أعطى فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الاميركية دفعة للأحزاب الشعبوية اليمينية في اوروبا.
بروكسل: أعلنت مارين لوبان زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف ومرشحة الحزب للانتخابات الرئاسية الفرنسية عام 2017 ان فوز ترامب كان هبة من السماء. وبعد التحذير مما تسميه خطر الاسلام على مستقبل فرنسا انتقلت الى الاتحاد الاوروبي قائلة "نحن نريد تدميره".
وفي بريطانيا قال نايجل فاراج، زعيم حزب الاستقلال البريطاني المعادي للهجرة والاتحاد الاوروبي، "إن حياتنا تغيرت". وفي النمسا تباهى القيادي في حزب الحرية اليميني هاينتس كريستيان شتراخة باتصاله بمستشاري ترامب. وفي المانيا تعتزم فراوكة بيتري زعيمة حزب "البديل من اجل المانيا" اليميني الشعبوي اعلان ترشيحها للانتخابات البرلمانية العام المقبل، الذي من المتوقع ان يشهد فوز الحزب بمقاعد في الرايخشتاغ لأول مرة. وفي هولندا تشير الاستطلاعات الى تقدم زعيم حزب الحرية اليميني المعادي للمسلمين غيرت فيلدرز.
ترى هذه الأحزاب ومثيلاتها في اوروبا ان تصويت البريطانيين مع الخروج من الاتحاد الاوروبي وتصويت الاميركيين مع ترامب في البيت الأبيض محطتان فقط على الطريق الى احداث انقلاب سياسي عالمي. وبحسب فاراج فان "الثورة" في بدايتها "وهناك العديد من الصدمات القادمة". وغرد فلوريان فيليبوت نائب لوبان على تويتر صبيحة اعلان فوز ترامب قائلا "عالمهم ينهار وعالمنا يُبنى".
سيناريو الرعب
وفي تغريدة مضادة، قال مارتن زيلماير، مدير مكتب رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر، إن "سيناريو الرعب" سيكون انعقاد قمة مجموعة البلدان الصناعية السبعة في عام 2017 بحضور ترامب ولوبان ووزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، الذي قاد حملة بريكسيت، والممثل الفكاهي بيبي غريلو زعيم حركة خمسة نجوم في ايطاليا، بدلا من باراك اوباما وفرانسوا هولاند وديفيد كاميرون وماتيو رينزي.
ويرى مراقبون ان الدرس الذي يُستخلص من الأحداث الأخيرة ان افجاجاً ومغمورين يستطيعون إحداث تغيير جذري في سياسات بلدهم مشيرين الى ان حزب الاستقلال البريطاني بقيادة فاراج يحتل مقعدا واحدا في مجلس العموم لكنه قام بدور اساسي في حملة بريكسيت بتحذيراته من مخاطر الهجرة. ونجح ترامب في مواجهة مقاومة شديدة من داخل حزبه.
وأسهمت الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي بصفة خاصة في تقصير الطريق الى قلوب الناخبين وعقولهم. ويقول الكاتب جون جوديز ان ما يوحد الشعبويين من اليمين واليسار هو الغضب على القيادات التاريخية ومؤسسة الحكم التقليدية وعالم السياسة والمال وفي الوقت نفسه المطالبة بحكم قوي.
واشنطن مُلكنا!
روسيا من جهتها تحاول التأثير في الحركات السياسية الاوروبية منذ سنوات. وتختلط الآن نشوة القوة العظمى الصاعدة من جديد بفرحة انتخاب ترامب في الولايات المتحدة. ويقول انصار الرئيس بوتين الآن "ان واشنطن ملكنا" في تنويع على شعار "القرم ملكنا" الذي رُفع بعد ضم شبه الجزيرة الى روسيا. ويتوقع الكاتب القومي الروسي الكسندر بروخانوف تفكك اوروبا الموحدة في وقت قريب قائلا "ان الدول الاوروبية كانت بأيدي متآمرين وكذابين، انتهت ايامهم".
ونجح بوتين في ترويج اتجاه محافظ جديد والانتقال الى "ديمقراطية غير ليبرالية" من سماتها معاداة العولمة والاتحاد الاوروبي والعودة الى القيم التقليدية، كما كتبت صحيفة روسيسكايا غازيتا الحكومية مختتمة بالقول "ان وضعاً ثورياً نشأ على اطراف مملكة بروكسل".
في هذه الأثناء يستمر التنسيق بين الأحزاب الشعبوية اليمينية في اوروبا الغربية قبل انتخابات العام المقبل في المانيا وفرنسا وهولندا وايطاليا. وكشفت تسريبات ان زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية مارين لوبان وزعيمة حزب البديل من اجل المانيا فراوكة بيتري اجتمعتا قرب ستراسبورغ في يوليو الماضي.
اعلنت لوبان انها إذا انتُخبت رئيسة ستدعو الى اجراء استفتاء على غرار النموذج البريطاني قائلة "أُريد استعادة السيطرة على عملتنا وعلى حدودنا". وقال نظيرها البريطاني نايجل فاراج ان مهمته لم تنته بعد بريكسيت وعليه الآن ان يدعم حملة لوبان كما دعم حملة ترامب. وكان فاراج اول سياسي أجنبي اجتمع مع ترامب بعد فوزه. والآن يعتبر فاراج وترامب انهما رائدا حركة ويجسدان أملا كبيراً في الأوساط الشعبوية بعد انتصار القوى المناهضة لليبرالية. ويعتقد ترامب وفاراج انهما يقفان الآن على حافة هدفهما في تغيير العالم.
اعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن مجلة "شبيغل". المادة الأصلية منشورة على الرابط التالي:
http://www.spiegel.de/international/world/trump-election-boosts-european-populists-a-1122077.html
التعليقات