لهيلاري كلنتون التي تسعى للفوز بترشيح حزبها الديمقراطي لسباق الرئاسة الاميركية، مستشارون في شؤون الشرق الاوسط اكثر من منافسها الرئيسي بين الديمقراطيين بيرني ساندرز، ويبدو أن مكمن قوة حملة كلينتون هو هذا العدد الضخم من المستشارين أصحاب الخبرة في العلاقات الدولية.


ميسون أبو الحب: يبدو أن هيلاري كلنتون نجحت في كسب مساعدين ومستشارين ومقربين، وتجميعهم حولها كي يقدموا لها المشورة في مجال السياسة الخارجية، ناهيك عن مجموعة مسؤولين سابقين يقترحون عليها وجهات نظرهم.

أما منافسها ساندرز، فقد أبدى على مدى حملته الانتخابية قلة اهتمام بشؤون العالم بشكل عام وليس لديه حتى الان أي فريق متخصص في شؤون السياسة الخارجية ولا مستشارين.

ثلاثة مستويات

ووفقا للعاملين في حملة كلنتون الانتخابية، هناك 3 مستويات من المستشارين المتخصصين في شؤون السياسة الخارجية.

المستوى الاول يتكون من أعضاء سابقين في الإدارة الديمقراطية وهم مسؤولون عما تسميه الحملة "الصورة الكبرى" لقضايا السياسة الخارجية. وانشط من فيها مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية السابقة، وليون بانيتا وزير الدفاع الاسبق والمدير السابق لوكالة المخابرات المركزية وتوم دونيلون مستشار الامن القومي.

ويضم المستوى الثاني مسؤولين سابقين ايضا ولكنهم كانوا يشغلون مناصب ادنى في الادارة ومنهم نيكولاس برنز وكان مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية في إدارة الرئيس بوش الابن وقد فاوض حزم مساعدات الجيش الاميركي لإسرائيل، ثم مساعدة وزير الدفاع السابق ميشيل فلاورنوي ونائب وزير الخارجية السابق جيمس شتينبرغ.&

أما المستوى الثالث فيقدم مشورة يومية في شؤون السياسة الخارجية ويضم مسؤولين سابقين كانوا يعملون في مجال السياسة في الإدارة الاميركية ومنهم ديريك تشوليت من البنتاغون وبريم كومار من مجلس الامن القومي وتمارا ويتس من وزارة الخارجية.

اما المسؤول عن تنسيق كل هذه الجهود فهو جيك سولفان كبير مستشاري حملة كلنتون على الصعيد السياسي وقد عمل سابقا مع كلنتون في وزارة الخارجية قبل ان يصبح مستشار الامن القومي لنائب الرئيس جو بايدن.

تشكيك

قالت لورا روزنبرغر التي انضمت الى حملة كلنتون بعد 11 عاما في وزارة الخارجية ومجلس الامن القومي "افضل السياسات هي التي تأتي نتاجا لنقاش حقيقي واصغاء لوجهات نظر مختلفة".

وتقوم روزنبرغر بتنسيق جهود السياسة الخارجية العامة للحملة ويشمل ذلك لشؤون اسرائيل والشرق الاوسط واضافت "من مصلحة كلنتون ان يكون لديها مستشارون بهذه المستويات".

وأضافت كلنتون إلى فريقها مؤخرا سارا بارد المكلفة بالعمل مع المجموعة اليهودية وستكون ضابط اتصال مع المانحين والناخبين اليهود علما أنه سبق لبارد ان عملت ضمن حملة بيل كلنتون وباراك اوباما.
&
ولكن وجود عدد كبير من المستشارين قد يتحول الى مسؤولية أحيانا إذ قام عدد من المنتقدين من مؤيدي اليمين ومؤيدي اسرائيل بالاعتماد على مشورات عرضت على كلنتون على مدى سنوات لطرح تساؤلات بشأن مدى امكانية الثقة بكلنتون عندما يتعلق الامر بإسرائيل او بوجهة نظرها عندما تتلقى مثل هذه النصائح من هؤلاء الاشخاص.

الرسائل الالكترونية

وجه هؤلاء انتقاداتهم بعد تفحص الآلاف من رسائل كلنتون الالكترونية وتعود لفترة شغلها منصب وزير الخارجية، وهي رسائل نشرتها وزارة الخارجية مؤخرا.

