون فيها المرأة اكثر فعالية من الرجال.

اولا المرأة اقل عدائية وتفضل حماية الحياة بدل القتل إن توفر هذا الخيار.

ثانيا النساء اكثر فعالية في مجال التحاور والاقناع. وثالثا المرأة تتعامل بشكل افضل مع الضحايا لاسيما من النساء. وهؤلاء يفضلون التحدث الى نساء لان الرجال هم من يرتكب الفظائع ضدهم في العادة.&