لم توضح المعارضة السورية بعد موقفها من التغيرات الطارئة على المواقف الدولية تجاه بشار الأسد، لكن إيلاف علمت بوجود تحضيرات من المعارضتين السياسية والعسكرية لرفض المواقف الجديدة تجاه التدخل الروسي العسكري في سوريا والقبول بالأسد شريكا في المرحلة الإنتقالية.


بهية مارديني: وجه نصر الحريري عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري المعارض رسالة تطالب باصدار بيان واضح وصريح ازاء ما وصفها بـ"التطورات الخطيرة على الساحة السورية والإقليمية والدولية".

واعتبر أن هذه التطورات تجلت بشكل أساسي في نقطتين أولهما، بحسب الرسالة التي حصلت "إيلاف" على نسخة منها: "تصاعد الدعم العسكري الروسي وادخال روسيا لمقاتلين ومعدات عسكرية متطورة بدأت مع النظام السوري في استخدامها فعليا طبعا تحت مظلة محاربة الاٍرهاب وحماية مؤسسات الدولة، والنقطة الثانية تبدل وتحول حاد في موقف أميركا والعديد من الدول الغربية وغيرها من المجرم بشار الاسد يتجلى بقبول دور له في المرحلة الانتقالية".

وقال الحريري: "للأسف لم يصدر منا تجاه هذه التطورات موقف واضح ومررنا عليها مرور الكرام"، مقترحا إصدار بيان من الهيئة السياسية للائتلاف يؤكد على مطالب الثورة ورفض قبول اي شكل لوجود المجرم بشار الاسد في انتقال سوريا ومستقبلها واستنكار المواقف المتبدلة خاصة التي صدرت عن الدول التي يفترض انها صديقة للشعب السوري".

وطالب بـ"الحشد الفوري والعاجل للائتلاف ومكوناته وجميع الفصائل والشخصيات الوطنية والاعتبارية والتيارات السياسية ومنظمات المجتمع المدني للخروج بموقف واحد منسجم في موتمر صحفي يدعى اليه ما أمكن من وكالات الأنباء المحلية والعربية والدولية والتأكيد على انه لن يتم القبول ابدا وباي شكل من الأشكال وجود المجرم بشار الاسد في سوريا سواء في المرحلة الانتقالية او في مستقبل سوريا وان ما يتم الكلام عنه من اعادة تأهيل وتعويم لنظام الاجرام لن يكون غير ناجح في مكافحة الاٍرهاب فحسب بل سيكون لصالح كل التنظيمات الإرهابية في العالم اجمع".

ومن المتوقع، بحسب معلومات حصلت عليها "إيلاف" أن تصدر الفصائل العسكرية المعارضة بيانات تؤكد فيها مواقفها من بقاء الاسد ورفضها التام لأية عملية يكون له فيها أي مكان وستندد بأي محاولة لذلك وذلك بعد اجتماعات متلاحقة.

من جانبه طالب المعارض السوري لؤي حسين على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك "المعارضة السورية في الخارج بالإعتذار منه على كل حملات التخوين التي شنت ضده عندما قال في خريف عام 2011 أنه يتوجب إقامة تسوية مشتركة مع نظام الأسد."

وتوقع أن تهرع ذات المعارضة الى التسوية وان تلتحق بركب المواقف الدولية ووجه لها ذات سهام التخوين كما خونته، وربط مواقفها بالموقف الاميركي والاوربي الذي يقبل بالتفاوض مع الأسد فيما بعض المعارضة في الخارج خونته وربطته بالنظام في العام 2011.

وقال "رغم أن بعض معارضي الخارج سيبقى محتميا بالموقف التركي والسعودي خلال الفترة القصيرة القادمة إلا أن جميعهم سيتبنى لاحقا الموقف الأميركي والأوربي الذي يقبل بالتفاوض مع الأسد وببقائه في جزء من المرحلة الانتقالية".

وأضاف" حتى يبقى لهم شيء من الاحترام عليهم الاعتراف أنهم كانوا ملحقين بموقف الدول الداعمة وليس بموقف الشارع أو الثورة، ويتعهدون أن يصبحوا رجالا ويقولوا رأيهم من رأسهم، وأن يعتذروا للشعب السوري لأنهم ساهموا بقوة بكل ما جرى لسوريا والسوريين، إضافة للأسد، نتيجة رفضهم منذ أربع سنين قبول التسوية مع النظام".

وقال" حتى يمكنني احترامهم وقبولهم عليهم الاعتذار مني شخصيا عن كل حملات التخوين التي شنوها ضدي بسبب أني قلت منذ خريف ٢٠١١ أن علينا إقامة تسوية مشتركة مع الأسد".