بررت الحكومة العراقية بعد ساعات من إعلان تحفظها على قرارات الجامعة العربية بإدانة ممارسات إيران العدوانية وهجومها المدبر على سفارة وقنصلية السعودية بالقول إنها سعت إلى تهدئة الأجواء المتوترة في الأزمة الحالية بين البلدين.. فيما حكمت محكمة الجنايات العراقية العليا بإعدام عضو قيادة قطر العراق في حزب البعث المنحل عبد الباقي السعدون وعدد من مساعديه شنقًا حتى الموت.


أسامة مهدي: قالت وزارة الخارجية العراقية إنه "انطلاقًا من مبادرة العراق في تهدئة الأجواء المتوترة التي سادت العلاقات الإيرانية السعودية بخصوص الأزمة الدبلوماسية الأخيرة بينهما، وبغية فسح المجال أمام جهود الحوار الكفيلة بحلها، وبعد تعهد بعض الدول العربية المضي بهذه الجهود بعيدًا عن التصعيد، إضافة إلى رغبة العراق في عدم الوقوف أمام الإجماع العربي، فإنه شاطر الدول العربية قرار إدانة الانتهاكات التي تعرّضت لها البعثات الدبلوماسية السعودية في طهران ومشهد من قبل بعض العناصر المغرضة".&
&
أضاف المتحدث الرسمي باسم السفارة أحمد جمال في بيان صحافي اليوم، واطلعت "إيلاف" على نصه، أن العراق أبدى تحفظاته واعتراضاته على بعض النقاط التي تضمنها البيان والقرار، والتي سُلمت تحريريًا أيضًا إلى الأمانة العامة للجامعة العربية" من دون الإشارة إلى هذه الاعتراضات، التي قالت مصادر في الجامعة إنها تتعلق بإدانة الحكومة الإيرانية وربط حزب الله اللبناني بالإرهاب.
&
وكان وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري قال إن وفد بلاده إلى الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب في القاهرة أمس رفض إدانة الجامعة العربية لإيران الدولة، وإنما دان الاعتداء على سفارة السعودية، مشيرًا إلى تحفظات عراقية على نقاط عدة في البيان الختامي للجامعة.
&
وقد أكدت الجامعة العربية في ختام الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية دولها دعمها للسعودية في مواجهة "الأعمال العدائية والاستفزازات الإيرانية".. وشددت على "التضامن الكامل مع السعودية في مواجهة الأعمال العدائية والاستفزازات الإيرانية ودعم جهودها في مكافحة الإرهاب ودورها في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة".
&
وسبق لمصادر عراقية وعربية أن شككت في إمكانية نجاح ما أُطلق عليها وساطة عراقية بين إيران والسعودية، وذلك بعد المواقف العراقية الرسمية المنحازة إلى طهران وهجومها السافر على الرياض، برغم أن قضية إعدام النمر مسألة داخلية لا يجوز التدخل فيها، كما شددت فصائل عراقية سياسية وشعبية على ذلك. واستغربت المصادر من اقتصار زيارة الجعفري على أحد طرفي الأزمة، وهي إيران، دون الثانية، وهي السعودية، التي لم يتواصل معها الوزير، ولم يبدِ أي نوايا حسنة تجاهها.&
&
وتساءلت قائلة "أي وساطة هذه التي يقوم بها الجعفري، وهو المنحاز إلى إيران بشكل سافر، بينما المعروف في الوساطات الدبلوماسية اتخاذ الوسيط موقفًا محايدًا حتى يمكنه التوصل إلى اتفاقات مبدئية لبناء الثقة بين طرفي النزاع، وتجنبه التدخل في أي من القضايا التي تمس الشأن الداخلي لأحدهما". وكان مجلس الأمن الدولي دان الأربعاء الماضي الاعتداء على سفارة السعودية في العاصمة الإيرانية طهران وعلى قنصليتها في مدينة مشهد الإيرانية.
&
الإعدام شنقًا لنائب الدوري في قيادة البعث العراقي
حكمت محكمة الجنايات العراقية العليا بإعدام عضو قيادة قطر العراق في حزب البعث المنحل عبد الباقي السعدون وعدد من مساعديه شنقًا حتى الموت.
وقال مصدر قضائي من داخل المحكمة إن "محكمة الجنايات العليا أصدرت اليوم، حكمًا بإعدام عضو قيادة قطر العراق في حزب البعث المنحل عبد الباقي عبد الكريم السعدون وعدد من مساعديه شنقًا حتى الموت".&
&
وأضاف المصدر، نقلًا عن وكالة "السومرية نيوز" العراقية، أن "السعدون أدين أمس بارتكاب جرائم حرب إبادة بحق أبناء الشعب العراقي إبان حقبة النظام البائد وقيادة فصائل مسلحة بعد سقوط النظام".. مشيرًا إلى أنه "يعد الرجل الثاني في حزب البعث المنحل بعد الأمين العام لحزب البعث العراقي عزت الدوري".
&
وتمكنت قوة أمنية في 26 حزيران (يونيو) الماضي من اعتقال عضو قيادة قطر العراق عبد الباقي السعدون وسط مدينة كركوك (225 كم شمال شرق بغداد)، فيما أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي بعدها أن عملية اعتقال السعدون تمت بجهد استخباري عراقي بحت.. لافتًا إلى الحصول على معلومات مهمة &ستؤدي إلى كسر الكثير من "الحلقات الإرهابية".
&
من جهتها، عرضت وزارة الدفاع العراقية في 28 من الشهر نفسه اعترافات السعدون، مؤكدة أن الأخير انتقل بين محافظات عدة، واستخدم أسماء متعددة لغرض التمويه.
&
وعبد الباقي عبد الكريم عبد الله عبد المنعم السعدون (ولد عام 1947) وكان مسؤولًا عن تنظيمات حزب البعث في الجنوب ومحافظة ديالى (65 كم شمال شرق بغداد) وعضوًا سابقًا في المجلس الوطني العراقي (البرلمان)، وأحد أبرز المطلوبين بعد غزو العراق في ربيع عام 2003، وكان تسلسله 40 في تلك القائمة التي ضمت 55 مسؤولًا سابقًا من رموز النظام السابق.
&
ينتمي المدان إلى عشيرة السعدون، وكان من أبرز القيادات البعثية بعد سقوط نظام صدام حسين، وكان يعتقد أنه قد غادر إلى سوريا عام 2005، ورصدت الحكومة العراقية مكافأة مالية مقدارها مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله. وكان يعتقد أنه يشرف بصورة مباشرة على عمليات مقاومة الأميركيين واستهداف القوات العراقية.&
&
وفي عام 2012 انشق السعدون عن جناح عزت إبراهيم نائب صدام في قيادة حزب البعث، وأعلن العمل بصورة فردية.. وفي عام 2014، ظهر له تسجيل صوتي أعلن فيه تنحية عزة الدوري عن منصب قيادة حزب البعث بسبب خلاف بينهما. وفي يوم 26 حزيران/يونيو عام 2015 نفذت قوة خاصة من جهاز المخابرات عملية أمنية في منطقة ساحة الاحتفالات في جنوب كركوك أسفرت عن اعتقاله وتقديمه إلى المحاكمة.
&
&