وسط شكوك بنجاح وساطة قال العراق إنه يقوم بها بين السعودية وإيران لنزع فتيل الأزمة بينهما بعد التصريحات المعادية للرياض التي أطلقها وزير خارجيته الجعفري واقتصار زيارته على أحد طرفي المشكلة دون الآخر، قالت الخارجية العراقية إن الوساطة تعتمد على مقدار صدق النوايا من قبل جميع الأطراف.

لندن: قالت وزارة الخارجية العراقية الخميس "ان جولة اللقاءات التي يقوم بها وزير الخارجية (ابراهيم الجعفري) في عدد من عواصم دول المنطقة تأتي في سياق مبادرة دبلوماسية عراقية تهدف إلى التقليل من حدة التوتر بين الحكومتين الإيرانية والسعودية للحيلولة دون وقوع المزيد من التصعيد الذي قد يهدد أمن واستقرار منطقة الخليج& وعموم دول المنطقة".

وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية أحمد جمال في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف" إن "نجاح المبادرة على مقدار صدق النوايا من قبل جميع الأطراف اضافة إلى ضرورة اتخاذها عدداً من الخطوات المعلنة لنزع فتيل هذه الأزمة والركون إلى منهج الحكمة والتعقل في علاجها".

وبعد زيارة قام بها إلى طهران امس وصل الجعفري إلى العاصمة العمانية مسقط اليوم حيث اجرى مباحثات مع نظيره العُماني يوسف بن علوي تناولت التطورات الاخيرة في المنطقة والأزمة بين إيران والسعودية اضافة إلى تطوير علاقات بلديهما وتعزيزها في مختلف المجالات. كما تبادل الوزيران وجهات النظر حول مختلف القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك والتطورات الأخيرة في المنطقة.

وفي وقت سابق اليوم وصل الجعفري إلى مسقط قادماً من إيران حيث اعلن هناك خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف عزمه على&زيارة دول عربية لم يسمها في مسعى من العراق لحلحلة الأزمة بين طهران والرياض على خلفية اعدام رجل الدين السعودي الشيخ نمر النمر.

شكوك بنجاح مبادرة الجعفري لانحيازه إلى إيران

وقد شككت مصادر عراقية وعربية في لندن بامكانية نجاح ما أُطلق عليها وساطة عراقية بين إيران والسعودية وذلك بعد المواقف العراقية الرسمية المنحازة إلى طهران وهجومها السافر على الرياض برغم ان قضية اعدام النمر مسألة داخلية لا يجوز التدخل فيها كما شددت فصائل عراقية سياسية وشعبية على ذلك.

واستغربت المصادر التي تحدثت معها "إيلاف" اقتصار زيارة الجعفري على أحد طرفي الأزمة وهو إيران دون الثاني وهو السعودية التي لم يتواصل معها الوزير ولم يبد اي نوايا حسنة تجاهها..

وتساءلت قائلة اي وساطة هذه التي يقوم بها الجعفري وهو المنحاز إلى إيران بشكل سافر بينما المعروف في الوساطات الدبلوماسية اتخاذ الوسيط موقفا محايدا حتى يمكنه التوصل إلى اتفاقات مبدئية لبناء الثقة بين طرفي النزاع وتجنبه التدخل في اي من القضايا التي تمس الشأن الداخلي لاحدهما.

وأضافت "يبدو أن رئيس الدبلوماسية العراقية لا يدرك هذه الحقائق فجاء إعلانه عن وساطته بمثابة الترويج لشخصه فحسب خاصة وان العديد من المسؤولين العراقيين الرسميين وبينهم الجعفري قد سارعوا إلى الانحياز طائفيا إلى إيران والتناغم مع موقفها من اعدام الشيخ الشيعي النمر متغافلين عن مئات الاعدامات التي تواصل طهران تنفيذها بمعارضيها من مختلف المذاهب والقوميات الإيرانية".

وأشارت المصادر إلى أنّ التصريحات التي اطلقها الجعفري خلال مؤتمره الصحافي مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف تتنافى والاصول والاعراف الدبلوماسية التي يجب اتباعها في الوساطات التي تقوم بها الدول.

وكان الجعفري أجرى مساء الثلاثاء سلسلة مباحثات هاتفيّة مع عدد من نظرائه العرب لبحث تطورات الأوضاع في المنطقة العربيّة والإقليميّة والسبل الكفيلة بتخفيف التوتر الحاصل فيها والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.

وشملت مباحثات الجعفري الأمين العام لجامعة الدول العربيّة نبيل العربيّ ووزير خارجيّة سلطنة عُمان يوسف بن علوي والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير خارجيّة الكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ووزير خارجيّة لبنان جبران باسيل ووزير خارجيّة مصر سامح شكري.

واكد الجعفري خلال هذه الاتصالات& ضرورة اعتماد الحوار وأن تأخذ الدبلوماسيّة دورها في تفويت الفرصة أمام مُحاوَلات نشر التفرقة والتمزق.. مشددا على ان العراق سيبذل جهوده ويستثمر علاقاته بدول المنطقة والعالم لتجاوز التحدي الراهن.&&

وكان مجلس الأمن الدولي دان أمس الاعتداء على سفارة السعودية في العاصمة الإيرانية طهران وعلى قنصليتها في مدينة مشهد الإيرانية.