أعلن في بغداد اليوم أن الطيران العراقي استطاع قصف اجتماع لقيادات في تنظيم "داعش" بأقصى الغرب وتمكن من قتل 11 من القياديين وإصابة 7 اخرين بينهم والي بغداد ومسؤول الانتحاريين.. فيما استذكرت فتاة ايزيدية ناجية من التنظيم أيام محنتها عندما وقعت أسيرة بيد تنظيم "داعش" عقب سيطرته على منطقة سنجار مؤكدة ان عناصره كانوا يوزعون الفتيات بينهم بالقرعة.

لندن: قالت وزارة الداخلية العراقية إن خلية الصقور الاستخباراتية في الوزارة قد صعدت من عملياتها النوعية ومتابعتها الدقيقة لتحركات عصابات داعش الارهابية وبعد استكمال المراقبة والعمل اﻻستخباري لتواجد مشكوك فيه لاجتماع قياديين خطرين من التنظيم في حي الجماهير بقضاء القائم في محافظة الانبار بالقرب من الحدود السورية وبعد التنسيق مع قيادة العمليات المشتركة والتحقق انطلقت الطائرات العراقية لتضرب مقر اﻻجتماع بصواريخ موجهة واوقعت بهم القتل.

وأضافت الوزارة في بيان صحافي الاربعاء اطلعت على نصه "إيلاف" ان العملية اسفرت عن قتل 11 من قادة "داعش" وجرح 7 اخرين.. موضحة ان من اهم القتلى:

1. ابو دعاء الراوي والي بغداد الجديد معتقل سابق في بوكا عراقي يسكن الاعظمية في بغداد تم تنصيبه قبل ايام قليلة بعد فشل سابقه.
2. ابوعبدالله القريشي عمل في بغداد وديإلى واحد المقربين من ابي بكر البغدادي زعيم التنظيم من سكنة سامراء سابقا.
3. ابوقتادة الجزراوي سعودي الجنسية مسؤول عن اﻻنتحاريين تم نقله حديثا لتعزيز قدرات التنظيم في اطراف بغداد.
4. عمار طالب العيساوي مسؤول البريد العام لوﻻية بغداد والفلوجة.
5.ابو داود الراوي ضابط امن سابق احد مسؤولي نقل اﻻرهابيين إلى بغداد.
6. ابو فاطمة مسؤول استخباري في التنظيم عمل سابقا في ما يسمى بوﻻية الجنوب.

وأكدت الداخلية العراقية اصابة ابي وليد العراقي قيادي المسؤول العام للنقل والتجهيز في الفلوجة باصابات خطيرة جدا.. وأشارت إلى أنّه "بهذه العملية النوعية الجديدة يكون ابناء خلية الصقور الاستخباراتية قد وجهوا ضربة قاصمة اربكت العدو المنهزم".

وعلى الصعيد نفسه فقد تم قتل مسؤول بارز في تنظيم "داعش" من قبل مسلحين مجهولين في مدينة الموصل. وقال مصدر امني ان مسلحين مجهولين قتلوا مسؤول ناحية القيارة المدعو (ايوب الافغاني) واربعة من حمايته يحملون الجنسية السورية. وأشارت إلى أنّ المسلحين لاذوا بالفرار إلى جهة مجهولة فيما وصلت جثث الافغاني ومرافقيه إلى الطب العدلي في الموصل.

ناجية من داعش: عناصر التنظيم كانوا يوزعوننا بينهم بالقرعة

من جانب آخر، تستذكر الفتاة الإيزيدية الناجية إيمان أيام محنتها المليئة بالمعاناة عندما وقعت أسيرة بيد تنظيم "داعش" عقب سيطرته على منطقة سنجار مؤكدة ان عناصره كانوا يوزعون الفتيات بينهم بالقرعة.

