قسم المتابعة الإعلامية
بي بي سي
ناقشت الصحف العربية فرص نجاح محادثات السلام بشأن الأزمة السورية المنعقدة في مدينة جنيف السويسرية.
واتهمت صحف سورية كل من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية بـ"الكذب وتأجيج الأوضاع".
"الجزرة الأميركية"
وقالت الكاتبة عزة شتيوي في جريدة الثورة السورية: "من لم يستطع قطع الطريق إلى جنيف الثالثة قطعته تلك الساعة السياسية ومضت في دوي دقاتها تسخر من رهان ركل الوقت إلى أجل إرهابي مسمى وفد الرياض ذاك الذي تطغى ملامح داعش والنصرة في وجهه على أي تقاسيم سياسية أخرى."
وأضافت الكاتبة أن مؤتمر جنيف الثالث مختلف هذه المرة عن سابقيه ليس لأنه أفق سياسي جديد لسوريا بل لأن "الجزرة الأمريكية لم تعد تغري فحرنت القافلة القادمة من السعودية رغم كل الترغيب الأمريكي بالفرص التاريخية".
وكتبت شتيوي: "طالما أن واشنطن قررت الكذب على نفسها منعاً من الخطأ السياسي بالمقاطعة للمؤتمر الدولي يوم فشلت في الميدان السوري فكان فرض الحلول السياسية مخرجاً لكنها عصيت به بإفلاس الأوراق وتعثرت في إنتاج دمى المعارضة التي لم يتبق من قوالبها سوى تلك الداعشية أو في أحسن الأحوال هجين بين النصرة وباقي التنظيمات المدرجة على قوائم الأمم المتحدة الإرهابية."
وتساءل أحمد حمادة في الجريدة ذاتها: "هل الولايات المتحدة وحلفاؤها جادون بالتوصل إلى حل سياسي في سوريا؟ وهل سيدعمون هذا الحل المفترض على أرض الواقع أم أنهم سيصرحون بشيء ويفعلون عكسه على أرض الواقع؟"
وقال الكاتب إن "كل المؤشرات تؤكد أن واشنطن وأدواتها وحلفاءها لا يريدون للأزمة في سوريا أن تسير في طريق الحل السياسي، بل يرغبون بتأجيج الأوضاع وإطلاق الفصول الأخيرة من الفوضى الهدامة التي ابتدعوها من قبل خدمة للكيان الإسرائيلي وأمن مستوطنيه".
وعلى نفس المنوال، كتب عماد سالم في جريدة البعث السورية يقول إن ما جرى خلال الأيام الماضية على مستوى الخلافات حول تحديد وفود المعارضة التي ستشارك في المؤتمر و"ضبابية المشهد فيما يتعلق بقائمة التنظيمات التكفيرية، لا يُوحي بالأمل في إحراز تقدّم يخفف من آلام السوريين ويخرجهم من حرب فُرضت عليهم".
ويرى سالم أن "جهات إقليمية ودولية لا تريد جلوس السوريين إلى طاولة واحدة لتقرير مصير بلدهم، خاصة أن ما يجري في الميدان لا يسير وفق ما يشتهي محور المشاركين في الحرب على سوريا، والذين يستمرون في الرهان على الوقت ويحلمون بأن تستطيع مرتزقتهم تغيير شيء في المعادلة على الأرض ترضي طموحاتهم العدوانية متبعين بذلك سياسة حافة الهاوية".
"اعتراف بالفشل"
أما عبدالمنعم مصطفى فقد كتب في جريدة المدينة السعودية يقول إن "مجرد فكرة أن هناك جنيف واحد، وجنيف اثنين، وجنيف ثلاثة، لا تعني بالضرورة أن مسار المفاوضات يحرز تقدمًا من أيّ نوع، فتعدّد المحاولات قد يعكس مجرد رغبة المجتمع الدولي في إغلاق ملف بات بين الأكثر إزعاجًا على المستوى الإنساني بصفة خاصة، فيما يجتاح الصقيع سوريا وما حولها، بل إن الوصول إلى محطة جنيف ثلاثة قد يعني اعترافًا بالفشل في المحطات السابقة، ومع ذلك فإن ثمة تحوّلات جرت في المسافة بين جنيف الثانية قبل عامين وبين جنيف الثالثة يمكن أن تسهم في تحريك المفاوضات باتّجاه حلٍّ ما".
ويضيف مصطفى: "معركة سوريا قد تُقرّر مصير العالم، ولهذا فإن ما يجري هناك على الأرض، وما سيجري في جنيف خلف الأبواب المغلقة، هو مجرد فصول في قصة لم تنتهِ بعد. نهاية القصة في سوريا رهن بمستويات الإنهاك لدى أطرافها (المحليين - الإقليميين - الدوليين)، وأغلبهم لم يصل بعد إلى طور الإنهاك الذي يحمله على القبول بالمتاح أو الرضا بما لم يكن يرضى به."
"مسؤولية تاريخية"
ودعا سمير حباشنة في صحيفة الرأي الأردنية المشاركين في هذا المؤتمر إلى تحمل "مسؤولية تاريخية تجاه وحدة سوريا أرضاً و شعباً، ذلك أن نجاح جنيف ثلاثة يعني وقف حرب عبثية طويلة كارثية قتلت وهجّرت ودمّرت بلداً كان يعوّل عليه الكثير".
وأضاف الكاتب أن نجاح هذا المؤتمر يعنى التوصل "لوضع توافقي ونظام سياسي فيه متسع للجميع، نظام يقوم على أسس ديمقراطية تحفظ للسوريين بكل مكوناتهم وتوجّهاتهم حقوقهم على أساس إعلاء مفهوم المواطنة وإلغاء التمييز بين السوريين".
&
التعليقات