القدس: نقلت وسائل اعلام اسرائيلية الاربعاء عن وزير الدفاع افيغدور ليبرمان قوله ان فريق الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب طلب من اليمين الاسرائيلي ضبط النفس في التعبير عن ابتهاجه بفوز الملياردير الجمهوري بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.

ومنذ الفوز المفاجئ لترامب بمفاتيح البيت الابيض واليمين الاسرائيلي في حالة نشوة بسبب الوعود التي اطلقها المرشح الجمهوري خلال حملته الانتخابية لجهة دعم اسرائيل والاعتراف بالقدس عاصمة لها ونقل السفارة الاميركية اليها، وهي وعود رأى فيها اليمين فرصة لتسريع الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين وصولا حتى الى القضاء على فكرة قيام دولة فلسطينية مستقلة.

وبحسب وسائل اعلام اسرائيلية فقد اكد ليبرمان امام مراسلين دبلوماسيين ان مساعدي الرئيس الاميركي المنتخب دعوا الاسرائيليين الى ضبط النفس في التعبير عن نشوتهم بانتخاب ترامب.

وقال ليبرمان بحسب ما نقلت عنه صحيفة جيروزاليم بوست ان "اسرائيل تلقت رسائل من فريق ترامب مفادها ان عليها الحد من حماسة ما بعد الانتخابات وإبداء قدر اكبر من التواضع".

بدورها نقلت صحيفة هآرتز عن ليبرمان قوله "آمل ان نتمتع بالقدر الكافي من الاحساس بالمسؤولية كي نوقف التعبير عن الابتهاج والحماس العام"، مؤكدا ان رد فعل اليمين الاسرائيلي على فوز ترامب "هو من دون شك مؤذ".

واكد فحوى هذه التصريحات مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى طلب عدم نشر اسمه.

وبحسب كبريات وسائل الاعلام الاسرائيلية فان ليبرمان دعا الى التوصل لاتفاق بين اسرائيل وادارة ترامب يقضي بتجميد الاستيطان في المستوطنات المعزولة في الضفة المحتلة مقابل تسريع وتيرة الاستيطان في بقية المستوطنات الكبيرة في الاراضي الفلسطينية المحتلة.

وقال ليبرمان بحسب الاذاعة العسكرية الاسرائيلية "اذا وافقت الادارة الجديدة على هذا (الاتفاق) فعلينا ان نتشبث به بكلتا يدينا"، مضيفا ان هذا الاتفاق "قد لا يكون شعبيا من الناحية الانتخابية ولكن هذا ما يتعين علينا فعله".

وتأتي هذه التصريحات بعيد اقرار الكنيست الاسرائيلي في قراءة اولى الاربعاء مشروع قانون مثير للجدل لتشريع المستوطنات العشوائية التي بنيت على املاك فلسطينية خاصة في الضفة الغربية المحتلة.

وصوّت 58 عضوا لصالح مشروع القانون، بينهم رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، في حين عارضه 50، وهو يتعلق بما بين الفين الى ثلاثة الاف وحدة سكنية في مستوطنات عشوائية في الضفة الغربية.

ولا بد من التصويت في ثلاث قراءات ليصبح قانونا.

وياتي التصويت في اطار تسوية في اللحظة الاخيرة توصل اليها نتانياهو ووزير ماليته موشيه كحلون، زعيم حزب كلنا اليميني الوسطي الذي صوت لصالح المشروع بعد ان كان اعلن في السابق انه يرفض ذلك.

ورأى المعلقون ان التصويت يمثل "انتصارا" لزعيم حزب البيت اليهودي اليميني المتطرف، وزير التعليم نفتالي بينيت المؤيد للاستيطان في مواجهة نتانياهو الذي خرج من المواجهة بينهما بموقف "الضعيف".

ويعد تصويت الاربعاء اختبارا للائتلاف الحكومي الذي يواجه تحديا هو الاكثر اهمية منذ تشكيله في ايار/مايو 2015.

ويعد وجود نحو 600 الف مستوطن في الاراضي الفلسطينية المحتلة عقبة كبيرة امام تسوية النزاع الفلسطيني الاسرائيلي.

ويعتبر المجتمع الدولي كافة المستوطنات غير قانونية، سواء بنيت بموافقة الحكومة ام لا، كما انه يعتبر الاستيطان عقبة كبيرة امام عملية السلام.