وركز هؤلاء مثلا على نصيحة تلقتها كلنتون من توماس بيكيرنغ وهو مسؤول سابق في الخدمات الخارجية وسفير سابق في الامم المتحدة وفي اسرائيل، وكان في منصب حكومي عندما وجه لها رسالة الكترونية في عام 2011 وعرض عليها الاقتراح التالي: دعم تنظيم مظاهرات فلسطينية سلمية في الضفة الغربية لا يشارك فيها غير النساء وبعدها تنظيم مظاهرات مشابهة تشارك فيها نساء اسرائيليات فقط وذلك بهدف دفع قادة اسرائيل إلى تحقيق تقدم في عملية السلام، حسب قول بيكرنغ في رسالته الالكترونية.

ونصح بيكرنغ كلنتون بأن يكون دور اميركا هو تشجيع هذه الاحتجاجات دون ان تكون وراءها على الاطلاق ثم اقترح الحصول على مساعدة جماعات ليبرالية في اسرائيل والضفة.

ورغم ان كلنتون طلبت طبع ايميل بيكرنغ غير انه لا يوجد دليل في الايميلات التي نشرتها وزارة الخارجية على أنها ردت عليه او ناقشت مقترحه مع آخرين.

ونقلت صحيفة فوروورد عن بيكرنغ قوله في مقابلة اجرتها معه إنه لطالما اعتقد بانه يمكن لمظاهرات سلمية أن تؤثر ايجابيا على مفاوضات السلام وانها ستكون في صالح جميع الاطراف على المدى البعيد.

وفي ايميل اخر، اقترحت آن ماري سلوتر مديرة التخطيط السياسي في وزارة الخارجية تنظيم حملة لكسب مانحين من اصحاب المليارات لدعم الفلسطينيين. ولم ترد سلوتر على طلب الصحيفة التعليق على ايميلها.

ويُلاحظ عند تفحص رسائل كلنتون الالكترونية بروز اسم آخر وهو سدني بلومنتال الذي يعمل صحفيا وكان مستشارا سابقا لزوجها.

وجه بلومنتال عشرات الايميلات الى كلنتون تحدث فيها عن قضايا عديدة منها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كما ارسل لها مقالات كتبها ابنه الصحفي ماكس بلومنتال المعروف بتوجيهه انتقادات حادة لاسرائيل.

مبالغات

قال مسؤولون عن حملة كلنتون إنه تم ايلاء هذه الرسائل الالكترونية أهمية زائدة عن الحد وإن ما ورد فيها لم يكن كثير الاهمية بالنسبة للوزيرة السابقة.

المسؤولون اضافوا ان كلنتون امضت 4 سنوات في وزارة الخارجية ولديها عقود من الخبرة في مجال السياسة الداخلية وهي تشارك في السباق الى البيت الابيض حاملة معها معلوماتها الكثيرة عن الشؤون الدولية وعن قضايا الشرق الاوسط واسرائيل.

وقال آرون ديفيد ميلر وهو مستشار سابق لشؤون الشرق الاوسط في وزارة الخارجية لم يعلن دعمه اي مرشح حتى الان: "لا اؤمن بأن في امكان اي مستشار ان يقنع رئيسا بفعل شئ لا يريد فعله".&

واضاف بالقول إن كلنتون "محاطة بعدد كبير من الاشخاص الذي يعتقدون ان في امكانهم دفعها لانتقاد اسرائيل، ولكنها ليست في هذه المرحلة وهي ليست كذلك".

ولكن هناك شخصا واحدا على الاقل ضمن فريق كلنتون الخاص بشؤون الشرق الاوسط رغم أنه ليس ضمن الحملة رسميا ولم يظهر اسمه في الايميلات وهو حاييم سابان ملياردير هوليوود الذي يعرف نفسه بالشكل التالي "أنا رجل قضية واحدة وقضيتي هي اسرائيل".

وكان سابان من كبار المانحين لحملات كلنتون وزوجها السياسية وقد أعطاهم اكثر من 30 مليون على مدى الاعوام الماضية. يذكر ايضا عن سابان أنه عارض& الاتفاق النووي مع ايران بشدة.