يطالب المسؤولون اليمنيون المجتمع الدولي بالتحرك السريع من أجل إنقاذ ما تبقى من تعز التي تمزقها ميليشيات الحوثي وعلي عبدالله صالح بحصارها وتجويعها وقتل أهلها الآمنين.
&
قال عز الدين الاصبحي، وزير حقوق الانسان اليمني، إن ميليشيا الحوثي وعلي عبد الله صالح تحدث شرخًا طائفيًا ومجتمعيًا في تعز، التي تعاني جراء القصف العشوائي واستهداف المدنيين من قبل هذه الميليشيات.
&
للمحاسبة
وطالب الأصبحي خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في جنيف أمس المجتمع الدولي والحكومات ومنظمات المجتمع المدني بإدانة الانتهاكات في تعز، والوقوف مع القانون الدولي والضمير والعمل على وقف تلك الانتهاكات. وقال: "إن مليوني مدني يعانون في تعز من حصار الميليشيات منذ 4 أشهر، وهم محرومون من الغذاء والأدوية وسبل العيش كافة"، مضيفًا أن الميليشيات المتمردة تقوم بقصف المناطق السكنية المكتظة بالسكان بالمدفعية وكذلك المستشفيات، مؤكدًا ضرورة محاسبة مرتكبي هذه الانتهاكات وعدم إفلات أحد من العقاب.
&
من جهة أخرى، حضت منظمة العفو الدولية مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة على تشكيل لجنة للتحقيق في انتهاكات ارتكبتها الميليشيات الحوثية التي أوقعت أكثر من 4900 قتيل في غضون ستة أشهر.
وفي بيان، دعت المنظمة المجلس المنعقد في جنيف حتى 2 أكتوبر (تشرين الأول) إلى تشكيل لجنة للتحقيق في الانتهاكات والتجاوزات من قبل جميع الحوثيين.
&
ملف &الابادة
إلى ذلك، قال مختار الرحبي، السكرتير الصحافي في الرئاسة اليمنية إن الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي غادر العاصمة الاقتصادية والسياسية الموقتة عدن الجمعة متوجهًا إلى نيويورك سيعرض ملف حقوق الإنسان المتعلق بممارسات الإبادة بحق الشعب اليمني من قبل ميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
&
ونقلت "عكاظ" السعودية عن الرحبي قوله إنه من غير المستبعد أن يطالب الرئيس اليمني برفع ملف المخلوع صالح وزعيم المتمردين عبد الملك الحوثي وعدد من أفراد العصابات الإرهابية الانقلابية إلى محكمة العدل الدولية. أضاف الرحبي: "سيطالب الرئيس هادي المجتمع الدولي بالوقوف بحزم والضغط على المتمردين الحوثيين لتنفيذ القرار الأممي رقم 2216، كون الحوثيين حتى هذه اللحظة لا يزالون يماطلون في تنفيذه".
وأشار إلى أن مشاركة الرئيس في اجتماع بهذا الحجم يمثل اعترافًا دوليًا كاملًا بالشرعية اليمنية، وتأكيدًا على ما نصت عليه القرارات السابقة، "كما يمثل سقوطًا ذريعًا للانقلاب ورسالة دولية قوية للمخلوع والحوثي بأنه ليس أمامهما إلا تنفيذ القرار الدولي بكافة بنوده من دون قيد أو شرط، خصوصًا أن الحكومة وافقت على المشاورات تحت رعاية أممية شريطة الاعتراف والالتزام بتنفيذ القرار الدولي بكامل بنوده، بما فيها الانسحاب من المحافظات والمدن اليمنية وتسليم الأسلحة وعودة الشرعية للعاصمة صنعاء".
&
الحصار مستمر
وتواصل ميليشيات الحوثي وصالح في مدينة تعز قتل الأهالي وتدمير منازلهم بصواريخ كاتيوشا ومدافع هاوزر ومختلف الأسلحة المتوسطة والثقيلة كانتقام منهم جراء الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد على أيدي عناصر المقاومة الشعبية والجيش الوطني وطائرات التحالف التي تشن غاراتها المكثفة والمباشرة على تجمعاتهم ومواقعهم ومخازنهم العسكرية.
