تتوالى فصول المرشح الجمهوري دونالد ترامب، لا سيما لجهة خطابه ومواقفه المطرفة ضد الإسلام والمسلمين، وفي هذا الإطار، قام منظمو حملته الانتخابية بطرد مسلمة أميركية مُحجبة كونها آثرت الوقوف بصمت احتجاجًا على خطابه وأدبياته المستخدمة تجاه الإسلام والمسلمين.
&
إعداد عبد الإله مجيد: طُردت مسلمة اميركية من اجتماع انتخابي للمرشح الجمهوري دونالد ترامب، مساء الجمعة، حين وقفت في احتجاج صامت، فيما كان ترامب يلقي كلمة قائلًا ان اللاجئين السورييين "على الأرجح ينتمون الى تنظيم داعش".&
&
وكانت الاميركية المسلمة ترتدي حجابًا ابيض وقميصا طُبعت عليه بالانكليزية عبارة تقول "السلام عليكم، جئتكم بسلام"، فيما سارع حراس الاجتماع الأمنيون الى طردها من المكان، حيث انضم اليها محتجون آخرون رفعوا لافتات تطالب بوقف الاسلاموفوبيا، وسط هتافات الحاضرين من مؤيدي ترامب مرددين اسمه في محاولة لاسكات المحتجين. &
&
بغض وبشاعة
&
وقالت روز حامد، التي تعمل مضيفة في احدى شركات الطيران، لشبكة سي ان ان "إن البشاعة جاءت سريعة وهذا مخيف حقًا"، واضافت ان ما حدث "يبين كيف يتحول البعض الى بغيضين وبشعين حين يُجرد من انسانيته".&
&
ويأتي هذا بعد ان دعا ترامب الى منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة وفرض رقابة شديدة على المساجد، وقال انه إذا انتُخب رئيسًا سينظر في فكرة غلق المساجد أو بناء قاعدة بيانية عن المسلمين في الولايات المتحدة. &
&
واعلن ترامب، في الاجتماع الانتخابي الحاشد مساء الجمعة في ولاية ساوث كارولاينا، ان على الولايات المتحدة ألا تقبل لاجئين سوريين، وانتقد الرئيس اوباما قائلا انه لا يستخدم تعبير "الارهاب الاسلامي المتطرف".&
&
ورفض منظمو حملة ترامب التعليق على سبب طرد روز حامد من الاجتماع، رغم انها لم تقاطع الخطيب، بل قامت باحتجاج صامت وقوفًا، وبعد طرد حامد والمحتجين الآخرين، واصل ترامب كلمته قائلًا: "هناك كراهية لا تُصدق ضدنا، انها كراهيتهم وليست كراهيتنا نحن". &
&
امرأة طيبة
&
وأكدت حامد في حديثها لشبكة سي ان ان انها لم تخطط للهتاف أو تعكير جو الاجتماع، بل ارادت بكل بساطة ان تمنح انصار ترامب امكانية القاء لمحة على مسلم، واضافت: "غالبية انصار ترامب لم يروا مسلمًا في حياتهم، فقررت ان اعطيهم الفرصة للقاء مسلم".&
&
ورغم طرد حامد من مكان الاجتماع فانها تمكنت من التحدث مع انصار ترامب الذين كانوا جالسين حولها على المدرج وقال لها بعضهم انهم "آسفون" حين اقتادها حراس الاجتماع خارج المكان، فيما قالت امرأة من الحاضرين ان المسلمة التي طُردت "لم تكن مخيفة، بل بدت امرأة طيبة". &
&
واوضحت حامد ان الاميركيين عموما لا تتوفر لهم فرصة لرؤية مسلمين آخرين غير الذين يُعرضون على شاشات التلفزيون من ارهابيين ومسلحين اسلاميين.&
&
وبعد طرد حامد وما احدثه من فوضى ظلت متفائلة بطبيعة البشر، حتى اولئك الذين زعقوا مطالبين بإخراجها، محملة خطابية ترامب التحريضية ونفوذه الذي لا يتناسب مع حجمه الحقيقي، على حد تعبيرها. &

&