قالت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" إنها ستعلن، الاثنين، عن أهم كشف علمي بخصوص كوكب المريخ. وستعقد الوكالة مؤتمرًا صحافيًا يشارك فيه 5 من علمائها لشرح تفاصيل الاكتشاف الهام عن مياه الكوكب الأحمر.


أشرف أبوجلالة: ينتظر أن يتم الإعلان من قِبل وكالة ناسا الأميركية لبحوث الفضاء يوم الاثنين عن حل واحد من أكبر ألغاز كوكب المريخ بمشاركة مجموعة من الباحثين، من بينهم لوجيندرا أوجها، الذي يحمل الجنسية النيبالية، وسبق له أن اكتشف ظاهرة "التدفقات الموسمية الدافئة" وهو ما يزال طالباً في المرحلة الجامعية خلال عام 2011.&

ويشتهر كوكب المريخ الآن بوجود كثير من تلك التدفقات على هيئة خطوط داكنة، يسمونها Recurring slope lineae وهي خطوط متعرجة متكررة تتشكل وتختفي.

ومعظمها يتكون بالرياح، والانهيارات الثلجية أو نتيجة لتبخير الثلوج الجافة. وهي أكبر دليل حتى الآن على وجود الماء، الذي يؤشر على حقيقة وجود الحياة على متن الكوكب في الوقت الراهن أو في ماضيه السحيق قبل ملايين السنين.

ومن بين كل هذه التغييرات التي تحدث على سطح كوكب المريخ، تبدو تلك الخطوط الداكنة مختلفة، حيث أنها تتكون فقط على المنحدرات المواجهة للشمس حين ترتفع درجات الحرارة المحلية فوق درجة صفر سيليزية، ما يعني أن الثلج الجاف لا دخل له بالأمر.

كما أنها تدفقات موسمية، ولا ترتبط بأي شكل من الأشكال بالرياح أو عواصف الغبار، وهو ما يعني استبعاد آثار الرياح كذلك. لذا فان الاحتمالية الوحيدة المتبقية هي على ما يبدو المياه السائلة في أي صورة من الصور.

كما تم العثور على تلك الخطوط في المناطق الاستوائية شديدة الجفاف وعلى منحدرات وديان مارينر. وقد يعتقد البعض ببساطة الآن أن الخطوط الداكنة ( كما يتضح من الخرائط ) هي مياه، ما يجعل الرمل يبدو داكناً.

وتغلي المياه على سطح كوكب المريخ بمجرد أن تذوب، ما لم تكن مالحة للغاية، نظراً لكون الهواء رقيق للغاية.

هذا ويتبخر الماء العذب المثلج، في معظم أنحاء المريخ، بشكل مباشر داخل الغلاف الجوي كما يحدث مع الثلج الجاف على الأرض.

ويمكن للماء المالح أن يذوب عند درجات حرارة أكثر انخفاضاً، لكن تظل أي مياه مالحة في المناطق الاستوائية بالقرب من سطح الأرض على مقربة من نقطة غليانها وسوف تتبخر عما قريب من دون بعض الحماية من درجات الحرارة الدافئة على السطح، التي قد تصل في منتصف النهار إلى 20 درجة سيليزية في ضوء الشمس المباشر. ولهذا قد تتدفق المياه برفق تحت السطح، ربما مسافة واحد سم أو أقل من ذلك بقليل على الأكثر، وإن كان الأمر كذلك، يجب أن تكون الخيوط الداكنة من التأثيرات غير المباشرة لحركة الماء أسفل السطح مباشرةً.

ويبرز هنا اثنان من الأسرار الرئيسية حول تلك الخيوط :

- من أين تأتي المياه ؟

- هل يمكن تأكيد حقيقة أنها مياه ؟

وتم الرد على ذلك ببعض النظريات العلمية التي نلخص أهمها فيما يلي :

- المياه تأتي من الهواء عبر أملاح خاصة مثل بيركلورات الكالسيوم التي تمتص المياه من الجو.

- المياه تأتي من أعماق الأرض عن طريق التدفئة الحرارية الأرضية والنقل على مدى فترات طويلة من الزمن، ربما حتى من على بعد كيلو مترات أسفل سطح الأرض ببطء شديد.

- المياه تأتي من الرواسب الثلجية أعلى المنحدرات التي تواجدت هناك بطريقة ما في مرحلة مبكرة من تاريخ كوكب المريخ، حين كان غلافه الجوي أكثر سُمكاً وربما كان به مطر أو ثلج لملء هذه الشواغر، لكن تبقى عدة أشياء كثيرة غير مفهومة هنا.