كشفت السلطات العراقية اليوم أن جميع المسلحين الذين هاجموا مركزًا تجاريًا في بغداد مساء الاثنين، ما ادى إلى مقتل واصابة حوالي 40 شخصًا، جميعهم عراقيون وينتمون إلى تنظيم "داعش".. فيما تأكد وفاة مسؤول الانتحاريين والاعدامات في التنظيم متأثرًا بجراحه التي اصيب بها نتيجة غارة جوية عراقية لمكان اجتماع لقياديي التنظيم.

لندن: قال المتحدث باسم السلطة عبد الستار بيرقدار إن محكمة التحقيق المركزية صدّقت اعترافات المسؤولين عن الأحداث التي شهدتها منطقة بغداد الجديدة شرقي بغداد مساء الاثنين الماضي، في اشارة إلى الهجوم الذي شنه مسلحون بمفخخات وانتحاريون ضد المركز التجاري "الجوهرة" في المنطقة.

واضاف بيرقدار في بيان اطلعت على نصه "إيلاف" الخميس، " إن "اثنين من المتهمين اعترفا تفصيلاً بضلوعهما في جريمة استهداف مول الجوهرة في منطقة بغداد الجديدة" في الضواحي الشرقية للعاصمة.. مشيراً إلى "تصديق أقوالهما قضائيًا امام محكمة التحقيق المركزية".

واوضح المتحدث القضائي أن "المتهم الأول اقرّ بأنه صاحب المضافة التي استقبلت الانتحاريين، فيما اعترف شريكه بمسؤوليته عن توصيلهم إلى مكان الحادث"".. لكنه لم يوضح عدد الاشخاص الذين القي القبض عليهم والتحقيق معهم في وقت كان مسؤولون امنيون اشاروا لدى وقوع الحادث إلى أنّ المشاركين في الهجوم يقارب عددهم العشرين ولا يعرف فيما اذا كانوا قتلوا في العملية حيث لم تقدم السلطات العراقية لحد الان معلومات تفصيلية عنها.

واكد المتحدث الرسمي بأسم السلطة القضائية بيرقدار أن "الاعترافات أفادت بأن جميع الانتحاريين عراقيون وينتمون إلى تنظيم داعش الإرهابي".

وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اعلن امس عن تمكن الجهد الاستخباري من القاء القبض على منفذي تفجير بغداد الجديدة، وقال خلال لقائه مجموعة من قضاة البصرة "إن هذا الجهد يمثل رسالة واضحة بأن الجهد الاستخباري فعّال للقضاء على الجريمة وهناك تطور كبير في عمله ونحن فخورون باجهزتنا الامنية، حيث قامت هذه الاجهزة باعتقال هؤلاء في غضون 48 ساعة".

&كما قال المتحدث باسم القيادة العميد سعد معن انه تم القبض على الشبكة الإرهابية المسؤولة عن تجهيز ونقل الانتحاريين والسيارة المفخخة التي استهدفت المركز التجاري. واوضح ان مفارز استخبارات بغداد ضبطت احزمة ناسفة ومواد متفجرة في الدار نفسها التي تم تجهيز الانتحاريين فيها، كما تم ضبط كاميرات التقطت افلام فيديو للعجلة والانتحاريين في نفس المضافة قبل انطلاقهم للعملية فضلاً عن عدة فيديوهات أثناء دخول العجلة المفخخة مع الانتحاريين لمنطقة الحادث.

وقد اضطرت القيادة العراقية بالدفع بفوج من الدروع التابع لوزارة الدخلية على مقربة من المركز التجاري الذي احتجز فيه المسلحون رهائن.. كما انتشرت عناصر القوات الامنية في الازقة والمناطق القريبة من موقع الحادث، كما نشرت عدداً من القناصين فوق الابنية القريبة من المركز التجاري.

وقبل احتجاز الرهائن، فجر المسلحون مفخختين، مما اسفر عن مقتل واصابة 39 مدنيًا ثم احتجزوا الرهائن داخل المول& تحت تهديد السلاح لكن القوات الامنية تمكنت من السيطرة على الموقف بعد ان قام ثلاثة انتحاريين بتفجير انفسهم في المول وأحد المحال التجارية بجانبه.&
&
وفاة مسؤول الانتحاريين والاعدامات بداعش بعد اصابته بضربة جوية

وتواصلاً مع العمليات العسكرية ضد "داعش" في العراق، فقد اعلنت خلية الصقور الاستخبارية عن وفاة مسؤول ملف الانتحاريين بتنظيم "داعش" محمد عبد مناف الراوي في مستشفى الشفاء في البوكمال اثر اصابته بضربة جوية للخلية.

وأكدت الخلية في بيان اليوم أن الراوي هو المسؤول عن ملف اﻻنتحاريين في بغداد عندما كان ابو مصعب الزرقاوي يتولى زعامة تنظيم "القاعدة" كما انه مسؤول اﻻعدامات في راوة وهيت ضد المواطنين وبعض افراد اﻻجهزة اﻻمنية كما يشغل منصب مسؤول اﻻمنيين في قضاءي راوة وعنه بمحافظة الانبار الغربية، وهو المشرف على ارسال الكثير من العجلات المفخخة إلى بغداد والرمادي.

واوضحت الخلية ان"الراوي هلك يوم امس الاربعاء وتم نقله إلى راوة بعد اصرار اهله وتم دفنه في منطقة الجريشية".. واشارت إلى أنّ "هذا الارهابي من المطلوبين على لائحة الارهاب الدولية ومطلوب ايضا للقوات الامنية العراقية".

ومن جهتها، اعلنت قيادة عمليات بغداد مقتل 22 عنصرًا من تنظيم "داعش" جنوب الفلوجة وغرب بغداد.

وقالت في بيان الخميس "ان القوات الامنية في عمليات بغداد والفرق المرتبطة بها واصلت تقدمها لتحرير مناطق جنوبي الفلوجة وبإشراف مباشر من قبل قائد عمليات بغداد، حيث تمكنت من قتل 14 إرهابيًا وتدمير 10عبوات ناسفة وشفل ووكر للإرهابيين وقتل من فيهما. واشارت إلى أنّ قطعات عمليات بغداد في منطقتي الكرمة وناظم التقسيم غرب بغداد تمكنت من قتل 8 إرهابيين وتدمير عجلتين للتنظيم وقتل من فيهما.

يذكر أن تنظيم "داعش" يسيطر على مناطق شاسعة شمال وغرب بغداد منذ حزيران (يونيو) عام 2014 الا ان قوات الامن العراقية انزلت بالتنظيم خسائر جسيمة منذ ذلك الوقت. ولا يزال التنظيم يسيطر على مناطق واسعة غرب العراق كما يشن هجمات متكررة في بغداد وغيرها من المناطق.