وقالت إيمان (13 عاماً) وتسكن مخيم شاريا في محافظة دهوك في اقليم كردستان الشمالي إنه "عندما احتل تنظيم داعش منطقة سنجار لم نتمكن من الهرب".. مشيرة إلى أنّ "مسلحي التنظيم قاموا بأسر كل أفراد أسرتنا الثمانية".

وأضافت أنّ "مسلحي التنظيم قاموا بأخذي مع فتيات أخريات إلى الموصل فيما بقي افراد عائلتي محجوزين لديهم في تلعفر".. مشيرة إلى "وضعها في سجن إنفرادي في الموصل لثلاثة أيام دون أكل وشرب، فضلا عن الضرب المستمر، وبعدها تم نقلي إلى قرية كوجو غرب الموصل".

وأوضحت انه "بين الحين والآخر كان مسلحو داعش يأتون إلى مكاننا ليأخذوا الفتاة التي تعجبهم عنوة".. لافتة إلى أنّه "كان يقوم بنقل الفتيات الإيزيديات من مكان لآخر لعرضها على مسلحيه". واكدت الناجية الايزيدية في مقابلة مع وكالة "السومرية نيوز" العراقية اليوم ان "المسلحين كانوا يكتبون اسماءنا في قصاصات الورق ويضعونها في وعاء لسحبها عبر طريقة القرعة خلال عمليات توزيع الفتيات بينهم".. موضحة ان "إحدى الفتيات الإيزيدية المحجوزات إنتحرت أمامنا لانها لم تتحمل ممارسات داعش اللاإنسانية".

وأشارت إلى أنّ "المسلح الذي سحب اسمي من القرعة كان بحاجة للمال فقام ببيعي في سوق الموصل لرجل آخر مقابل 1000 دولار"، مضيفة ان "الشخص الذي قام بشرائي، طمأنني بانه سيقوم بإعادتي إلى أسرتي". وبينت ان "الرجل الذي اشتراني قام بتسجيلي على اسمه لدى محكمة داعش في الموصل واشترط علي اعادتي إلى اسرتي مقابل إعتناقي للديانة الإسلامية".. لافتة إلى "انني قبلت ذلك دون إرادتي، حيث فرض علي حفظ القرآن والصلاة الإسلامية".

وتابعت انه "بعد تأكد الرجل من أنني حفظت القرآن أعادني إلى عائلتي في تلعفر"، مؤكدة ان "التنظيم أجبر جميع أفراد أسرتي على اعتناق الإسلام عنوة، وحوّلهم إلى عبيد لهم واستخدمهم في أعمال الزراعة ورعي الأغنام والمواشي".

وأضافت ايمان ان "أسرتها تمكنت من الهرب من قبضة داعش قبل أشهر".. واكدت أنه "من الصعوبة نسيان ما تعرضت له من مأساة". واختتمت بالقول "لا نعرف ما الذنب الذي إقترفناه ليمارس بحقنا هذه الإعتداءات الوحشية واللاإنسانية"، مناشدة العالم بوضع حد لمعاناتنا ومساعدة الإيزيديين في محنتهم وتحرير نساء الإيزيديات من قبضة التنظيم.

وتشير مصادر مطلعة إلى أن أكثر من ثلاثة آلاف إيزيدي وإيزيدية مختطفة مازالوا محتجزين لدى "داعش".. وتقول انه تم خلال العام الماضي تحرير 2331 شخصا بمساعدة من حكومة إقليم كردستان من قبضة التنظيم بينهم 316 رجالا و867 نساء و1148 طفلا.

يذكر ان مسلحي تنظيم "داعش" سيطروا مطلع شهر آب (أغسطس) عام 2014 على قضاء سنجار في محافظة نينوى الشمالية ما تسبب بحصول عملية نزوح كبيرة تقدر بنحو 400 ألف نازح إلى دهوك ومحاصرة عشرات الالاف الإيزيديين في جبل سنجار وممارسة عمليات قتل وخطف جماعي ضدهم من قبل التنظيم.