مع تصاعد الحديث عن احتمال إلغاء الإدارة الأميركية المقبلة الاتفاق النووي مع إيران، أكد الأمير تركي الفيصل أنه على الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب ألّا يلغي الاتفاق، وتزامناً حذرت إيران من مغبة إلغاء الاتفاق وقالت إن لديها خيارات أخرى.
وفي كلمة ألقاها في مركز أبحاث في واشنطن، يوم الجمعة، قال الأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق والسفير السابق في واشنطن ولندن إن على ترامب أن يعاتب إيران على "أنشطتها التي تنطوي على قدر كبير من المغامرة وزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط".
ونقل تقرير لـ (رويترز) عن تركي الفيصل قوله: "لا أعتقد أنه يجب عليه أن يلغيه. لقد جرى العمل على الاتفاق النووي لسنوات عديدة، والإجماع العام في العالم، وليس في الولايات المتحدة فقط، هو أنه حقق هدفا، وهو الفجوة لمدة 15 عاما في البرنامج الذي شرعت فيه إيران لتطوير أسلحة نووية".
انزعاج خليجي
وكانت الدول الخليجية تابعت بانزعاج توصّل الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني العام الماضي، وحذرت من أن ذلك قد يشجع إيران في مسعاها للهيمنة الإقليمية من خلال وسائل من بينها جماعات تعمل بالوكالة عنها لإذكاء صراعات إقليمية.
وأضاف رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق: "إلغاء ذلك شئنا أم أبينا.. ستكون له تداعيات، ولا أعرف ما إذا كان من الممكن وضع شيء مكان الاتفاق لضمان أن إيران لن تسير في هذا الطريق، إذا ألغي الاتفاق".
نقطة انطلاق
وقال الأمير تركي إنه كان يود أن يصبح الاتفاق "نقطة انطلاق" نحو برنامج أكثر استدامة "لمنع الانتشار النووي من خلال إقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط".
ولا يشغل الأمير تركي في الوقت الحالي أي منصب رسمي في القيادة السعودية، وأكد أنه يتحدث بصفة شخصية، ووصفت مصادر مطلعة آراءه، بأنها كثيرا ما تعكس آراء كبار أمراء المملكة، وأنها مؤثرة في دوائر السياسية الخارجية للرياض.
وقال الأمير تركي أيضا إن على ترامب أن يعاتب إيران على "أنشطتها التي تنطوي على قدر كبير من المغامرة وزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط".
وكان ترامب، الذي فاز في الانتخابات الرئاسية يوم الأربعاء، قال إنه "سيلغي الاتفاق النووي مع إيران الذي جرى التوصل إليه العام الماضي، بيد أنه أدلى ببيانات أخرى متناقضة بشأن الاتفاق.
تحذير إيراني
وأمام رسائل صدرت من واشنطن عن احتمال سحب التزام الإدارة الأميركية الجديدة بشأن الاتفاق النووي، حذّر وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف من مغبة عدم الالتزام بالاتفاق النووي، مشددا ان لدى طهران خيارات عديدة اذا لم يلتزم الآخرون بالاتفاق النووي.
ووصف ظريف، في تصريح صحافي ادلى به في جمهورية التشيك يوم الجمعة، الاتفاق النووي بالمتزن والمتعدد الاطراف والذي حاز على تأييد مجلس الامن الدولي، داعيا الجميع الى الالتزام به.
واوضح وزير الخارجية الإيراني أنه "ليس كما يتصور اننا لا نمتلك خيارات في حال عدم التزام الآخرين به، فنحن لدينا خيارات عديدة. ونوه الى ان ايران التزمت بجميع بنود الاتفاق رغم ان الحكومة الاميركية الحالية لم تلتزم بجانب من تعهداتها".
وختم ظريف مؤكدا اعتقاده بأن تنفيذ الاتفاق النووي يصب في مصلحة الجميع "لذلك نفضل ان يلتزم الجميع به ونحن مستمرون في العمل بتعهدنا".
التعليقات