ولا يزال أهالي مدينة تعز يعيشون في ظل حصار خانق تواصل ميليشيات الحوثي وصالح فرضه عليهم من مداخل المدينة، مانعةً دخول الأدوية والمواد الغذائية حتى سيارات الخضار والفواكه، الأمر الذي يؤكد أنه منذ أكثر من 5 أشهر وأهالي تعز يعيشون كارثة إنسانية حقيقية بكل معانيها، بالإضافة لما تعيشه من مجازر مروعة ووحشية يتعرض لها المدنيون بشكل يومي على أيدي ميليشيات الحوثي وصالح التي تستمر في قصفها الهمجي للأحياء السكنية بمختلف أنواع الأسلحة موقعة قتلى وجرحى من المدنيين.
&
كارثة ومجاعة
تنقل "الشرق الأوسط" عن الناشط الحقوقي مختار عبده، من أبناء تعز، قوله إن ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية لم تراع الدوافع الإنسانية حتى في أيام عيد الأضحى المبارك فهي تستمر في قصفها اليومي للأحياء السكنية وتقتل النساء والأطفال وأصبح الوضع الإنساني في تعز حرجًا جدًا، وأصبحنا نعيش كارثة ومجاعة حقيقية، بل إن ما يقدر بـ90 في المائة من سكان المدينة يعانون انعدام الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب وغيرها الكثير. يضيف: "ستتحرر مدينة تعز من الميليشيات الانقلابية بفضل صمود الجيش الوطني والمقاومة الشعبية اللذين يستمران في نضالهما ويدحران الميليشيات في جميع جبهات القتال الشرقية والغربية ويسيطران على الكثير من المواقع التي كانت تحت سيطرة الميليشيات وتكبدهم الخسائر الفادحة، كما أن أهالي مدينة تعز قاموا بالتبرع للمقاومة الشعبية وحتى النساء تبرعن بمجوهراتهن".
&
مفاجآت قادمة
وزار العميد صادق سرحان، رئيس المجلس العسكري بتعز وقائد اللواء 22 مدرع، عناصر المقاومة الشعبية والجيش الوطني في جبهات القتال بما فيها تلك التي تشهد مواجهات عنيفة بين المقاومة الشعبية والجيش، من جهة، وميليشيات الحوثي وصالح، من جهة أخرى، في عصيفرة ووادي القاضي والمرور ومقبرتي عصيفرة والاجينات، وأشاد بصمود وتضحيات المقاومة الشعبية والوحدات العسكرية والأمنية، مؤكدًا أن قيادة المجلس العسكري والمقاومة لن تألو جهدًا في سبيل تلبية ما يحتاجونه من دعم ورواتب وأية تعزيزات عسكرية، وأن المرحلة المقبلة ستشهد مفاجآت كبيرة على صعيد المواجهات مع ميليشيات الحوثي وصالح.
التحالف يضرب الحوثيين
إلى ذلك ذكرت مصادر إعلامية أن 20 من مسلحي جماعة الحوثيين سقطوا بين قتيل وجريح إثر غارات لطيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية في محافظة تعز يوم أمس، في حين حققت المقاومة الشعبية والقوات الموالية للحكومة الشرعية انتصارات نوعية وانتزعت السيطرة على مواقع كان يتمركز فيها الحوثيون. وأوضحت المصادر أن مقاتلات التحالف استهدفت تجمعا للحوثيين في مديرية المخا التابعة لمحافظة تعز ما أدى إلى مقتل 3 مسلحين حوثيين وإصابة 17 آخرين. وأشارت المصادر إلى أن المقاومة الشعبية تمكنت من انتزاع السيطرة على مواقع الحوثيين في مدرسة 14 أكتوبر في منطقة ثعبات جنوب شرق، لافتة إلى إصابة 11 عنصرا من المقاومة الشعبية في المواجهات مع الحوثيين في "ثعبات". ولفتت المصادر إلى أن عناصر المقاومة في جبهة وادي الدحي تقدموا الى شارع القدس وطردوا الحوثيين من بعض المناطق التي كانوا يسيطرون عليها، موضحة أن مسلحي الحوثيين يتهاوون أمام المقاومة الشعبية ويخسرون يوميا عدة مواقع
&
التعليقات