الخليل: شيع أهالي مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة الاربعاء جثمان فتاة قتلت برصاص الجيش الاسرائيلي بدعوى محاولتها طعن جندي، وبعدها اندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين وجنود اسرائيليين.

والقى عشرات الشبان الحجارة على الجنود الاسرائيليين الذين ردوا بالقاء الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت على مشارف البلدة القديمة في الخليل، حيث يعيش 500 مستوطن وسط الفلسطينيين تحت حماية عسكرية اسرائيلية. وبدأت الاشتباكات قرب حاجز عسكري في البلدة القديمة في يوم عيد الغفران اليهودي وقبل يوم من بدء عيد الاضحى.

وشيع الاف من الفلسطينيين جثمان الشابة هديل الهشلمون (18 عاما) التي توفيت بعد ظهر الثلاثاء متأثرة بجراحها بعد اطلاق النار عليها من قبل جنود اسرائيليين بدعوى محاولتها طعن جندي. وانتشرت صور للفتاة التي كانت ترتدي نقابا اسود عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وندد والد الفتاة صلاح الدين الهشلمون بقتل ابنته "بدم بارد"، وقال ان الجنود قتلوا "فتاة بريئة ليس برصاصة واحدة، بل بعشر رصاصات". واضاف والدها انها "لم تشكل خطرا على احد وشكلت خطرا اقل على جنود مسلحين".

وهذه ثاني قتيلة في الخليل بعد مقتل& شاب فلسطيني ليل الاثنين الثلاثاء في بلدة دورا اثر انفجار عبوة ناسفة كان يحملها لالقائها على جنود اسرائيليين، بحسب ما اعلن الجيش الاسرائيلي وشهود عيان. بينما قالت مصادر امنية فلسطينية ان الشاب ضياء التلاحمة البالغ من العمر 21 عاما اصيب برصاص جنود اسرائيليين في قرية دورا.

اضافة إلى اجواء الحزن، تستقبل المدينة الفلسطينية عيد الاضحى في ظروف اقتصادية صعبة مع ارتفاع اسعار الاضاحي بشكل كبير مما يلقي بظلاله على كاهل المواطنين الفقراء. وارتفعت اسعار الاغنام كثيرا ليصل متوسط سعر الخروف الى 400 دينار اردني (اكثر من 560 دولارا اميركيا). وبحسب ارقام صادرة من مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة (اوتشا) يبلغ متوسط دخل الفرد في الضفة الغربية 405 دولارات، بينما يبلغ في المنطقة الخاضعة للسيطرة الاسرائيلية في الخليل 160 دولارا اميركيا.

وتعد البلدة القديمة في الخليل من اكثر الاماكن فقرا في الاراضي الفلسطينية بعد قطاع غزة. وبحسب اوتشا فان 75% من سكان البلدة القديمة في الخليل يعيشون تحت خط الفقر وثمانية من اصل عشرة اشخاص يعدون عاطلين عن العمل. وانخفضت نسبة اقبال الفلسطينيين على شراء اضاحي العيد بحسب التجار.

ويقول محمود ابو راتب وهو مربي اغنام ان ارتفاع اسعار الاغنام واللحوم يعود الى اسباب عدة، بينها "ارتفاع التكاليف مثل ارتفاع اسعار الاعلاف وقلة المراعي وارتفاع اسعار الأدوية وانعدام الدعم للمزارعين". ويقول ابو راتب "صحيح ان الاسعار مرتفعة واثرت على اقبال الناس، ولكن لا زال بامكان الناس الشراء حسب قدراتهم. فالمواصفات متنوعة والخيارات متعددة". بينما يؤكد عبد العزيز عبد ربه وهو عامل انه لا يملك القدرة المادية للتضحية هذا العام بعدما كان يقوم بذلك كل سنة.

ويقول لفرانس برس "الاسعار باهظة وفوق طاقة معظم الناس (...) انا اعمل& بشكل متقطع وقررت ان لا اضحي هذا العام (...) سوف اؤجلها الى العام المقبل لعل الاسعار تكون ارخص". بينما يصر المعلم علي شاهين على تقديم اضحية هذا العام مؤكدا "لا يمكن الا ان اضحي حفاظا على هذا التقليد السنوي اضافة الى طاعة الله". واستورد الفلسطينيون اخيرا اغناما من صربيا، ولكن ذلك لم يؤثر في خفض الاسعار، بسبب قلة اعداد الاغنام التي تم استيرادها، ولم تتجاوز 1500 رأس، وتكاليف نقلها الى فلسطين.