في الثالث والعشرين من أيلول من عام ١٨٤٦، اكتشف عالم فضاء يقيم في برلين ويدعى يوهان غوتفريد غال وجود كوكب نبتون غير انه لم يحصل على اعتراف بكونه صاحب الفضل في هذا الاكتشاف... إليكم قصة اكتشاف نبتون كاملة.


ميسون أبو الحب: تعود القصة الى ذلك اليوم عندما تسلم مدير مرصد برلين الفضائي يوهان فرانز اينكه رسالة من عالم رياضيات فرنسي يدعى اوربان لو فيرييه الذي اجرى أبحاثا ودراسات ادت الى اقتناعه بوجود كوكب ثامن في منظومتنا الشمسية. ولكنه لم يستطع اقناع اي عالم فضاء بالبحث عن هذا الكوكب الغامض رغم الدراسة التي قدمها حول هذا الموضوع الى اكاديمية العلوم في باريس الامر الذي دعاه الى التوجه بطلبه الى اينكه.

لم يستطع اينكه تنفيذ طلب لو فيرييه بنفسه لاسباب عدة منها انه كان مشغولا بحفل استقبال مهم في ذلك اليوم رغم أن البعض يعتقد ايضا انه لم يكن يظن الامر حقيقيا تماما ولذا كلف به مساعده غال، بحسب موقع "ذا لوكال".

وغال كان يعمل مساعدا لاينكه منذ ١٨٣٥ ودرس في جامعة فريدريك فيلهلم في برلين بين ١٨٣٠ الى ١٨٣٣ ثم درس الرياضيات والفيزياء قبل افتتاح مرصد برلين في عام ١٨٣٥.

وما ان تسلم غال الامر من اينكه حتى بدأ العمل في الحال بمساعدة طالب جامعي اسمه هنريك لويس داريست.

اقل من ساعة

أعطى لوفيرييه ارشادات واضحة جدا عن المكان الذي يعتقد ان نبتون موجود فيه.

ولحسن الحظ ايضا كان العاملون في مرصد برلين قد رسموا خارطة واضحة للسماء في تلك المنطقة، حسب قول سوزان هوفمان وهي عالمة فضاء في مرصد ولهلم فورستر في برلين.

وكان غال يعرف السماء نقطة نقطة ولذا لم يستغرق البحث طويلا إذ بدأ بعد الحادية عشرة مساء بقليل ليتم تحديد موقع نبتون بعد منتصف الليل بقليل ايضا ولكن موقع الكوكب كان بدرجة واحدة اقل من الدرجة التي توقعها لو فيرييه.&&

لمن يعود الفضل

اثير هذا السؤال بعد الاعلان عن الاكتشاف.

لو فيرييه لم يكن الوحيد الذي توقع وجود نبتون بل سبقه عالم الفضاء جون آدمز من جامعة كامبردج فهو الاخر كان يعتقد بوجود كوكب نبتون وقدر ان يكون في المنطقة نفسها.

وكان الاثنان يعملان كل على حدة دون معرفة ما يفعله الاخر. وتبادل الاثنان الاتهامات لبعض الوقت ثم اقر آدمز بأن لو فيرييه هو صاحب الفضل في اكتشاف نبتون.

اما بالنسبة لغال، كان هو من استخدم المرصد وحدد موقع نبتون المضبوط غير ان حسابات لو فيرييه وتوقعاته هي التي سمحت بنجاح عملية الرصد.

من جانبه حصل مرصد برلين على سمعة رائعة بعد هذا الرصد. وقالت هوفمان "كانت برلين مركز الرصد الفضائي في ذلك الوقت وكان لديها افضل مرصد في اوربا وربما في العالم ايضا".