يبدو أنّ عدد المهاجرين واللاجئين الذين يعتنقون المسيحية في ألمانيا يتزايد في حين يتهمهم البعض باستغلال الدين كوسيلة للحصول على اللجوء.

إعداد ميسون أبو الحب: قالت أبرشية في برلين إنها أجرت 600 عملية تعميد منذ 2008. وجذبت هذه الظاهرة اهتمام العديد من وسائل الإعلام فمئات المهاجرين القادمين بشكل رئيس من أفغانستان وإيران يتحولون إلى المسيحية بعد وصولهم إلى ألمانيا.&

وقال راعي كنيسة الثالوث المقدس في برلين غوتفريد مارتنز إنه عمّد نحو خمسين شخصا في شهر ايلول (سبتمبر) وحده ما يرفع عدد الاشخاص الذين تركوا الاسلام واعتنقوا المسيحية إلى 600 شخص منذ عام 2008، حسب ما نقلت صحيفة لوفيغارو الفرنسية.

ويستقبل الراعي مارتنز هؤلاء الاشخاص في ابرشيته ويشرح لهم تعاليم المسيحية لأنه يريد التعرف إليهم واحدا واحدا وكي يتأكد من ان اعتناقهم المسيحية يأتي عن قناعة كاملة،& حسب قوله في لقاء أجرته معه القناة الفرنسية الثانية. واضاف "لا امنح الجميع حق التعميد".

وفي هانوفر، قال راع آخر هو الاب أوبوسكي إنه عمّد الفي شخص منذ عام 2008 فيما اكدت ابرشية اخرى في برلين اعتناق 120 شخصًا المسيحية على مدى السنوات الثلاث الاخيرة.

الاغلبية من إيران

من بين هؤلاء أفغان وعدد من السوريين ولكن الأغلبية إيرانيون والسبب هو ان هناك تقاربا بين المذهب الشيعي والديانة المسيحية ما يسهل الامر بالنسبة لهم. وقالت فتاة اسمها أسماء وهي في السابعة عشرة من العمر "والدتي مسلمة وأنا قررت اعتناق المسيحية. عرفت هذا الدين بشكل اكبر خلال وجودي في اليونان ثم في ايطاليا" ثم أضافت "هذا افضل دين عرفته".

وقال لاجئ إيراني آخر "لاحظت امورا سيئة في ديني، أي الإسلام. هناك تنظيم داعش وفي بلدي هناك دكتاتورية دينية ولكنني عندما جئت إلى هذه الكنيسة رأيت ما هي النواحي الجيدة في الديانة المسيحية".

إعتناق المسيحية لغرض اللجوء

ويؤكد المهاجرون الذين اعتنقوا المسيحية أن دافعهم الاول هو الدين وليس الامل في الحصول على اللجوء. وعلى أية حال، ان يكون اللاجئ مسيحيا لا يعني حصوله على امتيازات وقبول طلبه للجوء.

ولكن المهم هنا هو أن التخلي عن الاسلام واعتناق المسيحية جريمة يعاقب عليها بالموت في بلدان مثل أفغانستان وإيران وبالتالي فمن غير المحتمل ان تقوم ألمانيا بإعادة مثل هؤلاء إلى بلدانهم. وفي الواقع طلب بعض معتنقي المسيحية الجدد عدم الكشف عن هوياتهم وعدم الاعلان عن تغييرهم دينهم خوفا من تعرضهم لعمليات انتقامية.

ولكن البعض يتهم هؤلاء المسيحيين الجدد بأخذ مكان المسيحيين الحقيقيين المضطهدين اساسا في بلدانهم الاصلية وباستخدام تغيير الدين وسيلة للبقاء في الاراضي الالمانية فقط.

وتشير صحيفة ديلي ميل إلى أنّ ظاهرة تغيير الدين تذكرنا بتغيير عدد من الايرلنديين الكاثوليك مذهبهم إلى البروتستانتية خلال المجاعة الكبرى في عام&1845 كي يتمكنوا من الحصول على حساء توزعه جمعيات خيرية بروتستانتية.

مخاوف من أسلمة أوروبا

هذا وقد استقبلت ألمانيا عددا قياسيا من المهاجرين في ايلول اغلبهم من سوريا واعربت بعض الدول الأوروبية عن مخاوفها من احتمال أسلمة مجتمعاتها وكما اوضح رئيس وزراء هنغاريا فكتور أوروبان الذي قال ان المهاجرين المسلمين يشكلون خطرا على هوية أوروبا المسيحية.

جاء تصريح أوربان في اوائل ايلول إذ قال: "اغلب هؤلاء ليسوا مسيحيين بل مسلمين. وهذه مسألة مهمة لان جذور أوروبا والهوية الأوروبية مسيحية في الاصل".

وأعربت سلوفاكيا هي الأخرى عن استعدادها لاستقبال لاجئين مسيحيين فقط من سوريا لتوفر إمكانية اندماجهم في المجتمع بكل شفافية، حسب قول المتحدث باسم وزارة الداخلية السلوفاكية.